محمد بن طامي

أندية مدارس الحي.. جودة حياة

الخميس - 22 نوفمبر 2018

Thu - 22 Nov 2018

يعتبر برنامج أندية مدارس الحي التابع لوزارة التعليم وتحت إشراف شركة تطوير للخدمات التعليمية من البرامج الهامة جدا إذا ما روعي فيه تحقيق الاستفادة القصوى للوصول للأهداف المرجوة منه، من خلال المتابعة والتقييم من بداية البرنامج حتى مرحلة النضح وما بعدها، حيث ترتكز الفكرة الأساسية للبرنامج على تطوير الأنشطة اللا صفية للطلاب والطالبات، ولكنه كذلك يرحب بجميع شرائح المجتمع للمشاركة والإندماج في هذه الأنشطة من دورات تدريبية مجانية ومدفوعة الثمن ومعارض وندوات ومسابقات، وغير ذلك.

كانت البداية الفعلية للبرنامج عام 1433 هـ تقريبا بتشغيل 200 ناد تدريجيا وصولا لـ 1000 ناد بنهاية العام الحالي، حيث أعلن مؤخرا عن تدشين 480 ناديا. ونظرا لأهمية البرنامج من خلال الرؤية والرسالة المرسومة له فقد تمت موافقة مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على إدراج برنامج أندية مدارس الحي ضمن مبادرة برنامج «جودة الحياة»، أحد البرامج الـ 12 لرؤية المملكة 2030.

وبالاطلاع على التكاليف المالية الناتجة عن تنفيذ برنامج أندية مدارس الحي، سنجد أن تكاليف تجهيز الأندية الحالية والمخصصة لمرة واحدة فقط تقدر بـ 200 إلى 300 مليون ريال (الدليل التنظيمي لبرنامج أندية مدارس الحي) تضاف إليها مكافآت العاملين في الأندية والميزانيات التشغيلية لها، والتي قد تتجاوز 350 مليون ريال سنويا (بافتراض أن الأندية الحالية من فئة ب وهي أقل تكلفة من الفئة أ ولكل فئة اشتراطات خاصة وميزانيات ومكافآت متفاوتة).

ولو وضعنا المعطيات أعلاه في صورة معادلة تحتوي على التكلفة المالية للأندية مضافا إليها المخرجات المتوقعة منها، لا بد من الخروج بنتائج وآثار إيجابية على المديين المتوسط والبعيد، بما يحقق التوازن بين كفتي المعادلة أو حتى يرجح كفة النتائج والآثار المحققة على كفة التكلفة، بما يعكس نظرية العائد أو (القيمة) مقابل المال Value for Money.

إن برنامجا بحجم 1000 ناد اجتماعي (الهدف النهائي 2000 ناد) وتكلفة تقديرية تصل إلى ملياري ريال تحتاج لعمليات متابعة وتقييم دورية لضمان جودة المنتج النهائي، حيث إن الفئة المستهدفة عريضة جدا بحكم أنها تستهدف جميع شرائح المجتمع من الجنسين، سواء الأطفال، والمراهقين، والشباب، وكبار السن، باعتبارهم ساكني هذه الأحياء، كما أن أهداف البرنامج مختلفة بدءا بتنمية مهارات النشء وصقل مواهبهم حتى تحفيز الشراكة المجتمعية بين القطاعين العام والخاص.

والسؤال الجوهري هنا: إلى أي مدى يمكن الاستفادة من أندية مدارس الحي لجميع الشرائح المستهدفة بشكل عام والطلبة بشكل خاص؟ وللإجابة عن هذا السؤال من الممكن القيام بدراسات بحثية طويلة لسنوات عدة تجري من خلالها دراسة الصفات السلوكية والمهارية وغيرها لعينة منتقاة من الطلبة المشاركين في الأندية، مع اختيار عينة أخرى (مقارنة) ممن لم يشتركوا في الأندية، شريطة أن تكون العينتان متماثلتين لضمان استبعاد العوامل المؤثرة في عينة دون الأخرى قدر الإمكان (ما عدا تأثير الأندية)، ومن ثم متابعتهما بشكل دوري.

هذا النوع من الدراسات والأبحاث لا بد من أن يؤخذ بصورة جدية، وألا يستهان به، نظرا لطبيعة نتائجه وأهميتها وإمكانية الاستفادة منها في تطوير وتوجيه البرامج بشكل أفضل من وقت لآخر.

Mohamed_BinTami@