حنان درويش عابد

التأهيل الإداري لأعضاء هيئة التدريس للمناصب القيادية

السبت - 10 نوفمبر 2018

Sat - 10 Nov 2018

يعد التأهيل الإداري لأعضاء هيئة التدريس للمناصب القيادية في المملكة العربية السعودية من القضايا المهمة، نظرا للدور الحيوي والمهم الذي يلعبه عضو هيئة التدريس في الجامعات، ولأنه أيضا يتحمل مسؤولية العمل على تنفيذ استراتيجيات الجامعة وتحقيق أهدافها التربوية والتعليمية، وتطوير الجانب الإداري لديه يساعد على تحقيق تلك الأهداف.

كما أن هذا التأهيل مسألة أساسية وليست ضربا من ضروب الترف الإداري، لأن الأستاذ الجامعي يمارس أنشطة قد لا تشمل بالضرورة الجانب الأكاديمي التعليمي، فقد يعقد ورش عمل للطلاب، أو يكون على رأس وفد منهم في زيارات علمية محلية أو دولية، وهو ما يجعل تمتعه بمهارات إدارية وتأهيله في هذا المجال أمرا مساعدا على تحقيق الهدف من تلك الأنشطة الجامعية التي تحتاج إلى التخطيط والتنفيذ، وهما مرتكزان أساسيان من مرتكزات العمل الإداري.

وبرصد ممارسات القيادات العليا في الجامعات حول قضية تأهيل كوادرها الأكاديمية إداريا، يمكن فهم طبيعة الاتجاهات التي تسلكها تلك الجامعات في تطوير أو عدم تطوير القدرات الإدارية لدى أعضاء هيئة التدريس فيها.

فإدارات الجامعات توجه رؤيتها حول التأهيل الإداري لأعضاء هيئة التدريس من خلال تطبيق مجموعة من البرامج التدريبية والعملية التي من شأنها أن ترفع كفاءة الأستاذ الجامعي، ومن دونها لا يمكن أن يحصل على القدرات الإدارية المطلوبة، حيث يحتاج أولا إلى إدراك أهمية هذه المهارة، ومن ثم تكريس جزء من وقته لتطويرها.

ويكتسب التأهيل الإداري للأستاذ الجامعي أيضا أهمية بالغة عندما يتقلد منصبا أكاديميا في الجامعة، كأن يصبح رئيسا لقسم، أو عميدا لكلية من كليات الجامعة، أو رئيسا للجامعة، فعند بلوغه هذا المنصب سيواجه مجموعة من المتطلبات الإدارية التي قد تشكل له تحديا يعوقه عن تنفيذ رؤية الجامعة وأهدافها، ويجعل تجربته الأكاديمية القيادية تجربة غير مرضية له على المستوى الشخصي، وللقائمين على إدارة الجامعة بوجه عام.

لا تتوقف أهمية التأهيل الإداري للأستاذ الجامعي عند حدود الأنشطة الجامعية أو المناصب التي يمكنه تقلدها، لكنها تتعدى كل هذه الأسباب لتكون حاضرة في صميم المصلحة الأكاديمية، ففي عصر باتت التكنولوجيا تشكل فيه عصب الحياة، أصبح الإلمام بالعلوم الإدارية أمرا ملحا.

hananabid10@