قضيتك بأيد أمينة

السبت - 27 أكتوبر 2018

Sat - 27 Oct 2018

بشفافية لم يسبق لها مثيل، أعلنت نتائج التحقيقات التي أجراها النائب العام السعودي بتوجيه من الملك سلمان لكشف ملابسات اختفاء المواطن جمال خاشقجي، والتي أفضت إلى كشف 18 شخصا متورطين في مقتل الصحفي خاشقجي - رحمه الله - ومحاولتهم إخفاء جريمتهم النكراء.

بهذا البيان انقطعت آمال الحاقدين بالمساس بالمملكة العربية السعودية، فشفافية بهذه الدرجة وعلى هذا المقام وفي وقت سبق أن صرح فيه مسؤولون بأن خاشقجي قد غادر القنصلية بناء على المعلومات المغلوطة التي زودوا بها، وأمام عالم بدأ يبرز أنيابه للنيل منها، ما هي إلا دلالة على دولة لا ترى في أساسها إلا عدلا يقيم أركانها، وقانونا ينظم كل مناحي الحياة وفئات الوطن، كبر من كبر وصغر من صغر، فالكل سينال جزاءه.

هذه القضية وببشاعتها التي اقترفها مارقون لم يمتثلوا لدستور وطن ورؤية حاكم وعد بأن يقيم العدل على كائن من كان، لتتجلى وعوده في أعتى قضية استغلها الإعلام والصحافة بعيدا عن المهنية، فالكل وجهها إلى حيث يمني نفسه وإلى ما أراد، أبرزت صورة لدولة عاهدت على أن تكون المصداقية واجهتها مهما كلف الأمر.

دورنا اليوم هو إيماننا بأن بعض الأحداث رغم جلل المصاب يجب أن تعلمنا دروسا نعيد فيها رسم سياستنا من الداخل والخارج، فالدور الإعلامي كانت له السطوة في القضية، بينما صحافتنا وإعلامنا لم يكونا بمستوى الحدث، وعوض ضعفهما تلاحم الشعب في وسائل التواصل الاجتماعية لصد تلك الحملات الموجهة.

الإعلام سلاح قوي أسقط دولا وأطاح بحكومات ودعم أخرى، إعادة هيكلته وإدارته مؤسساتيا سترفع من احترافيته وتجعله ذراعا تستفيد منه الدولة حتى سياسيا لتأييد قضاياها وإبراز دورها المحوري في العالم أجمع، وسط سقف من الحرية يصل إلى حيث طالب الملك «انتقدوني فرحم الله من أهداني عيوبي» حفظه الله.

وبجانب الملف الإعلامي الملف الاستخباراتي، وقد عولج بدراسة إعادة هيكلة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحيتها بشكل دقيق، وتقييم الإجراءات والأساليب والصلاحيات المنظمة لعملها من خلال لجنة عليا برئاسة ولي العهد، سترفع نتائج أعمالها إلى الملك خلال شهر من صدور القرار.

وفي وقت تتلاطم فيه منايا الحقد والحسد لنيل ما يشق طريقه بيننا، يجب أن نكون على إدراك تام بنزاهة العدالة لدينا وأن التطور القضائي والقانوني أخذ منحى متقدما جدا ألبسه استقلالية تخوله محاسبة المتورطين بضمانات عدالة عالية.

رحمك الله يا جمال رحمة واسعة، ولروحك الطاهرة السلام، فقضيتك بأيد أمينة.