برجس حمود البرجس

نائب أمير المنطقة الشرقية - المتسوق القوي

الجمعة - 23 نوفمبر 2018

Fri - 23 Nov 2018

في موقف تجلت فيه الإنسانية بأرقى صورها وأسمى معانيها وأنبل أهدافها، وأثناء زيارة الأمير أحمد بن فهد بن سلمان نائب أمير المنطقة الشرقية لمطار الملك فهد الدولي بالدمام، زيارة تفقدية مفاجئة وبدون مرافقين، لاحظ رجلا مسنا كان قد تأخر على رحلته قليلا وأقلعت قبل أن ينهي الترتيبات الخاصة لحمل كرسيه المتحرك معه في الطائرة، وكان المسن من ذوي الاحتياجات الخاصة ومتجها للرياض مع عائلته، فما كان من الأمير إلا أن اصطحبه معه في طائرته الخاصة للرياض.

هذا العمل الإنساني الذي يجب أن نذكره ونشكر سمو الأمير عليه، وننتقل ببقية المقال للجانب الإداري والقيادي من القصة.

على غرار «المتسوق الخفي»، أتى هذا الأمير الشاب القائد ليقوم بدور أكبر وهو «المتسوق القوي»، حيث قام يوم الخميس الماضي بزيارة مفاجئة لمطار الملك فهد الدولي بالدمام، زيارة تفقدية وبدون مرافقين ليشهد كفاءة الأعمال ويستمع من المسافرين لمرئياتهم الإيجابية، ومآخذهم وملاحظاتهم.

للمعلومية «المتسوق الخفي» (وليس المتسوق القوي) هو موظف حكومي أو متعاقد يقوم بدور المتسوق العادي وهو في الحقيقة يراقب مخرجات أعمال القطاعات والخدمات والإجراءات والمخالفات وسير العمل، ومن ثم يكتب بها تقريرا عن أداء هذا القطاع، هذا البرنامج أحد برامج مركز الأداء الذي يعمل على أحد برامج التحول الوطني لرفع كفاءة الأعمال وتحسين الأداء، وبلا شك المتسوق القوي أقوى فعالية من المتسوق الخفي، وكلاهما مكمل للآخر.

الحديث هنا ليس عن مطار الدمام أو مزودي الخدمات في المطار (شركات الطيران والخدمات الأرضية وغيرها)، بل الحديث عن مراقبة وتحفيز جميع القطاعات الخدمية الحكومية والخاصة (المستشفيات والمدارس ومرافق البلديات والمياه وخدمات النقل والقطارات والطيران والمرور وبقية مزودي الخدمات العامة والخاصة).

فكرة «المتسوق القوي» التي ينهجها بعض القادة والإداريين ليست إلا حرصا منهم، وما فعله الأمير في زيارته المفاجئة لمطار الدمام وبدون سابق تنبيه لهذه الزيارة لإدارة المطار ومزودي خدماته ليست إلا حرصا منه على التأكد من توفر الخدمات على أكمل وجه وتقديمها للمواطنين والمقيمين، ولا أعتقد أن صاحب مثل هذه العقلية الإدارية القيادية سيكتفي بزياراته للمطارات، بل سيفعل النهج نفسه للخدمات الحكومية والخاصة لبقية القطاعات.

هذا النوع من الزيارات للمتسوق القوي يأتي بمثابة التأكد ومقارنة ما يراه بنفسه على أرض الواقع مع ما يصله من تقارير وأخبار عن هذه القطاعات، سواء كانت هذه التقارير والأخبار ثناء أو شكاوى.

روح الشباب في الأعمال الإدارية والقيادية والنهج الذي تتبعه مدارس القيادات المتقدمة في الدول المتقدمة تتفق على أن أعمال الرقابة الميدانية ضرورية للحرص على تقديم الخدمات بأفضل وجه، وليس فقط البقاء في المكاتب وتلقي التقارير التي تعد من قبل الجهات المزودة لتلك الخدمات، والتي بالتأكيد لن تظهر النواقص بالشكل الذي يبحث عنه الأمير بوجه التخصيص في مثل هذا الحدث.

لا شك أن هذا العمل يضيف الكثير لمستوى الخدمات المقدمة، ومن الضروري إيجاد آليات للتوسع بها آلاف المرات بنفس المجهود. الحل دائما ليس بزيادة عدد المراقبين، بل الاستعانة بالعصا السحرية وهي «التكنولوجيا»، فلدينا برامج التواصل الاجتماعية، فصوتها مسموع ونستطيع من خلالها معرفة الأماكن والخدمات التي تحتاج التركيز أكثر من غيرها ولترتيب الأولويات أيضا، طبعا بالإضافة لبرامج التواصل الاجتماعية يجب أن يكون هناك تطبيقات متنوعة لمعرفة الأماكن والخدمات الأكثر حاجة لزيارات هذا القائد «المتسوق القوي».

@Barjasbh