كن صديقي
الاحد - 25 نوفمبر 2018
Sun - 25 Nov 2018
كنت في العشرينات من عمري وصديقي لي منذ الصغر في سنين مضت من عمرنا نسمع حين تقول السيدة أم كلثوم: (يا أقرب من بسمتي لشفايفي) بأن هذا التشبيه يجعلنا نمشي بعيدا، حيث اقتراب اللا محسوس من المحسوس، وحيث التوحد بالمشاعر لدرجة الميثاق العظيم بأن عهد الحب فيه من ملاصقة الاحتضار في أوقات الشوق مثلما غنت هذه الرائعة.
وعندما تقول أيضا: (يا ريت زماني ما يصحنيش) بأن ساعات الحلم والغياب في جبة الرومانسية ونحن نسمع هذا النغم الهادر يسري في نواميس شعورنا تجعلنا نستسلم لما نحن فيه من حالة عفوية الغرام والإحساس التي نتمنى معها بقاء أثر هذا المخدر.
كنا نسمع أغنية السيدة أيضا (فكروني) فأسمع منه بنهم كبير فلسفة موسيقية يشرح فيها تلحين بليغ حمدي خاصة عند مقطع: (والي كان في القلب لسه في القلب جوا) حتى أجدنا احترنا بين موسيقى أو كلمات تضيء عيون شابين امتطيا صهوة جواد الخيال فما ارتاحا حتى سمعا أم كلثوم وهي تقول: (فعدونا فسبقنا ظلنا).
كنا حينها نتكلم مع بعضنا ونحن اثنان فقط لا جمهور لنا ولا مستمعين سوى اهتمام الواحد منا بتهليس صاحبه وفلسفة صديقه، وكنا نعتبر هذا الحوار الأدبي الفني الاجتماعي نوعا من الاستراتيجية الخاصة بنا في فهم ما نتشده حين (نُحب).
كان صديقي يهيم طربا في الصباح بفيروز فأمدح فعله أنا.
وكنت أحب سماع كاظم الساهر حيث أغانيه العراقية الملحمية فيبتسم لي.
كان صديقي يجمع شتات الأغنيات المحببة لنا في شريط واحد مستخدما اختراع مسجل أبوشريطين، وكانت النتيجة نسخة نهديها لأصدقائنا ويتداولها الناس في حينا وحارتنا.
مر علي وصديقي زمن: بكى أحدنا من سماع أغنية السيدة (لسه فاكر) واحتار أحدنا ما يقول وهو يحصل بعد تعب على النسخة الأصلية لشريط ماجدة الرومي الجديد (كلمات)، وطار أحدنا فرحا وهو يُهدى أغنية (حاول تفتكرني) لعبدالحليم.
كنا نتابع برنامجا نشتري أشرطة الفيديو له يعد في لبنان اسمه (أربعاء بيروت) ومعه (استديو الفن)، وحضرنا بدايات نجوى كرم وأصالة وراغب علامة.
عثرنا يوما على (سيمونا ضو) وهي تغني بصوت يشبه فيروز ولا ننسى أننا ظللنا أياما توهم فيها بعض أصدقائنا أنها هي.
كانت أياما كتبنا فيها من الشعر الكثير.
وكتبنا فيها من قصاصات الورق الكثير.
كنا نهتم بالخط وحسنه وحسن العبارة ومهارة الأسلوب.
وضعنا للحياة مفاهيم كما نشاء وفق ما نشاء بالطريقة التي نشاء حيث نشاء.
كان يسعدنا القليل من الدنيا أهم ما فيه ابتسامة، حيث موقف وحسن قول حيث حب وقصة مغامرة حيث ليل.
albabamohamad@
وعندما تقول أيضا: (يا ريت زماني ما يصحنيش) بأن ساعات الحلم والغياب في جبة الرومانسية ونحن نسمع هذا النغم الهادر يسري في نواميس شعورنا تجعلنا نستسلم لما نحن فيه من حالة عفوية الغرام والإحساس التي نتمنى معها بقاء أثر هذا المخدر.
كنا نسمع أغنية السيدة أيضا (فكروني) فأسمع منه بنهم كبير فلسفة موسيقية يشرح فيها تلحين بليغ حمدي خاصة عند مقطع: (والي كان في القلب لسه في القلب جوا) حتى أجدنا احترنا بين موسيقى أو كلمات تضيء عيون شابين امتطيا صهوة جواد الخيال فما ارتاحا حتى سمعا أم كلثوم وهي تقول: (فعدونا فسبقنا ظلنا).
كنا حينها نتكلم مع بعضنا ونحن اثنان فقط لا جمهور لنا ولا مستمعين سوى اهتمام الواحد منا بتهليس صاحبه وفلسفة صديقه، وكنا نعتبر هذا الحوار الأدبي الفني الاجتماعي نوعا من الاستراتيجية الخاصة بنا في فهم ما نتشده حين (نُحب).
كان صديقي يهيم طربا في الصباح بفيروز فأمدح فعله أنا.
وكنت أحب سماع كاظم الساهر حيث أغانيه العراقية الملحمية فيبتسم لي.
كان صديقي يجمع شتات الأغنيات المحببة لنا في شريط واحد مستخدما اختراع مسجل أبوشريطين، وكانت النتيجة نسخة نهديها لأصدقائنا ويتداولها الناس في حينا وحارتنا.
مر علي وصديقي زمن: بكى أحدنا من سماع أغنية السيدة (لسه فاكر) واحتار أحدنا ما يقول وهو يحصل بعد تعب على النسخة الأصلية لشريط ماجدة الرومي الجديد (كلمات)، وطار أحدنا فرحا وهو يُهدى أغنية (حاول تفتكرني) لعبدالحليم.
كنا نتابع برنامجا نشتري أشرطة الفيديو له يعد في لبنان اسمه (أربعاء بيروت) ومعه (استديو الفن)، وحضرنا بدايات نجوى كرم وأصالة وراغب علامة.
عثرنا يوما على (سيمونا ضو) وهي تغني بصوت يشبه فيروز ولا ننسى أننا ظللنا أياما توهم فيها بعض أصدقائنا أنها هي.
كانت أياما كتبنا فيها من الشعر الكثير.
وكتبنا فيها من قصاصات الورق الكثير.
كنا نهتم بالخط وحسنه وحسن العبارة ومهارة الأسلوب.
وضعنا للحياة مفاهيم كما نشاء وفق ما نشاء بالطريقة التي نشاء حيث نشاء.
كان يسعدنا القليل من الدنيا أهم ما فيه ابتسامة، حيث موقف وحسن قول حيث حب وقصة مغامرة حيث ليل.
albabamohamad@
