المدافع النكبة!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الأحد - 28 أكتوبر 2018
Sun - 28 Oct 2018
كل الكائنات الحية عموما والبشرية على وجه الخصوص بينها مشتركات، لكن هذه المشتركات لا تعني الاتفاق ـ الاتفاق يعني عدم الاختلاف وليس النادي العظيم القابع على ضفاف طريق القشلة. ولذلك فإنه من غير المقبول أن تكره التنفس مثلا لأن القنفذ يفعل ذلك وأنت لا تحب القنافذ. وليس منطقيا أن تكره الصلاة لأنك رأيت جارك الذي تمقته يصلي. أو تكره النوم لأن الأسد ينام كثيرا وأنت لا تحب الحيوانات المفترسة. وبالمناسبة فإن الأسد ينام أضعاف عدد الساعات التي ينامها الحمار، وهذا دليل على أن العمل ليس كل شيء. مع بالغ تقديري للحمار وللعمل الذي يقوم به.
وبعيدا عن الأسود والحمير ـ ليس كثيرا ـ فإنه وخلال حفلة التخوين والترهيب التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعية في الفترة الماضية لكل من يحمل رأيا مختلفا، فقد وجدت أن أكثر تهمة جاهزة لا تحتاج إلى كثير من الجهد والتدبر والتفكير هي الاتهام بالتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين المصنفة كجماعة إرهابية.
يكفي أن تتحدث عن العدل أو عن حرية التعبير وستجد أفواجا من المخونين يقولون لك «إنك امرؤ فيك نفس إخواني».
ومع أنه اتهام عشوائي إلا أنه ينم عن غباء فطري، فإلصاق هذه القيم العليا بجماعة معينة وربطها دائما بتوجهات تلك الجماعة يعني تجميل واقعها القبيح، وأظن أن تنظيم الإخوان لو دفع أموالا طائلة مقابل تجميل صورته وتلميعها لما حصل على مثل هذه الخدمات المتميزة والمجانية.
وخطر هذه الأساليب الحمقاء في الشتائم والتخوين هو أن تأثيرها على المدى الطويل، وليس القريب. مع التكرار تصبح هذه القيم العليا قيما إخوانية، وحين تمر عبارة مثل الحرية أو الكرامة أو المساواة فإن المتلقي يربطها بتنظيم الإخوان بشكل لا إرادي.
لو شاهدت الآن خاتم النبي عليه الصلاة والسلام، فإن أول ما سيخطر في ذهنك هو «داعش»، ورجل ملثم وسكين، لأنه تم التركيز بضراوة على رسم هذه الصورة الذهنية في عقلك رغما عنك. لو فكرت في لبس خاتم يحمل نفس النقش، أو فكرت في تعليق لوحة مرسوم عليها هذا الخاتم فإن الأمر قد يتعدى كونه مجرد أمر محرج. قد يكون لذلك تبعات أكثر من الإحراج فقط.
هذا تماما ما يحدث مع القيم «المحترمة» حين تربط ذهنيا بجماعات غير محترمة، ستجد أن مجرد حديثك عن حرية التعبير ـ والعياذ بالله ـ يجعلك في دائرة الاتهام بأن في عنقك بيعة للمرشد العام.
وعلى أي حال ..
قلت سابقا في مناسبة لا أذكرها إن قلة مهارة المدافعين أخطر على الفريق من مهارة مهاجمي الفريق الخصم. قد تخسر المباراة لأن مدافعك «دلخ» وليس لأن مهاجم الفريق الآخر هداف ماهر وخطير. وفي كرة القدم يقولون: الفرق التي تهاجم جيدا تفوز بالمباريات، لكن الفرق التي تدافع جيدا تفوز بالبطولات.
agrni@
وبعيدا عن الأسود والحمير ـ ليس كثيرا ـ فإنه وخلال حفلة التخوين والترهيب التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعية في الفترة الماضية لكل من يحمل رأيا مختلفا، فقد وجدت أن أكثر تهمة جاهزة لا تحتاج إلى كثير من الجهد والتدبر والتفكير هي الاتهام بالتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين المصنفة كجماعة إرهابية.
يكفي أن تتحدث عن العدل أو عن حرية التعبير وستجد أفواجا من المخونين يقولون لك «إنك امرؤ فيك نفس إخواني».
ومع أنه اتهام عشوائي إلا أنه ينم عن غباء فطري، فإلصاق هذه القيم العليا بجماعة معينة وربطها دائما بتوجهات تلك الجماعة يعني تجميل واقعها القبيح، وأظن أن تنظيم الإخوان لو دفع أموالا طائلة مقابل تجميل صورته وتلميعها لما حصل على مثل هذه الخدمات المتميزة والمجانية.
وخطر هذه الأساليب الحمقاء في الشتائم والتخوين هو أن تأثيرها على المدى الطويل، وليس القريب. مع التكرار تصبح هذه القيم العليا قيما إخوانية، وحين تمر عبارة مثل الحرية أو الكرامة أو المساواة فإن المتلقي يربطها بتنظيم الإخوان بشكل لا إرادي.
لو شاهدت الآن خاتم النبي عليه الصلاة والسلام، فإن أول ما سيخطر في ذهنك هو «داعش»، ورجل ملثم وسكين، لأنه تم التركيز بضراوة على رسم هذه الصورة الذهنية في عقلك رغما عنك. لو فكرت في لبس خاتم يحمل نفس النقش، أو فكرت في تعليق لوحة مرسوم عليها هذا الخاتم فإن الأمر قد يتعدى كونه مجرد أمر محرج. قد يكون لذلك تبعات أكثر من الإحراج فقط.
هذا تماما ما يحدث مع القيم «المحترمة» حين تربط ذهنيا بجماعات غير محترمة، ستجد أن مجرد حديثك عن حرية التعبير ـ والعياذ بالله ـ يجعلك في دائرة الاتهام بأن في عنقك بيعة للمرشد العام.
وعلى أي حال ..
قلت سابقا في مناسبة لا أذكرها إن قلة مهارة المدافعين أخطر على الفريق من مهارة مهاجمي الفريق الخصم. قد تخسر المباراة لأن مدافعك «دلخ» وليس لأن مهاجم الفريق الآخر هداف ماهر وخطير. وفي كرة القدم يقولون: الفرق التي تهاجم جيدا تفوز بالمباريات، لكن الفرق التي تدافع جيدا تفوز بالبطولات.
agrni@