حنان درويش عابد

المرأة السعودية وريادة الأعمال.. ماذا أنجزنا؟

الثلاثاء - 23 أكتوبر 2018

Tue - 23 Oct 2018

لعل أهم التساؤلات التي تطرح اليوم حول مشاركة المرأة السعودية في قطاع الأعمال تدور حول الفرص التي باتت متاحة للمرأة في إطار رؤية 2030، وما تقدمه هذه الرؤية من آفاق جديدة وفرص واعدة للباحثين والباحثات عن إنشاء أعمالهم الخاصة وتطوير رواد الأعمال لمشاريعهم القائمة.

ولطالما كانت المرأة السعودية جزءا أساسيا من منظومة المجتمع والاقتصاد في المملكة، ولم تغب عن المشهد منذ بدايات تأسيسها، ولطالما أدركت القيادة السياسية أهمية الدور الذي تلعبه المرأة السعودية في تطوير كثير من الأعمال التي صبغت في بداياتها بالطابع النسوي، وتطورت مع الوقت لتصبح رائدة الأعمال السعودية أكثر جرأة في اقتحام معترك الأعمال في جميع القطاعات دون استثناء، فهل حققنا ما يجب تحقيقه؟ وهل بلغت مشاركة المرأة السعودية في ريادة الأعمال المستوى المرضي والمقبول بالنظر إلى حجم المملكة وحجم شعبها وسوقها وإمكاناتها الاستثنائية؟

إن الباحثين عن الريادة لا يمكنهم التوقف عند سقف محدد لطموحاتهم، فالمرأة السعودية وعلى مدى عقود طويلة أثبتت أنها قادرة على استلهام التجارب العالمية المتنوعة في ريادة الأعمال، وابتكار أساليبها الخاصة في وضع رؤى إدارية وتسويقية تتناسب مع طبيعة المجتمع والثقافة والسوق السعودي، وشاركت جنبا إلى جنب مع الرجل في تطوير كثير من الأفكار والرؤى، وامتلكت خزينا تراكميا معتبرا على صعيد الخبرة والممارسة والتنفيذ في الإدارة والعمل، وتبوأت كثيرا من المناصب الإدارية العليا، وحازت كثيرا من التحصيل العلمي الذي مكنها من التفاعل مع ريادة الأعمال بشكل منهجي ومدروس.

ومع كل هذه الاعتبارات الإيجابية التي تقدم ذكرها حول المرأة السعودية كرائدة أعمال وكإدارية وتنفيذية، إلا أن المرأة السعودية لم تصل حتى يومنا هذا إلى القدر الكافي من الرؤية الواضحة حول حقيقة الدور الذي يجب أن تلعبه كرائدة أعمال وكإدارية، ويعتري دورها في كثير من الأحيان شيء من التشويش والضبابية وضعف الرؤية من جانبها تارة، ومن جانب المجتمع ومؤسسات الدولة تارة أخرى.

ولا شك أن رؤية 2030 تقدم الكثير للمرأة السعودية العاملة، فهي تتيح 30% من فرص العمل في السوق السعودي للمرأة، إلا أن الرؤية في المقابل تخصص 5% فقط من المناصب القيادية للمرأة، وهو رقم ضئيل عند الحديث عن مشاركة حقيقية وفاعلة للمرأة السعودية من أجل تطوير وطنها وخدمة أبناء وبنات شعبها.

وبوجه عام، لا تزال الكثير من أموال النساء السعوديات مجمدة في البنوك بسبب إحجام كثير منهن عن إطلاق مشاريع ريادية، نظرا لعدم تمكنهن من العمل في قطاعات تتسم بالربحية العالية كقطاع الإنشاءات، وهي القطاعات التي تتطلب انخراط المرأة في أعمال تنفيذية وإشرافية قد تتعارض في كثير من الأحيان مع الأعراف المحلية حول الأعمال التي من المناسب للمرأة الانخراط فيها، وبسبب التصنيف الذي يكتسب صفة العرف عند الحديث عن الأعمال المخصصة للنساء وعن تلك التي تناسب مجتمع وبيئة الرجال حصرا.

hananabid10@