أحمد صالح حلبي

متى ترتقي خدماتنا الصحية؟

الخميس - 25 أكتوبر 2018

Thu - 25 Oct 2018

كثيرا ما نسمع ونقرأ عن تطور الخدمات الصحية بشكل يفوق التوقعات، وحينما نقوم بزيارة لمستشفى أو مركز صحي فإننا نرى صورة مغايرة تماما لما قرأناه أو سمعناه، فما وصلنا لم يكن سوى أخبار صحفية، اعتمدت على تقارير روتينية رفعتها مديريات الشؤون الصحية للوزارة، متضمنة إحصاءات بأعداد المراجعين لأقسام العيادات الخارجية والطوارئ، وعدد العمليات التي أجريت، بينما غابت الحقيقة المهمة، والمتمثلة في معاناة المواطنين نتيجة عدم توفر بعض الأدوية بالمستشفيات، أو طول مواعيد الانتظار للكشف أو المراجعة لبعض العيادات التي تمتد لأشهر وقد تصل لسنين ببعض الحالات.

وحينما شكل معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة لجانا سرية على مستوى المناطق لزيارة المستشفيات سرا ورصد أدائها، توقعنا حلولا لكثير من المشكلات التي تواجه المواطنين عند زيارتهم للمستشفيات أو المراكز الصحية، إضافة إلى غياب الإهمال، وقلنا إن هناك تطورا للخدمات سيكون بشكل يجعلنا نقول إن اللجان السرية نجحت فعلا، لكننا لم نر من ثمار تلك اللجان ما يجعلنا نؤكد نجاحها في القضاء على كثير من السلبيات، فكيف يمكننا القول بأن الخدمات الصحية تطورت؟

إن التطور الحقيقي للخدمات الصحية لا يعتمد على تقرير أداء، بل على حل لمشكلة حدثت داخل المستشفى وتمت معالجتها بشكل جيد، ومعالجة فورية للسلبيات المسجلة، وأبرزها ما يسجل داخل أقسام الطوارئ التي تعاني من إهمال الأطباء للمرضى، وتركهم على الأسرة يعانون الألم دون أي اهتمام أو عناية، إضافة إلى عدم التزام بعض الأطباء والطبيبات بواجباتهم المهنية، وتركهم لعياداتهم والتجول داخل أروقة المستشفى، وترك المرضى يقفون أمام أبواب العيادات في انتظارهم.

فأين هو التطور الذي تتحدث وزارة الصحة وبعض مسؤوليها عنه؟

إن الزائر لأي مستشفى بمدينة أو محافظة، لا يمكنه تجاهل الطوابير التي يشكلها المرضى أمام بعض العيادات، لإجراء الفحوصات أو تلقي العلاج، ولا يمكن القول بأن هناك نقصا في الكوادر البشرية أو غيابا للأجهزة الطبية، فالأجهزة نراها داخل الأقسام ولا نرى من يديرها، والكوادر البشرية نراها متجولة داخل أروقة المستشفيات، فكيف ندعي وجود نقص في الأجهزة أو الكوادر الطبية؟

قد يكون هناك نقص في الأسرة كما يقال بين الفينة والأخرى، لكن أين هي حقيقة النقص؟ وهل تمت معالجته؟

وإن كانت وزارة الصحة جادة فعلا في تطوير أداء المنشآت الصحية والحد من المشكلات التي تواجه المرضى، فعليها العمل على تقديم خطط تطويرية مدروسة تعتمد على الواقعية، وأن تكون هناك حلول فعلية لمواعيد مراجعة المرضى للعيادات، لا أن تكون بعد أن يستشري المرض في الجسد، أو يغيب المريض عن الحياة.

وأملي أن تغيب جملة «نسعى للعمل على تنظيم مواعيد المرضى والمراجعين والتخفيف من الضغط الناجم عن الازدحام»، فقد حفظنا هذه الجملة منذ سنوات، وبرعنا فيها.

[email protected]