أظن أني متفائل !
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الخميس - 25 أكتوبر 2018
Thu - 25 Oct 2018
يسألني كثيرون عن رأيي في المنتدى الاستثماري الضخم «دافوس الصحراء»، وهذه النوعية من الأسئلة محرجة للغاية بالنسبة لي، لعدة أسباب لعل من أهمها ـ هو السبب الوحيد في الحقيقة ـ أني لا أفهم كثيرا ولا قليلا في الأمور التي تتعلق بالأموال وحركتها وكيف تجتمع وكيف تنمو. وعلاقتي بالأرقام علاقة متوترة ولسنا على وفاق.
ومبلغ علمي عن الأموال أني أشاهدها حين تأتي ثم تختفي ولا أعلم كيف اختفت. وحين أتحدث عن الأموال فلا شك أنكم تعلمون أني أعني أرقاما مكونة من خمس خانات فقط. الأرقام التي لا تزيد عن هذا لا علاقة لي بها.
ولذلك ـ والحال كما ترون ـ فإن إجاباتي عن الاستثمارات والمليارات ستكون شيئا أشبه بتحليل جدتي ـ رحمها الله ـ ورؤيتها الفنية لمباريات كأس العالم.
والحل كما أعتقد من وجهة نظري ـ إن كان هناك حرص على رأيي في هكذا مواضيع ـ أن يتم إغراقي بالأموال، وأن يتم تحويلي إلى ثري فاحش الثراء حتى أتحدث عن بينة وأفيد جموع الحيارى الذين ينتظرون ملهما يخبرهم بما لم يحيطوا به خبرا.
لكن وحتى ذلك الحين ـ وأرجو أن يكون قريبا ـ فإني سأبدي رأيي في هذا المؤتمر من زاوية أخرى. رأيت أشياء مبهجة، وشعرت بتفاؤل وسعادة لدى العارفين ببواطن الأمور ولدى أولئك الذين لديهم علاقات مع «الديوانية اللي عروقها في الماي». والسعادة أمر معد، ولذلك فإني سعيد عن طريق العدوى.
ورأيت أيضا أناسا أغاظهم هذا المؤتمر ولم ترق لهم الكلمات التي قيلت فيه، ورأيت بؤسا وقنوطا في بعض الوجوه، وهذا مما أعجبني وفهمته ـ على غير العادة ـ لأن هؤلاء لا يمكن أن يحزنوا ويظهروا كالثكالى يلطمون ويولولون في القنوات الفضائية إلا لأن شيئا جميلا يحدث في المملكة العربية السعودية، ولذلك فإني أشكرهم على موقفهم الذي شرح لي ما لم أستطع فهمه بشكل مباشر.
هذا الفرح في جانب والحزن في آخر يعزز ما أشعر به من تفاؤل منذ فترة، ويزيد إيماني بأن الغد سيكون جميلا. أو بمعنى أدق بأن الغد سيكون أجمل، لأن الحاضر ليس قبيحا، ولكنه فقط عاجز عن إظهار مفاتنه بشكل لافت، لأنه ربما يكثر من مساحيق التجميل التي تخفي جماله الحقيقي.
وعلى أي حال..
بالنسبة للسطر الأول من هذا المقال، ففي الحقيقة لا لم يسألني أحد، ولكني أريد أن أبدو كمن يلجأ إليه الآخرون لمعرفة ماذا يحدث في هذا الكوكب. أظنكم تعلمون ذلك، ولكن لا ضير في التأكيد على هذه المعلومة بين الفينة والأخرى.
agrni@
ومبلغ علمي عن الأموال أني أشاهدها حين تأتي ثم تختفي ولا أعلم كيف اختفت. وحين أتحدث عن الأموال فلا شك أنكم تعلمون أني أعني أرقاما مكونة من خمس خانات فقط. الأرقام التي لا تزيد عن هذا لا علاقة لي بها.
ولذلك ـ والحال كما ترون ـ فإن إجاباتي عن الاستثمارات والمليارات ستكون شيئا أشبه بتحليل جدتي ـ رحمها الله ـ ورؤيتها الفنية لمباريات كأس العالم.
والحل كما أعتقد من وجهة نظري ـ إن كان هناك حرص على رأيي في هكذا مواضيع ـ أن يتم إغراقي بالأموال، وأن يتم تحويلي إلى ثري فاحش الثراء حتى أتحدث عن بينة وأفيد جموع الحيارى الذين ينتظرون ملهما يخبرهم بما لم يحيطوا به خبرا.
لكن وحتى ذلك الحين ـ وأرجو أن يكون قريبا ـ فإني سأبدي رأيي في هذا المؤتمر من زاوية أخرى. رأيت أشياء مبهجة، وشعرت بتفاؤل وسعادة لدى العارفين ببواطن الأمور ولدى أولئك الذين لديهم علاقات مع «الديوانية اللي عروقها في الماي». والسعادة أمر معد، ولذلك فإني سعيد عن طريق العدوى.
ورأيت أيضا أناسا أغاظهم هذا المؤتمر ولم ترق لهم الكلمات التي قيلت فيه، ورأيت بؤسا وقنوطا في بعض الوجوه، وهذا مما أعجبني وفهمته ـ على غير العادة ـ لأن هؤلاء لا يمكن أن يحزنوا ويظهروا كالثكالى يلطمون ويولولون في القنوات الفضائية إلا لأن شيئا جميلا يحدث في المملكة العربية السعودية، ولذلك فإني أشكرهم على موقفهم الذي شرح لي ما لم أستطع فهمه بشكل مباشر.
هذا الفرح في جانب والحزن في آخر يعزز ما أشعر به من تفاؤل منذ فترة، ويزيد إيماني بأن الغد سيكون جميلا. أو بمعنى أدق بأن الغد سيكون أجمل، لأن الحاضر ليس قبيحا، ولكنه فقط عاجز عن إظهار مفاتنه بشكل لافت، لأنه ربما يكثر من مساحيق التجميل التي تخفي جماله الحقيقي.
وعلى أي حال..
بالنسبة للسطر الأول من هذا المقال، ففي الحقيقة لا لم يسألني أحد، ولكني أريد أن أبدو كمن يلجأ إليه الآخرون لمعرفة ماذا يحدث في هذا الكوكب. أظنكم تعلمون ذلك، ولكن لا ضير في التأكيد على هذه المعلومة بين الفينة والأخرى.
agrni@