عبدالله المزهر

في اليمن، ماذا لو؟!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 31 أكتوبر 2018

Wed - 31 Oct 2018

قلت سابقا إني أكره الحرب ـ ولا زلت، وهذه الكراهية هي ربما أكثر شيء يطمئنني على أني إنسان سوي، وهذا أمر أكاد أحيانا أفقد الثقة في حقيقته.

الحرب كائن قبيح، وهي أبغض الحلول دون شك ولا ريب. فكرتها أساسا مثيرة للتأمل، حين يتقابل جنديان يحاول كل منهما قتل الآخر مع أنه ليس بينهما معرفة سابقة ولا مشكلة شخصية، وربما لو التقيا في مكان آخر لتناولا كوبا من القهوة عوضا عن دم أحدهما.

لكنها مع كل هذا أحد الحلول، هناك مشاكل لا يمكن حلها إلا بهذه الطريقة القبيحة، إحدى هذه المشكلات هي مشكلة اليمن.

في الآونة الأخيرة يندر أن تجد متحدثا في قناة أو صحيفة يأتي على الشأن السعودي دون أن يتحدث عن حرب اليمن وعن جرائم قتل الأطفال والمدنيين. ولعلي أجزم يقينا لو أن السعودية لم تتدخل لكان هؤلاء المتحدثون بنفسهم وبقنواتهم وبصحفهم يتحدثون عن السعودية الخائنة التي تركت اليمن فريسة للكلاب الضالة ولم تحرك ساكنا.

أي إن المحصلة النهائية التي باتت واضحة وجلية ولا تحتاج عرافا ولا ساحرا ليكشفها هي أن السعودية ستنتقد على القيام بالفعل وعلى عدم القيام به، لأن الهدف هو تحويل كل شيء إلى منقصة للسعودية.

هل يموت مدنيون وأبرياء في اليمن؟

الإجابة هي قطعا نعم، لكن الإشكالية تكمن في تحديد هوية القاتل، وما يحدث يكاد يكون مكشوفا لدرجة أن من لديه بقايا عقل يتحرج من الحديث عنه، يوجد من يجند الأطفال ويأخذهم من مقاعد الدراسة ليسلحهم ويرمي بهم في الجبهات ثم يتباكى على صورهم حين يقتلون ويتهم الطرف الآخر بأنه قاتل للأطفال.

وجود الأطفال في جبهات القتال جريمة بشعة قذرة، لكنها لا تشغل أحدا من حمائم السلام لأنه من الصعب اتهام السعودية بذلك. الحل الأسهل لدى هؤلاء الحمائم هو أن ينتظروا موت الأطفال لأن صورهم وهم موتى أكثر خدمة لغاياتهم من صورهم وهم أحياء على مقاعد الدراسة.

أكره كثيرا جدا فكرة مقارنة أعداد القتلى وأن عددهم في حالة سيكون أكثر من حالة أخرى، فقتل نفس واحدة أمر شنيع وبشع، لكن دعونا نتخيل أن عصابة فتى الكهوف سيطرت على كامل اليمن، سيكون الأمر مأساويا ويموت الملايين فقرا وجوعا وتشريدا وقتلا على الهوية. ثم ماذا؟ ستأتي تلك الوجوه الكالحة في ذات القنوات وذات الإعلام وتحمل السعودية مسؤولية ما يحدث في اليمن لأنها لم تتدخل.

وعلى أي حال ..

أنا مؤمن بأن السعودية فعلت الصواب في اليمن ولا زالت تفعل، ومؤمن بأن من منتقديها لا يهمهم اليمن ولا اليمنيون، وأحلم بيوم تنتهي فيه هذه الحرب، وأن يتخلص اليمن من أعداء اليمن ومن أولئك الذين يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعي، وأن يعود اليمن سعيدا جميلا ويعود اليمنيون كما كانوا أبدا، متسامحين ينشرون الفن والجمال والحياة في كل أصقاع الدنيا.

agrni@