فهد عبدالله

طاقة الابتكار.. والإسهام الحضاري

السبت - 24 نوفمبر 2018

Sat - 24 Nov 2018

في إحدى الأمسيات المعرفية الجميلة تناسجت المعلومة والابتكار في تظاهرة علمية فريدة أقامتها حاضنة طاقة الابتكار التابعة لشركة الكهرباء السعودية بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ضمن سلسلة ورش عمل جمعت ثلة من كوادر شركة الكهرباء السعودية وطلاب الجامعات السعودية، وكان الهدف من تلك الورش إيجاد بيئة تنافسية في مجالات الابتكار والاختراع لمعالجة أكبر التحديات الموجودة بالشركة في مجال الطاقة.

أخذت تلك الورشة العلمية التنافسية فترة زمنية ممتدة يتخللها تنوع برامجي ما بين المادة العلمية والتدريبات العملية ونقاشات مجموعات العمل من أجل الخروج بابتكار جديد يسهم في حلول التحديات التقنية وزيادة منسوب الحلول الذكية في مجال الطاقة وموثوقية الخدمة الكهربائية.

حاضنة طاقة الابتكار مشروع ريادي ملهم من خلاله تعرفنا على بعض جوانبه في تقديم كل ما يمكن من دعم علمي وتقني ومادي تجاه أصحاب تلك الابتكارات، تبدأ بالتوجيه والتعليم وتنتهي بريادة الأعمال والوجود الحقيقي في الأسواق المحلية والعالمية.

من تجربة شخصية وأيضا من تجارب كثير من أصحاب الاهتمامات تجاه الابتكارات والاختراعات كثيرا ما يتردد في تطلعاتهم واهتماماتهم وتحدياتهم معضلة التوقف في منتصف خط الابتكار لكثرة التحديات التي تحتاج لمزيد من الدعم العلمي الدقيق أو الدعم المادي لكي يقف الابتكار على قدميه، وكثيرا ما يموت الاختراع في مهده بسبب عدم وجود مثل هذه الحاضنات التي تطبب مرض الابتكار ومساعدته على الحركة.

إدارة الحاضنة وضعت نصب عينيها ومن اليوم الأول في شرح مسيرة المبتكر وعلاقته بالحاضنة أن هناك دعما فنيا في حالة نجاح الفكرة في قالبها الشكلي ليتسنى للمبتكرين عدم الانشغال بتوابع التحديات الفنية دون التركيز على الإضافات النوعية التي يضيفها الابتكار، وكأنهم بذلك لمسوا أكبر ما يعاني منه المبتكرون عادة في تطويع الأمور الفنية لنجاح الابتكارات.

يتملكني شعور بالفخر والانتماء بأن يكون هناك صرح علمي وعملي يسهم في صناعة نهضة الوطن ورصف طريق واسع ومعبد نحو الحضارة.

ماذا لو كان هناك نوع من المواصفات الإلزامية على الشركات الكبيرة والمتوسطة والصروح العلمية والتقنية بشتى أنواعها بتأسيس مثل هذه الحاضنات من أجل الأهداف القصيرة والطويلة الأجل للتنافس العالمي في النهضة والحضارة وما يتداخل معها؟ تراكمات هذه المشاريع الحالمة حتما وبلا شك سيجعل من وتيرة التنوير المعرفي والاستشراف الإيجابي المستقبلي في تسارع لا يهدأ.

شكرا شركة الكهرباء السعودية، شكرا جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، شكرا طاقة الابتكار.