ياسر عمر سندي

ما قبل قمة دبي للمعرفة.. الشغف والمشاركة

الأربعاء - 28 نوفمبر 2018

Wed - 28 Nov 2018

تنطلق في الأسبوع الأول من ديسمبر 2018 فعاليات أكبر تجمع معرفي على المستوى العالمي، والذي يطلق عليه شعار «قمة المعرفة»، وذلك بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدا بمدينة دبي صاحبة السبق الدائم كل عام في ضم مجموعة كبيرة من خبراء المعرفة تحت مظلة مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، تحت رعاية كريمة وخاصة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي، وتوجيه من الشيخ أحمد بن محمد بن راشد رئيس المؤسسة، والتي تستقطب كوكبة من متخصصي المعرفة والمستشارين في جميع التخصصات لطرح ما لديهم من خبرات وتجارب وقصص ملهمة تساعد في دعم مفهوم المعرفة وتعمل على تعزيزه.

وتعد هذه السنة الدورة الخامسة على التوالي لقيام هذا الكرنفال المعرفي العظيم، حيث بدأت تتبلور فكرة قيام مؤسسة تعنى بالمعرفة واستقطابها ومشاركتها ونقلها منذ عام 2014، وتركز مؤسسة المعرفة هذا العام على موضوع «مستقبل الشباب واقتصاد المعرفة»، والذي أعده من المواضيع المهمة في عصرنا الراهن الذي يسمى «عصر المعرفة». وتعني المعرفة في مفهومها العلمي التراكم المتنوع لجميع الخبرات والمهارات والتجارب والأفكار والمعتقدات التي استحوذ عليها الإنسان، سواء كان في خلفيته وتجربته فنيا أو طبيبا أو محاميا أو أكاديميا أو مستشارا، وغيرها من التخصصات العلمية والعملية، ومن خلال مصادر عدة متنوعة مثل المعرفة المكتسبة من بداية مراحل الدراسة وتلقي المعلومات إلى مرحلة النضج المعرفي الممزوج بالخبرة والتجربة العملية والمحاكاة الموقفية Benchmarking من الاجتماعات والمحاضرات وأماكن العمل والدروس المستفادة من الحياة العامة.

وقمة المعرفة تضم بين جنباتها أضخم الخبرات والمهارات، وستجري بعدد جلسات يتجاوز الـ 45 جلسة، وأربع قاعات تعمل كمنصات حوارية وتفاعلية رئيسة لمناقشة نحو 150 موضوعا مختلفا في انتظار الحشد العالمي الهائل المتطلع والشغوف للمشاركة بما لدى الآخرين من تجارب وقصص نجاح، ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 100 متحدث من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية لنقل معرفتهم وخبراتهم ونصائحهم في شتى المجالات لخلق توليفة معرفية غنية يشاركون بها غيرهم، ومن المتوقع حضور مئات الأشخاص لتلبية شغفهم المعرفي وحصد ثمار العقول المتميزة المشاركة في القمة، ومن حسن الطالع وجود عدد من المشاركين السعوديين كمتحدثين مثل الدكتور سعود الصلاحي نائب مساعد وزير التعليم ليتحدث عن خبرته وتجربته السابقة لافتتاح الجلسة بعنوان «المكتبات الرقمية ومستقبل اقتصاد المعرفة»، وستشارك أيضا المهندسة مشاعل الشميمري بموضوعها «توطين المعرفة لاستيطان الفضاء» وتجربتها كأول مهندسة سعودية متخصصة بمجال هندسة الطائرات والمركبات الفضائية، حيث حصلت على جائزة المرأة العربية الملهمة عام 2015، وهي مستشارة وشغوفة لنقل معرفتها للآخرين، ومشاركة عدد من المواطنين الإماراتيين أيضا بخبراتهم وأوراقهم بمجالات الهندسة والاقتصاد والإعلام والإدارة والفضاء.

وكمتخصص في مجال إدارة المعرفة أستشعر دوما ذلك الشغف الوقاد للمشاركة مع الآخرين معرفتهم وخبراتهم وتجاربهم للاستفادة الشخصية وتحويلها بالتالي لمن يحتاجها من أبناء وطني وعالمي ومن يتطلع إلى المعرفة، إنفاذا للتوجيه الرباني الكريم (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير) الحجرات 13، وسأتحدث عن «ما بعد قمة دبي للمعرفة.. الاستحواذ والنقل» بعد انتهاء القمة إن شاء الله، وكلي أمل أن تعمم تجربة دبي في المعرفة على جميع دولنا العربية وأولاها مملكتي الحبيبة، لاستضافة الخبرات العالمية ذات القيمة العالية لتوطيد المعرفة بالمشاركة لنواكب تطلعاتنا الوطنية لتحقيق التحول القادم 2020 والوصول للرؤية 2030 باقتصاد قوي مبني على المعرفة.

Yos123Omar@