عبدالله محمد الشهراني

صناعة المؤتمرات والمعارض

الأربعاء - 24 أكتوبر 2018

Wed - 24 Oct 2018

أو ما يسمى بـ «سياحة الأعمال»، ربما لا يتصور البعض أن هذه الصناعة تسهم بنسبة 2.9% و1.8% في الناتج المحلي الإجمالي لدولتي ألمانيا وأمريكا بالترتيب، والأدهى أن هذه الصناعة تتفوق في الولايات المتحدة الأمريكية بالتحديد على صناعة السيارات بواقع 30%، هي صناعة تعد عاملا مهما في انتشار المعرفة وتطوير الممارسات المهنية، فالمؤتمرات والمعارض هي البيئة الحاضنة لثقافات الدول.

تحتل المملكة مرتبة غير جيدة عالميا في هذه الصناعة «الترتيب 129 من أصل 139 دولة»، أما عربيا فترتيبنا يأتي ثامنا، إذ تعتلي الإمارات العربية المتحدة رأس الهرم، وأعتقد أن الأرقام قد تحسنت كثيرا الآن، حيث إن البيانات السابقة تعود إلى عام 2011، لكن تظل لدينا تحديات كثيرة للوصول إلى مرتبة تليق بسمعة المملكة وإنجازاتها، ويمكنني أن ألخص أهم التحديات في أربع نقاط:

أولا عدم توفر قاعات ومعارض متخصصة لهذه الصناعة «باستثناء مدينة الرياض»، وارتباط أغلبها بالفنادق. ثانيا الأنظمة والإجراءات البيروقراطية في استخراج التصاريح والتأشيرات، ثالثا قطاع الطيران غير المهيأ لاستقبال الأعداد الكبيرة خارج المدن الرئيسة، رابعا المنظمون «العنصر البشري»، حيث إن هذه الصناعة تحتاج إلى كوادر محترفة ومتمكنة في نواح عدة، مثل الديكورات والتجهيزات، الحركة والمواصلات، التنظيم والجدولة، الاستقبال والتوديع، الإلقاء والتقديم.. إلخ.

والواقع أن هذا النوع من الصناعات يضرب عصافير بحجر، وليس فقط عصفورين، فهو يحقق أهدافا عدة في وقت واحد، اقتصادية، وسياسية، وثقافية، وسياحية، ومعرفية، وإذا علمنا أن صناعة المؤتمرات والمعارض قد وفرت 1.7 مليون وظيفة في أمريكا - أتحدث هنا عن وظائف دائمة وليست فقط موسمية تنتهي بانتهاء المؤتمر أو المعرض - فإن هذه الصناعة سوف تكون بطبيعة الحال رافدا مهما في خلق وظائف جديدة للشباب.

المملكة تمتلك نقاط قوة تمكنها من الصعود إلى أعلى القائمة، منها الحرمان الشريفان، النفط، الموقع الجغرافي، صندوق سيادي كبير، رؤية المملكة 2030.. إلخ، إضافة إلى تجارب ناجحة بامتياز حدثت أخيرا أبهرت العالم، وأقصد بذلك قمة الرياض التي احتضنت ثلاث مناسبات كبيرة في وقت واحد، هذه التجارب الناجحة وغيرها يمكننا أن نجعلها نواة لتأسيس هذه الصناعة.

إن استغلال نقاط القوة والتغلب على التحديات السابقة سينعكسان على اقتصاد المملكة بشكل مباشر، ويكون «قوة ناعمة» للمملكة بشكل غير مباشر، من خلال استغلال هذه الفعاليات في إظهار منجزات الدولة وإمكاناتها.

المؤتمرات والمعارض تعد مكونا أساسيا للصورة الذهنية أو الانطباع الأولي لأي دولة في العالم.

التحديات

  • ندرة القاعات والمعارض المتخصصة

  • البيروقراطية في استخراج التصاريح والتأشيرات

  • الطيران غير مهيأ لاستقبال أعداد كبيرة خارج المدن الرئيسة

  • الافتقار للمنظمين المحترفين


الحلول


  • معالجة التحديات السابقة

  • استغلال نقاط قوة المملكة كالموقع الجغرافي المميز

  • البناء على التجارب الناجحة في المجال كقمة الرياض




@ALSHAHRANI_1400