نورة الكدادات

دورات علم النفس مهنة من لا مهنة له!

السبت - 03 نوفمبر 2018

Sat - 03 Nov 2018

علم النفس يختص بدراسة النفس البشرية وما وراءها من قوى وتفاعلات وإمكانات ودوافع، كما يهتم بدراسة النفس البشرية؛ لمعرفة نقاط القوة وتدعيمها، ونقاط الضعف وعلاجها، كما من شأن هذا العلم مساعدة المضطربين نفسيا؛ لمعرفة أسباب الاضطراب، ومن ثم زيادة قدراتهم، لإيجاد الحلول المناسبة لتلك الأسباب، وتحقيق السعادة والرفاهية النفسية لجميع الأفراد، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف للأفراد الأسوياء وغير الأسوياء كان المجتمع بحاجة إلى الأطباء والأخصائيين النفسيين المختصين علميا وعمليا، لكن ما نراه اليوم أن الأغلب أصبح يعمل بما لا يفقه، على اعتبار أن علم النفس فلسفة على حد قولهم، متغافلين عن أنه علم محكوم بأسس ونظريات علمية لا بد من فهمها، ودراسة ما فيها من أساليب وطرائق علمية مدروسة.

وما يزيد الأمر عجبا وغرابة أنك قد ترى شخصا أيا كان تخصصه يقدم دورات عن الذات والشخصية! ويا ليتهم يقفون عند هذا الحد، بل يصل بهم الأمر إلى أنهم يدعون تحليل الشخصيات، وإعادة بنائها، وتقديم جلسات إرشادية، وتقديم الاستشارة النفسية، وحل المشكلات النفسية بمبالغ لا يكاد العقل يستوعب سبب ارتفاعها، هل هو لمصداقية محتوى تلك الدورات وجودتها، أم لكفاءة المدرب المختص في المجال النفسي؟!

وبصريح القول إن كل جهة من الجهات المتخصصة لن تسلم من عبث العابثين، لكن كلا من هذه الجهات كان لها دور في حماية المستفيدين من تلك الجهات والعاملين بها، على سبيل المثال: وزارة الصحة كانت وراء الممارسين غير الصحيين الذين يمتهنون الحجامة بالإيقاف والعقوبات، والحال نفسه أيضا في وزارة التجارة التي كانت وراء الغش التجاري، وغيرها من الجهات.

وأخيرا، نطلب من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أن تكثف جهودها في سبيل تعديل وضع هؤلاء المدربين العشوائيين، خاصة الذين يسوقون لدوراتهم على حساب المجال النفسي، ويسيئون لمهنة الأخصائيين النفسيين ولهذا العلم قبل كل شيء.

الأكثر قراءة