اختبار كفاءة موظف القطاع الخاص!
الاثنين - 19 نوفمبر 2018
Mon - 19 Nov 2018
الصورة الذهنية السلبية التي بنيت حول إنتاجية موظف القطاع العام (الحكومة) لم ولن تتغير بسهولة، وستبقى ما دام هناك من يعززها بين الحين والآخر، وعلى الرغم من أن وصفه بضعف الإنتاجية، وعدم المبادرة، وغياب مهارة الإبداع لا يوجد ما يدعمها علميا أو عمليا؛ إلا دراسات محدودة جدا تحوم حول المنهجية التي انتهجتها والنتائج التي توصلت إليها وقابليتها للتعميم من عدمه شكوك كبيرة، إلا أنها وجدت رواجا كبيرا، ووجدت من يسوق لها حتى أصبحت مسلمة لا تقبل التشكيك، وأصبح النقاش حول عدم صحة هذا التعميم ضربا من الخيال.
يضاف إلى ذلك أن المقارنة بين إنتاجية موظف القطاع الحكومي ونظرائه من موظفي القطاع الخاص أسهمت في تعزيز هذه الصورة الذهنية السلبية، رغم أن هذه المقارنة لم تراع الاختلاف بين البيئتين (القطاع الحكومي، والقطاع الخاص) وأساليب العمل فيهما، ومقدار المرونة المتاحة في كل منهما، ونوع الخدمة أو المنتج الذي يقدمانه، وكذلك اختلاف النمط القيادي والنهج الإداري المتبع؛ لذلك أصبح موظف القطاع الخاص رمزا للإبداع، وأنموذجا للإمكانيات العالية، وموظف القطاع الحكومي مثالا للتسيب وضعف الإنتاجية وعدم الابتكار، وأخذت هذه الصورة النمطية أنموذجا للتعميم وذريعة لجلب موظفي القطاع الخاص إلى الحكومة.
الحقيقة التي لا بد أن ندركها ونعترف بها أن بيئة العمل لها دور كبير في ذلك، فالقطاع الحكومي يعامل الموظف المبدع والمبادر على أنه مصدر إزعاج بطلباته وأفكاره التي تخالف سياسة «الله لا يغير علينا»، و«العمل بيمشي»، و«ولا تفتح علينا أبواب مغلقة»، و«هذا ما اعتدنا عليه أو ما جرت عليه العادة»، يضاف إلى أن القطاع الحكومي تحكمه أنظمة ولوائح جامدة، ونظام إداري بيروقراطي يقتل كل المبادرات في مهدها، ونظام القولبة الوظيفية والإدارية، بل إن من لديه روح المبادرة يتعرض للتهميش والتطفيش والمحاربة باعتبار أن أفكاره تهدد أصحاب الفكر التقليدي في الإدارة العليا.
وعلى العكس من ذلك، يجد الموظف المبدع والمبادر في القطاع الخاص كل الدعم والاهتمام، وتهيأ أمامه الفرص للإبداع والنجاح، وتجد أفكاره الإبداعية من يتبناها ويهتم بها، وتجد طريقها للتطبيق ويراها واقعا أمامه، مما يحفزه على تقديم مزيد من الأفكار الإبداعية، إلى جانب المرونة العالية التي يتصف بها العمل في القطاع الخاص دون قيود البيروقراطية.
على أي حال، بغض النظر عن الصورة الذهنية السلبية لموظفي القطاع الحكومي، فإن كفاءة كثير من موظفي القطاع الخاص الذين تم استقطابهم للعمل في القطاع الحكومي أمام تحد حقيقي لإثبات فرضية إبداعهم أمام عقبات البيروقراطية، والجو القاتل للأفكار الإبداعية، والرهان على تحقيقهم النتائج المتوقعة منهم سابق لأوانه، لكن أغلب الظن أنهم سيتحولون إلى موظفين تقليديين حالهم حال موظفي القطاع العام، وسيتخلون عن الطموح العالي الذي كان يرافقهم في القطاع الخاص، ومن يعشق منهم روح التحدي والمبادرة والإبداع سيعود أدراجه للقطاع الخاص، وسيبقى القطاع الحكومي كما هو ما لم يتخلص من جمود لوائحه وأنظمته، وبيروقراطيات المستويات الإدارية المتعددة.
يضاف إلى ذلك أن المقارنة بين إنتاجية موظف القطاع الحكومي ونظرائه من موظفي القطاع الخاص أسهمت في تعزيز هذه الصورة الذهنية السلبية، رغم أن هذه المقارنة لم تراع الاختلاف بين البيئتين (القطاع الحكومي، والقطاع الخاص) وأساليب العمل فيهما، ومقدار المرونة المتاحة في كل منهما، ونوع الخدمة أو المنتج الذي يقدمانه، وكذلك اختلاف النمط القيادي والنهج الإداري المتبع؛ لذلك أصبح موظف القطاع الخاص رمزا للإبداع، وأنموذجا للإمكانيات العالية، وموظف القطاع الحكومي مثالا للتسيب وضعف الإنتاجية وعدم الابتكار، وأخذت هذه الصورة النمطية أنموذجا للتعميم وذريعة لجلب موظفي القطاع الخاص إلى الحكومة.
الحقيقة التي لا بد أن ندركها ونعترف بها أن بيئة العمل لها دور كبير في ذلك، فالقطاع الحكومي يعامل الموظف المبدع والمبادر على أنه مصدر إزعاج بطلباته وأفكاره التي تخالف سياسة «الله لا يغير علينا»، و«العمل بيمشي»، و«ولا تفتح علينا أبواب مغلقة»، و«هذا ما اعتدنا عليه أو ما جرت عليه العادة»، يضاف إلى أن القطاع الحكومي تحكمه أنظمة ولوائح جامدة، ونظام إداري بيروقراطي يقتل كل المبادرات في مهدها، ونظام القولبة الوظيفية والإدارية، بل إن من لديه روح المبادرة يتعرض للتهميش والتطفيش والمحاربة باعتبار أن أفكاره تهدد أصحاب الفكر التقليدي في الإدارة العليا.
وعلى العكس من ذلك، يجد الموظف المبدع والمبادر في القطاع الخاص كل الدعم والاهتمام، وتهيأ أمامه الفرص للإبداع والنجاح، وتجد أفكاره الإبداعية من يتبناها ويهتم بها، وتجد طريقها للتطبيق ويراها واقعا أمامه، مما يحفزه على تقديم مزيد من الأفكار الإبداعية، إلى جانب المرونة العالية التي يتصف بها العمل في القطاع الخاص دون قيود البيروقراطية.
على أي حال، بغض النظر عن الصورة الذهنية السلبية لموظفي القطاع الحكومي، فإن كفاءة كثير من موظفي القطاع الخاص الذين تم استقطابهم للعمل في القطاع الحكومي أمام تحد حقيقي لإثبات فرضية إبداعهم أمام عقبات البيروقراطية، والجو القاتل للأفكار الإبداعية، والرهان على تحقيقهم النتائج المتوقعة منهم سابق لأوانه، لكن أغلب الظن أنهم سيتحولون إلى موظفين تقليديين حالهم حال موظفي القطاع العام، وسيتخلون عن الطموح العالي الذي كان يرافقهم في القطاع الخاص، ومن يعشق منهم روح التحدي والمبادرة والإبداع سيعود أدراجه للقطاع الخاص، وسيبقى القطاع الحكومي كما هو ما لم يتخلص من جمود لوائحه وأنظمته، وبيروقراطيات المستويات الإدارية المتعددة.