حسن علي العمري

البيئة البرية

الثلاثاء - 20 نوفمبر 2018

Tue - 20 Nov 2018

حديثنا هنا يتمحور حول البيئة البرية، ذلك الوسط الهام المغذي لحياة الإنسان السليمة وفقا لما وهبها الله في تركيبتها الطبيعية، فإن نتج عنها اختلال في علاقة الإنسان بها كان مؤداه أضرار ذات أثر بالغ على حياة الإنسان وغيره من الكائنات الحية على سطح الأرض، فكان لزاما تدخل المشرع لتنظيم هذه العلاقة وتقنينها وفرض العقوبات على مخالفيها.

وفي المملكة العربية السعودية صدر نظام صيد الحيوانات والطيور ولائحته التنفيذية وغيره من الأنظمة واللوائح المختلفة التي تهدف لحفظ العناصر غير الحية من التدخلات البشرية المؤثرة عليها، ومنها المحيط الهوائي المشتمل على الغازات والجسيمات وذرات المعادن والأبخرة التي يجب الحفاظ عليها من الملوثات وغيرها، كما تتسع دائرة حماية البيئة البرية لتشمل أيضا الأتربة والغابات والجبال والهضاب والأودية ومجاري السيول، وكل مكون من هذه المكونات يرتبط ببعضه بشكل مباشر أو غير مباشر.

فيما يظل المحيط المائي المكون من المحيطات والأنهار والبحار والأبخرة والضباب ذا أهمية بالغة لكننا سنؤجل الحديث عنه بمقال لاحق نفصل فيه القول لأهميته.

وللتلوث البيئي مفهوم متسع يشمل كل عمل يفسد البيئة أو جزءا منها بشكل مباشر أو غير مباشر وينتج عنه ضرر حال أو محتمل بالصحة العامة للإنسان أو سلامة الكائنات الحية الأخرى والموارد الحية والنباتات، ويؤدي لاختلال دورة الحياة بها.

وتعد التدخلات البشرية هي الأساس لإحداث التلوث البيئي كونها تتم عن طريق تدخلات الإنسان بالاعتداء علي البيئة، وتظل العوامل الخارجية محتملة الحدوث إلا أنها ليست على مستوى أفعال الناس كحال الكوارث الطبيعية كالبراكين والفيضانات وخلافهما، لينشأ تبعا لذلك مفهوم الجريمة البيئية وفقا للأنظمة المتعلقة بها لتضبط هذه التصرفات المخالفة.

وتتنوع التلوثات البيئية الناتجة عن اعتداءات الإنسان على البيئة، ومنها التلوثات الصناعية الناتجة عن عوادم السيارات والمصانع والمواد المشعة وما يتخلف عن استخدامات البشر المختلفة المنزلية والزراعية والتجارية، وهو ما يطلق عليه التلوث المحلي.

والأضرار التي تلحق بالبيئة تنتج حتما ضررا بالأشخاص لأنها مبنية عليها وناتجة عنها، فعندما يتم الاعتداء على الهواء النقي بأدخنة وعوادم السيارات والمصانع أو يتم تلويث المنتجات النباتية بالكيماويات ينعكس ذلك على الإنسان والكائنات الحية التي تستنشق الهواء الملوث أو تتناول المنتجات السامة.

وتتعدد صورة الاعتداء البشرية على البيئة غير ما ذكر آنفا بصورة بسيطة كالاحتطاب الجائر، وتجريف أو حرق الغابات وإتلاف النباتات والمسطحات الخضراء أو تشويهها، والصيد العشوائي للحيوانات والحياة الفطرية، وإحراق النفايات أو التخلص منها برميها في الأماكن غير المخصصة لها، ووضع حظائر البهائم داخل التجمعات السكانية أو بجوار المساكن.

المجتمع الدولي يشهد تطورا مهما في مجالات حماية البيئة، مما ينبئ عن الرغبة الجادة للوصول لأقصى الغايات لحماية البيئة لضمان استمرار الحياة البشرية بشكل مقبول، وذلك بتجريم كل الأنشطة الضارة بذلك المحيط وتنظيم المسؤولية الجنائية عنها.

  • من مظاهر التلوث البيئي إحداث تغيرات على الوسط الطبيعي بين مكونات العناصر البيئية بإخفاء بعضها أو تقليلها أو التأثير على نوعيتها

  • تظل يد الإنسان هي الأداة الكبرى المتسببة بإحداث أي تغيير في البيئة أو عوادم السيارات أو المصانع أو المبيدات الزراعية

  • تعد المسؤولية عن الخطأ البيئي أو الأعمال غير المشروعة فيها مسؤولية مدنية تلزم فاعلها بالتعويض العيني عن الأضرار

  • تساهم الدول بخلاف الأفراد في تلوث البيئة البرية كدفن المواد السامة أو الطبيعية التالفة أو المتفجرات النووية، سواء بقصد الإضرار البيئي أو بدون قصد




[email protected]