الملك سلمان: الشباب جيل المستقبل

السبت - 24 نوفمبر 2018

Sat - 24 Nov 2018

إن الكلمة الافتتاحية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ في مجلس الشورى تعطي دلالة واضحة جليلة على اهتمام القيادة الرشيدة بالشباب ودورهم التنموي وتلبية احتياجاتهم المستقبلية، وهو ما نصت عليه رؤيتنا المباركة (2030)، حيث قال في كلمته «تمر بلادنا بتطور تنموي شامل وفقا لخطط وبرامج رؤية المملكة 2030 التي تسير بشكل متواز وتحقق أهدافها بمعدلات مرضية، ولا يخفى عليكم الجهود التي تبذلها الدولة لإيجاد المزيد من فرص العمل، وقد وجهنا ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بالتركيز على تطوير القدرات البشرية وإعداد الجيل الجديد لوظائف المستقبل».

ولا شك أن هذا التوجيه الكريم لعراب هذه الرؤية الطموحة الاستراتيجية للأمير محمد بن سلمان يؤكد الإرادة السياسية القوية بالاهتمام بهذه الفئة الحيوية وبهذه الشريحة الكبيرة من الشعب السعودي.

نعم إنهم شبابنا الحالمون بمطموحات تعانق السماء، هذه الفئة الغالية لها دورها الكبير والمؤثر الذي تلعبه في الحاضر والمستقبل كشريك قوي في التغيير والتنمية والبناء، لدعم مسيرة الاقتصاد والتقدم والتطور والدفاع عن الوطن وحماتيه من أي اعتداء. وهم من راهنت عليهم رؤية المملكة 2030 بقدراتهم ومهاراتهم، وعدتهم أهم الموارد وأكثرها قيمة، وستمضي قدما إلى تحقيق الاستفادة القصوى من طاقاتهم من خلال تبني ثقافة العمل، وإتاحة الفرص للجميع، وإكسابهم المهارات اللازمة التي تمكنهم من السعي نحو تحقيق أهدافهم وغاياتهم، وتعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل، وتمكين الإمكانات الشابة المبدعة لقيادة المستقبل، لخلق فرص استثمارية واقتصادية جديدة وواعدة للوطن.

هذا يؤكد أن القيادة الرشيدة ستمضي في مواصلة الاستثمار في التعليم والتدريب لإعداد جيل جديد لوظائف المستقبل، والتي تحتاج إلى مهارات نوعية بكفاءة عالية، وتعزيز الجهود في مواءمة مخرجات المنظومة التعليمية مع احتياجات سوق العمل وتنمية الفرص الوظيفية والتدريبية للجميع، عن طريق إكسابهم المهارات الحرفية النوعية والأدائية التطويرية والقيادية الفنية، وزيادة قدراتهم على التفكير الابتكاري وحل المشكلات وإدارة الضغوطات، بما يمكنهم من التكيف مع عملهم من ناحية، ومواجهة مشكلاتهم والتغلب عليها من ناحية أخرى، وإعطائهم مساحات رحبة للإبداع والأصالة، وتنمية الاتجاهات السليمة للفرد نحو تقديره لقيمة عمله وأهميته والآثار الاجتماعية المتصلة به، والمترتبة عليه، وتعزيز القيم الإيجابية في شخصياتهم، مع القدر الكافي من الوعي الذاتي والاجتماعي والثقافي المتين، وتعزيز الوحدة الوطنية ليكونوا شخصيات مستقلة ودروعا حصينة لبلادهم في مواجهة أي تيارات خارجية عدائية أو هجمات إعلامية شرسة تستهدف أمننا وقيادتنا ولحمتنا الوطنية.