عبدالله المزهر

سوء اتصال!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 07 نوفمبر 2018

Wed - 07 Nov 2018

ماذا يعني فوز الديمقراطيين بأغلبية في مجلس النواب وبقاء سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ؟

كنت متحمسا ـ قليلا ـ لإعطائكم نبذة عن المجلسين وتاريخهما من خلال خبرتي العريضة في هذا المجال ولكوني خبيرا في كل شيء ـ كما تعلمون ـ ولكن الأمور لم تسر كما كنت أخطط لها قبل بداية هذه الانتخابات، وأعتذر منكم لأني في الحقيقة لا أعلم ماذا يعني ذلك، ولا ما هو الفارق بين المجلسين، وهل يوجد مجالس أخرى غيرهما.

كان اتصال الانترنت بطيئا جدا وخذلني قوقل في استعراض خبرتي السياسية ومعرفتي بدهاليز الانتخابات الأمريكية وكيف يؤثر فوز حزب وخسارة آخر على حياة الناس في هذا الكوكب الأمريكي.

كانت لي فرصة الانتخاب مرتين، الأولى في المجالس البلدية، والثانية في انتخابات رئاسة نادي الاتفاق. في المرة الأولى لم أنتخب لأني لا أحب الشكليات كثيرا. وفي الثانية حرصت على أن أدلي بصوتي لاختيار قيادة لفريقي لكي تعيده إلى منصات البطولات. ثم اكتشفت فيما بعد أن الأندية التي تفوز في آخر المطاف يُختار لها رئيس وليست التي تختار رئيسها بنفسها.

وكلما سمعت عن انتخابات في أي مكان في العالم فإن هاتين التجربتين هما ما يخطر في بالي وأتخيل أن كل انتخابات العالم لا تختلف عنهما كثيرا.

قبل سنوات ليست بالكثيرة كان لدى الناس هوس بمتابعة الانتخابات في شتى أصقاع المعمورة، وفي تلك الفترة كان الأمر سيكون طبيعيا لو وجدت سعوديين يشتمان بعضهما في تويتر بسبب نتائج الانتخابات في هندوراس. لكن هذا الهوس تلاشى ولم يعد له أثر وأصبحت انتخابات العالم تمر دون أن يتوقف عندها أحد.

لكن أمريكا ليست جزءا من العالم، أمريكا هي العالم نفسه في واقع الأمر، ولذلك لا زالت انتخاباتها تحظى بشيء من الوهج.

والحقيقة أني مؤمن أن الديمقراطية مجرد كذبة كبيرة، أو هي في أحسن الأحوال فكرة بشرية لها حسنات وعيوب يمكن قبولها أو رفضها، وفكرة قبولها أو رفضها فكرة ديمقراطية، لكن الديمقراطية لا تقبل بها، أي إن الديمقراطية تكون ديكتاتورية مستبدة إذا تعلق الأمر بوجودها. أحب فكرة الانتخابات، لكن ليس من أجل الحكم والسلطة، أحب الفكرة نفسها.

الذي أحبه في فكرة ذهاب الناس إلى الصناديق لاختيار شيء ما، هو التعايش مع فكرة أن من سيختار شيئا لا أحبه لا يعني أنه عدوي. وهي فكرة حالمة إلى حد ما، لكنها تقترب من الواقع في مكان وتبتعد عنه في آخر.

وعلى أي حال..

أعتذر مجددا عن سوء الاتصال الذي حرمكم علمي الغزير، ولكن الأمر فيه سعة، ستجدون الكثير من المعلومات حول هذا الشأن، فحتى «الفاشينستات والفاشنيستيين» أصبحوا خبراء عسكريين ومحللين سياسيين، ويوزعون صكوك الانتماء على الخلق، فانهلوا منهم ما فاتكم من علم، فالحياة قصيرة ـ كما أظنكم تعلمون.

agrni@