بندر الزهراني

ميول ابني وتأثير المعلم

السبت - 17 نوفمبر 2018

Sat - 17 Nov 2018

المعلم هو حلقة الوصل المهمة بين أبنائنا الطلاب وأمور كثيرة يغفل عنها من لا يدرك عمق وواقع الميدان التربوي، ولذلك فإن التأثير الواقع أكبر من عملية تلقين المعلومة مع أهميتها، والتي تجد لها منصات الكترونية مختلفة يسهل الوصول إليها في حال حدوث نقص أو خلل، ويتبقى الأثر المهم الذي يتركه المعلم ويجعل من عملية تعليم الأبناء بناء في كل الاتجاهات المكونة والمؤثرة لشخصية وسلوك أبنائنا الطلاب، والتي تصل إلى مرحلة تشكيل ميول بنسبة تقل وتزيد تبعا لمعطيات يجدها الأبناء من المعلم تعزز فيهم عملية التعلم، وربما تحدد مسار التعليم الجامعي، خاصة في المراحل الأخيرة من التعليم العام، وهذا يوضح مدى أهمية التأثير الناتج عن المعلم الذي يعطي صورة للأبناء تتم ترجمتها إلى لغة يفهمها العقل الباطن، ويصدر عنها أحكاما تكمن وتتدرج بين انبهار يضفي إيمانا بقدوة تتجلى فيها كل الصفات المنشودة، وبين عدم لفت الانتباه لطبيعته التي لا يميز فيها الابن شيء مختلف عن غيره.

هذا الانبهار الذي يحدث من قبل أبنائنا الطلاب ناتج عن أسلوب مميز ينتهجه المعلم في علاقته بأبنائه الطلاب داخل وخارج الصف، والذي يتصف بالرفق، وانضباطية الأداء، والقدرة على الإقناع، وإعطاء الرأي في حال الحوارات الجانبية التي تثار أحيانا داخل الصف من أبنائنا، وهذا لن يحدث إلا في وجود مساحة للحوار يتقبلها المعلم إيمانا منه بأهميته وأهمية آدابه التي يغرسها فيهم، ولذلك نجد الأبناء في تلهف دائم للقاء هذا المعلم الأب والمربي، فرحين ومستبشرين بقدومه،

ويعبرون عن ذلك بأساليب مختلفة بعضها يصل إلى درجة من الطرافة العفوية ـ موقف كوميدي خاطف ـ ترسم ابتسامة عريضة على محيا المعلم وتزيد الأبناء طمأنينة وراحة داخل الصف، وتجعل منهم أكثر فعالية وتركيزا لكل ما يحدث داخل الصف، وتصل إلى مرحلة رفض الحوارات الجانبية بينهم، والتي تجدها تقل نظرا لقوة الاتصال مع معلمهم، والحرص على استقبال كل الرسائل الموجهة لهم، وهذا لا يعني الوصول إلى مرحلة الكمال والمثالية، وهذا أمر يحدث نظرا لطبيعة الأبناء، واختلاف الرؤية بينهم التي تقف خلفها ظروف متنوعة تسهم بشكل كبير في قوة أو إضعاف الدافع والرغبة.

أبناؤنا الطلاب فلذات الأكباد والثروة البشرية في المستقبل القريب، لإكمال المسير والتقدم في سباق الأوطان نحو الرقي بالمعرفة والإنتاج، ولهذا يجب أن نطور أهدافنا وخططنا التعليمية بعناية، ونجدد كل ما يتعلق بعملية التعليم من أساليب وطرق تدريس وجوانب أخرى مهمة تتعلق بالحوار وطرق التواصل بين المعلم والمتعلم، وضوابطها التي يجب أن نبحث فيها ونعطيها الأهمية التي تستحقها، ونركز على تفعيلها ونهيئ لها برامج تدريبية تعنى بتطوير هذه المهارة التي إن أبت تجعل من العملية التعليمية فاقدة لعنصر مهم ومؤثر.

ولأهمية الحوار مع أبنائنا أدعو لإقامة برامج تدريبيه حوارية داخل المدرسة لأبنائنا الطلاب، تنمي فيهم ثقافة الحوار وآدابه، وتهتم بتنمية مهارات التفكير التي يجب أن ننظر لها بعين الاهتمام، ويقوم بتنفيذها متخصصون من مراكز التدريب أو معلمين يتم تدريبهم لهذه البرامج، وعلى ضوء النتائج الميدانية داخل الصف وخارجه يتم تكريم الأبناء، لنشر وتعزيز ثقافة الحوار بينهم، ونبذ السلوك الغوغائي في الحوار الذي يعد من معوقات العملية التعليمية.

[email protected]