مي محمد الشريف

ما وراء زيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان!

الجمعة - 02 نوفمبر 2018

Fri - 02 Nov 2018

زيارة أمنية عالية المستوى أكثر من كونها دبلوماسية أو لبحث تطورات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. هذا ما نستطيع أن نحلله حول استقبال نتنياهو في سلطنة عمان الأسبوع الماضي، وذلك عبر تركيبة الوفد الاستخباراتية التي شملت عقولا أمنية لا تغيب عن أي مشهد أو قرار سياسي في الحكومة الإسرائيلية، حيث شارك في الزيارة التي أعلن عنها من الجانبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» يوسي كوهين، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي، ورئيس هيئة الأمن القومي مائير بن شبات، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء العميد أفي بلوت، بالإضافة إلى مدير عام وزارة الخارجية يوفال روتيم، ورئيس ديوان رئيس الوزراء يؤاف هوروفيتس. ورغم الإعلان أن هدف الزيارة لمناقشة سبل الدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط، وبالقضايا ذات الاهتمام المشترك، لكن بناء على معطيات تركيبة الوفد الأمنية التي لا تعزز أي محادثات للسلام، وتاريخ سلطنة عمان في الاتفاقيات السرية، يتبين أن الزيارة شملت وطرحت الملف الإيراني بشكل أساسي.

تعد سلطنة عمان امتدادا للقوة الخليجية بحكم الجوار، ولكنها محايدة سياسيا في قضايا المنطقة، ابتداء من موقفها في عدم الانحياز في الحرب العراقية الإيرانية، مرورا بمواقف الخليج مع إيران، وانتهاء بعدم مشاركتها في حرب اليمن. وبخلاف بقية دول الخليج، تعد مسقط شريكا اقتصاديا ودبلوماسيا قويا لإيران، إذ كان السلطان قابوس أول رئيس عربي يزور روحاني، كما تدخل لإطلاق سراح معتقلين بين الجانبين الأمريكي والإيراني.

والأهم أن سلطنة عمان كانت دولة الحضانة لبداية المفاوضات السرية حول الاتفاق النووي الإيراني، والتي بدأت عام 2009 بعد أربعة أشهر من تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما مقاليد الحكم، حيث التقى دنيس روس أحد مستشاري وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون آنذاك بمستشار السلطان قابوس الدكتور سالم الإسماعيلي الذي فاجأ المسؤولين الأمريكيين في واشنطن بوجود عرض إيراني بشأن التفاوض حول البرنامج النووي. فلا عجب أن تتخذ إسرائيل سلطنة عمان كممر سياسي إلى حكومة طهران.

هناك مصالح إسرائيلية عدة تتقاطع مع إيران، إذ تطمح عبر هذه الزيارة إلى إيصال رسائلها من خلال الوسيط العماني، منها تلميحات وتهديدات حول حدود حمراء رسمتها إسرائيل للوجود الإيراني في سوريا، وإيقاف الإمدادات العسكرية الإيرانية لقطاع غزة. والأهم ترتيب حكومة إسرائيل لخطة بديلة ضد طهران في حال فوز الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس النصفية، حيث يسعى نتنياهو إلى تقديم الضمانات للسلطان قابوس في الحفاظ على الموقف العماني المحايد في أي نزاع مهما كان، ولو كان على حدودها الجوية والبحرية!

وفيما تتبنى إيران شعار «الموت لإسرائيل» لن تجد الطاقة على الرد بسبب العقوبات الأمريكية على اقتصادها المثقل بالأعباء.

@ReaderRiy