مانع اليامي

وراء كل زائر متنزه عامل نظافة أنيق.. تحية لعمال النظافة

الجمعة - 23 نوفمبر 2018

Fri - 23 Nov 2018

أعمال مشاريع المتنزهات والحدائق العامة تتسم بعلو التكلفة وتصاعدها في الغالب، بداية بتأسيس المشاريع وتشغيلها حتى صيانتها، هذا النمط من المشاريع يأتي تحت غاية الترفيه من خلال تهيئة أماكن عامة يجد الناس فيها راحتهم خارج جدران الأبنية وقت اللزوم، دون أعباء مالية على المستفيد كثر العدد أو قل.

والحاصل اليوم أن البعض من مرتادي هذه الأماكن لا يحترمونها، ويشجعون على تشويهها بشكل أو بآخر، ولعل رمي المخلفات في وجه هذه الأماكن من الشواهد الدالة على أنه لا أحد يريد تحمل أعباء نفسه، وكبير الظن أن كثيرا منا رصد على الطبيعة سوء تصرفات البعض في هذه الأماكن، رغم سمو الأهداف من وجودها والأعباء المالية التي تتحملها الدولة في سبيل إنشائها وتشغيلها وصيانتها وربما تطويرها أيضا، وما لا يمكن إنكاره أن العديد من مواقع التواصل الاجتماعية تعج بالمقاطع المصورة المؤكدة وعلى قدر لا يستهان به لسوء استعمال البعض للمنافع العامة وبالذات الحدائق والمتنزهات، ومن الشواهد الحية المزعجة فعلا رمي المخلفات، وليت الشوارع العامة تسلم هي الأخرى، والأكيد أنها بعيدة عن السلامة، خاصة في القرى، حيث ينخفض مستوى الرقابة وتتكاثر الملوثات البصرية. هذه العلة نتاج تركيز بعض المسؤولين في مجال الأعمال الخدمية على الشوارع الرئيسة لإرضاء شهوة الرقيب، والله أعلم، ولا أزيد.

المهم هو متى تدرك تلك الفئة التي تعبث بالأماكن العامة أنها لا تملك الوعي بأهمية مثل هذه المرافق؟ وأنها في الوقت نفسه بتصرفاتها تسهم في تشكيل أكثر من خطر على الصحة العامة والذوق العام، ليس هذا فحسب، بل متى سيدرك الجميع أن الدولة لا يمكن أن تستمر في تقديم خدماتها بالشكل الأمثل في حال استمرارية العبث وتشويه جماليات الطبيعة المصغرة، أي أماكن الترفيه المفتوحة والحدائق العامة؟

قاعدة وراء كل مرتاد حديقة عامة أو متنزه عامل نظافة «أنيق» قاعدة متخلفة جدا، ولا تليق بالوطن وأهله، ولا شك أنها لا تحل مشكلة ترك الأماكن محل الحديث في حالة عالية من القذارة بعد استعمالها والاستمتاع بها.

خالص تحياتي لعمال النظافة - أصدقاء البيئة. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]