عبدالله المزهر

الصمت حق مشروع!

الثلاثاء - 30 أكتوبر 2018

Tue - 30 Oct 2018

هل المملكة العربية السعودية مستهدفة من ماكينات الإعلام في كثير من أرجاء المعمورة؟

أيها الناس..

اسمعوا وعوا، الأمر في غاية البساطة والسهولة، ولا يحتاج إلى كثير من النباهة والتفكير لمعرفته، وإن كنت لا زلت لا تفهم ذلك ولا تراه فأنت أعمى البصر والبصيرة، ولديك نوع من الغباء عصي على الحل أخي الكريم وأختي الكريمة. هذه الحقيقة واضحة إلى درجة أن محاولة توضيحها تبدو هي الأخرى فكرة غبية. صحيح أني لا أحب كثيرا فكرة «المؤامرة الكونية»، لكن لكل قاعدة استثناء.

فالأعداء ـ وحتى بعض الأصدقاء ـ في هذه الأيام يرون أن لهم مصالح لا بد أن تتحقق من هذه الهجمة الشعواء على السعودية والسعوديين. وقضية خاشقجي رحمه الله كانت الغطاء النبيل الذي تتستر خلفه الأهداف القبيحة، وسيكون من السذاجة تصديق أن الذين تلطخت أيديهم بالدماء في كل مكان لا يحركهم إلا الدوافع الإنسانية. استخدام قضية جمال تغمده الله برحمته من أجل الهجوم على السعودية يمكن وصفه ببساطة بأنه استخدام وسيلة نبيلة للوصول لغاية قذرة.

لكن السؤال..

ما الذي يجب علي فعله كمواطن عادي بسيط في مواجهة هذه الهجمة الشرسة التي لم يكن يشغل بالي شيء قبلها أكثر من سعر «الصامولي» ونتائج فريقي المفضل؟!

والحقيقة أني لا أعرف الجواب على وجه التحديد، لكني سأنصحك بأنك إذا لم تكن مفيدا فلا تكن ضارا. قد يكون سكوتك في بعض الأحيان هو أفضل خدمة تقدمها للوطن والمواطنين والمسؤولين ولكوكب الأرض. لكنك تملك كبقية البشر منصة إعلامية. تستطيع أن تشارك وترد وتفند كل معلومة تسمعها. وأن تدافع عن الحق لأنك تملكه. وحين تكون صاحب حق فإن أقوى حججك على الإطلاق هي أن تقول الحقائق وتسردها كما هي، وسيكون ذلك كافيا ومقنعا لمن كان يبحث عن الحق، أما الذي لا يبحث عن الحق فإن شتمك له هو غايته التي جاء يبحث عنها فلا تمكنه منها بسهولة.

قد يقول قائل إن الآخرين يشتمون ولا بد أن نشتمهم، وهذا رأي اختلف فيه الزملاء العلماء، فالفكرة أن الذي يلجأ للشتم هو في الواقع يعلم يقينا أنه ليس لديه حجة حقيقية، ولذلك يلجأ للشتائم كسلاح بديل عن قوة المنطق، فما الذي يجبرك أنت على استخدام البدائل مع أن لديك السلاح الأصلي الأكثر فعالية؟

وعلى أي حال..

وأنت تندفع مهاجما قد يكون مهما أن تتريث ـ ولو قليلا ـ قبل توزيع صكوك الوطنية والخيانة على الآخرين في فريقك، فقد يكون كل ما في الأمر أنهم قد يسعون إلى نفس غايتك ولكن بأساليب أخرى، وخيانة أسلوبك ليست خيانة للوطن فيما يبدو يا صديقي.

agrni@