فهيد العديم

جائزة المؤسس للأدب الشعبي.. كي لا يتكرر الفشل!

الأربعاء - 24 أكتوبر 2018

Wed - 24 Oct 2018

انطلقت في العام الماضي النسخة الأولى من جائزة الملك عبدالعزيز للأدب الشعبي، والتي تعد أعلى الجوائز قيمة في العالم العربي، ورغم ما هيأته الدولة للجائزة من دعم مادي ومعنوي وتسهيلات على كل الأصعدة، إلا أن الفشل كان حليفها.

قد تكون كلمة (فشل) قاسية، لكنك أحيانا تضطر لتسمية الأشياء بأسمائها دون مواربة، وأقول فشل لأنه هيئت لها كل سبل النجاح والدعم، ورغم ذلك لم تحقق ما هو مأمول منها، ولعلي لا أبالغ بالقول إن قلت إن كثيرين في المملكة لم يسمعوا بهذه الجائزة رغم ضخامتها، ولعل أول ما يتبادر للذهن - من ضمن عشرات الأسئلة - هو السؤال عن سبب فشل النسخة الماضية؟

لا بد أن نجيب عن هذا السؤال الذي يقود عشرات الأسئلة إذا أردنا أن نتجاوز سلبيات العام الماضي ونحقق النجاح، لأن أي فشل وإن كان بالحد الأدنى فهو معيب لأنه يأتي من باب (نقص القادرين على التمام.

ولعل أولى السلبيات التي دمرت ما قبلها وما بعدها من جهود تتمثل في ضبابية آلية المسابقة، فالشعراء المشاركون - والمشاهدون كذلك - لا يعرفون آلية اختيار وفرز المشاركات، غير تلك الآلية المتمثلة بمقولة (يا حظ له من له مع القوم ابن عم!).

ضعف الآلية جعل الشعراء الذين وصلوا للفرز النهائي، رغم أنه لا أحد يعرف كيف وصلوا ومن هو الذي فرز قصائدهم وقيمها لتصل للجنة المعلن عنها، يبتكرون آليه فيما بينهم - كما حدث في أحد فروع الجائزة في العام الماضي - لينتهي الأمر بهؤلاء الشعراء في المحكمة ليحتكموا حول الآلية التي ابتكروها، مما يسيء لاسم الجائزة، بل - وبكل أسف - لاسم مهم في وجدان كل سعودي، وهو الاسم الذي تحمله الجائزة.

ولعل أول خطوة ينبغي أن تتخذ في هذه النسخة أن يكون هناك آلية واضحة وشفافة، وأن تعلن أسماء لجان الفرز الأولى بطريقة اللجان الرئيسة نفسها، فلا يوجد أدنى مبرر للتكتم على الأسماء وكأنها لجان سرية، وهذا يجرنا إلى كيفية اختيار اللجان؛ هل يكفي أن يكون المحكم

شاعرا يجيد الوزن والقافية (ويا راكبِ من عندنا) دون أن يمارس النقد حتى لو كان من خلال مقال انطباعي؟!

ولا أبيح سرا إن قلت إن لجان الفرز الابتدائية في مسابقات الشعر الشعبي في الخليج مجموعة أو (لوبي) يتواجدون في كل المسابقات، وهذا يجيب عن سؤال: لماذا الشعراء الذين يشاركون في المسابقات متشابهون؟ الجواب بسيط؛ لأن نفس الذائقة (العادية) هي من توصلهم للحلقات النهائية.

في هذا العام الرهان على الأستاذ الشاعر ناصر القحطاني الذي يعد من أهم التجارب الشعرية في الشعر الشعبي المعاصر، إضافة إلى تجربة إعلامية في الأدب والشعر، ولا شك أنه أمام تحد كبير، ولهذا عليه ألا يركن لأفكار (الشلة) نفسها التي تعيد صناعة الرتابة كل مرة.

والسؤال: هل ستثبت الجائزة هذا العام أنها من أهم الجوائز الأدبية في العالم العربي؟ أو على الأقل ينبغي أن تكون الأهم - وبلا منازع - في الخليج العربي، لأن العيب «نقص القادرين على التمام»!

Fheedal3deem@