محمد حطحوط

لماذا يخاف العبار من أمازون؟ ولماذا يجب أن نخاف أيضا!!

السبت - 10 نوفمبر 2018

Sat - 10 Nov 2018

عندما أرادت شركة أمازون دخول قطاع (حفائض الأطفال) لأنه سيتجاوز خلال السنوات القادمة حاجز 60 مليار دولار سنويا، قررت الاستحواذ على شركة دايبرز، وهي الموقع الالكتروني الأشهر لبيع الحفائض بالانترنت. شركة أمازون تتبع استراتيجية الاستحواذ عند الدخول لقطاع جديد، فعلتها سابقا مع موقع أوديبل للكتب الصوتية، ثم زابوس في قطاع الأحذية، وغيرها كثير، حيث تختصر الزمن والجهد في بداية شركة من الصفر، وتستحوذ على لاعب كبير ينضم لإمبراطورية أمازون مثل دايبرز الذي رفض بدوره فكرة الاستحواذ جملة وتفصيلا!

الإشكالية المخيفة لكثير من القطاعات اليوم في أمريكا أنك لا تستطيع أن تقول (لا) للعملاق الالكتروني، وإلا ستواجه المصير المؤلم الذي واجهه موقع دايبرز، حيث قرر أمازون بيع الحفائض لكل أم مع خدمة توصيل سريع جدا، خلال يومين - خدمة البرايم - مجانا!! وحتى يتأكد أمازون من نحر منافسه على الطريقة الأمازونية، قام بتخفيض قيمة الحفائض 20%!! تخيل لو كنت مكان أم مكافحة لديها خياران: شراء حفائض بامبرز من دايبرز بقيمة - كمثال - 100 دولار بالإضافة لرسوم شحن وتصل بعد أسبوع وضرائب ليكون المجموع النهائي 120 دولارا، أو تحصل على حفائض بامبرز نفسها بـ 80 دولارا مع شحن مجاني!! الخيار واضح لصالح أمازون التي تبيع بسعر أقل من التكلفة، لأن لديها سيولة مالية من بقرتها الحلوب، التخزين السحابي، حيث تستخدمه غالب الشركات الأمريكية الكبرى بالإضافة للحكومة، مما يجعلها تصبر لسنوات في البيع بسعر بأقل بكثير من التكلفة حتى خروج المنافس، ثم التحكم بالسوق ورفع السعر كما تريد! ولهذا قام مدير دايبرز بعد أشهر فقط بالركوع مرغما للعملاق أمازون والموافقة على أن تستحوذ أمازون على دايبرز، ثم تسرح غالب موظفي الشركة وتستغني حتى عن الموقع الالكتروني! ولكن الرسالة وصلت لأي رجل أعمال تسول له نفسه مجرد التفكير في الدخول لمنافسة أمازون!

ولهذا السبب يقول براد ستون «هناك مقولة شهيرة بين رواد الأعمال في السيليكون فالي بأن السر الحقيقي لحياة سعيدة وصحية وجميلة ألا تدخل شركتك في منافسة مع أمازون!»، ستون صاحب كتاب يلخص فلسفة أمازون عنوانه «متجر.. كل شيء The Everything Store» وهذه حقيقة معلنة، أمازون هدفها أن تعيد فلسفة العالم كله، لتبيع هي بدورها كل شيء!

بعد هذا كله تستطيع أن تفهم تصريح محمد العبار رجل الأعمال الإماراتي الذي أطلق منصة نون، من تخوفه من سيطرة العملاق الأمريكي أمازون على كعكة البيع بالانترنت في الخليج، حينما خفضت أمازون (سوق.كوم) أسعارها مع تزامن دخول نون للسوق، في محاولة واضحة لتكرار سيناريو دايبرز!

وهذا يقود لنقطة خلاف هامة بين مؤيد لدخول أمازون للخليج وبين معارض، ومع بالغ الاحترام لرأي كثير من الزملاء المهتمين بالتجارة الالكترونية حول هذا الموضوع، ولكن الأمر لا يحتاج خبير تجارة الكترونية فحسب، بل يحتاج لاقتصادي رزين يشرح لهؤلاء المتحمسين لدخول أمازون مصطلحا يتداول كثيرا بين أوساط الاقتصاديين عند نقاشهم للاعبين كبار مثل أمازون وقوقل، وهو الحماية الاقتصادية Protectionism، ويعني حرفيا الزيادة الجمركية التي تفرضها الدول على شركة مثل أمازون لتصعب دخولها للدولة، خوفا من الاحتكار واستفراد تلك الشركة بالسوق بأكمله، حيث تواجه أمازون مشاكل حقيقية مع دول مثل الاتحاد الأوروبي وأستراليا، وحاليا نشهد حربا شعواء بين الصين وأمريكا تحت هذا البند، ويمكن الرجوع لكتاب Economics للاقتصادي الكبير تيمثي تيلر للاستزادة.


  1. تبيع المنتجات بأقل من التكلفة بكثير حتى تخرج المنافس من السوق

  2. ثم تتحكم بالسوق وترفع السعر كما تريد

  3. هدفها أن تعيد فلسفة العالم كله، لتبيع هي بدورها كل شيء!


الحل


  • الحماية الاقتصادية Protectionism بالزيادة الجمركية عليها مثلا

  • وبالتالي يصعب عليها دخول السوق أو احتكاره