نايف الضيط

كيف نجعل الموظفين سعداء؟

الاثنين - 22 أكتوبر 2018

Mon - 22 Oct 2018

في بادرة جميلة خصصت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات موظفا مختصا لسعادة الموظفين وتسهيل حياتهم، وقياس مستوى السعادة في بيئة العمل، وقالت الوزارة إنها تهدف إلى تحقيق راحة الموظفين وبناء أسس الاستمتاع بالعمل عبر تطوير منظومة الموارد البشرية، وخلق بيئة عمل محفزة وذات إنتاجية عالية. أتمنى أن تحذو حذوها كل القطاعات الأخرى نحو الاهتمام بسعادة الموظف وراحته، فهناك بعض الجهات الحكومية والخاصة ومسؤولي الإدارات يفتقدون لمهارة الاتصال بالجمهور الداخلي، متناسين أن الموظفين هم السفراء الحقيقيون وتأثيرهم كبير في خلق الانطباع الجيد عن المنشأة، فالاهتمام باحتياجاتهم واحترامهم في بيئة العمل يخلقان الرضا الوظيفي عن المنشأة ويساعدان في نشر رسالتها والتفاعل مع برامجها.

تحقيق سعادة الموظف أمر مهم لنجاح المؤسسات لارتباطه بالإنتاجية والإبداع في العمل اللذين تطمح لهما كثير من القطاعات الحكومية والخاصة، وعندما يكون الموظف سعيدا يكون أكثر إبداعا، وأكثر تركيزا وقدرة على القيادة ومواجهة التحديات والمخاطر. وتؤكد الدراسات أنه كلما كان الموظف أكثر سعادة زادت إنتاجيته، حيث وجد باحثون من جامعة «وارويك» البريطانية في دراسة أجريت على 700 شخص أن السعادة أدت إلى زيادة بنسبة 12 % من الإنتاجية، بينما أثبت العمال غير السعداء أنهم أقل إنتاجية بنسبة 10 %.

ويقول معدو الدراسة إن السعادة البشرية لها تأثيرات سببية وإيجابية على الإنتاجية، وكذلك المشاعر الإيجابية تنشط البشر.

سألت عددا من الموظفين عن الأسباب التي تحقق لهم السعادة في العمل فتراوحت إجاباتهم بين من يرى أن الحافز المالي هو الأهم، ويرى آخرون أن التطوير المهني واحترام قدراتهم من قبل الرؤساء لا يقلان أهمية عن الحافز المادي، وأن المساواة بين العاملين في المكافأة وفي تكليف المهام ذات أهمية كبرى لهم.

من أهم العوامل التي تبعث على سعادة الموظف تقديره والثناء على إنجازاته، مما يزيد من ولائه وانتمائه للمنظمة، كذلك منحه الحوافز المالية، وتطوير القدرات الإبداعية والابتكارية التي تتطلبها وظائف المستقبل وتوفير المصادر الأخرى له مثل حضور الدورات التدريبية ورش العمل والمؤتمرات. ومن تقدير العاملين مراعاة مشاعرهم المعنوية والعاطفية، والتوازن بين العمل والحياة الخاصة، لتحقيق الرضا الوظيفي وزيادة المشاركة والتفاعل.

بيئة العمل المحفزة على الإبداع وفريق العمل والمديرين الذين يؤمنون بالعمل المشترك واحترام قدرات العاملين وإعطائهم الفرصة لإثبات ذواتهم، كلها عوامل مهمة لراحة الموظف وإنتاجيته، فبحسب الدراسات المهتمة بالاتصال في المنظمات فإن إشراك الموظفين يرفع معنوياتهم، مما يزيد من أدائهم الوظيفي وإنتاجيتهم، كذلك الحوار المفتوح وتقدير أفكارهم وطموحاتهم، والاستماع إلى آرائهم للإسهام في تطوير الأعمال.

تهتم الشركات بتطوير بيئة العمل بتهيئة المكان المناسب باختيار المكاتب والألوان المناسبة، وأماكن الاسترخاء حتى يستعيد الموظف طاقته، فمثلا الشركات العالمية تهتم بالترفيه في بيئة العمل لتحفيز الموظفين على طرح الأفكار، كما توفر لهم الألعاب الترفيهية في أوقات الاستراحة والوجبات المجانية.

بقي أن نقول إن على القطاعات المختلفة التي تسعى للنجاح أن تستثمر في تطوير قدرات الموظفين لمواجهة تحديات المستقبل وتطبيق شعار «الموظف أولا» واقعا ملموسا.