جدلية مياه الحنفية تدفع للمطالبة بميثاق المهنة

الاثنين - 22 أكتوبر 2018

Mon - 22 Oct 2018

في حين فندت الهيئة العامة للغذاء والدواء ما تردد أخيرا حول أفضلية مياه الحنفية لصحة الجسم من المياه المعبأة، محذرة من الانسياق خلف الآراء المضللة، وأخذ المعلومة من مصادرها، تحدث متخصصون حول أهمية تفعيل الميثاق الأخلاقي للمهنة الذي ينتهكه بعض الأطباء أو آخرون في تخصصات مختلفة، بالحديث في مسائل جدلية بعيدة عن تخصصهم بهدف الشهرة وجلب المتابعين.

وقال الأستاذ المشارك بكلية الهندسة الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة المسؤول بإدارة الأجهزة الطبية بالهيئة سابقا الدكتور نزيه العثماني، إنه يجب أن يحترم كل شخص ميثاق المهنة التي يعمل بها، والذي ينص على ألا يقدم نفسه كخبير عند الحديث في مجال ليس ذا صلة بمجاله، كما أن الترويج لنتائج دراسات لم تجر بطريقة علمية ومنهجية من حيث إجراءات التجربة ونوع وحجم وطريقة اختيار عينة الدراسة، يعد مضللا للعامة الذين قد يثقون بما تحدث به هذا الشخص ويأخذونه على أنه حقيقة في حين أنه ليس كذلك.

وأضاف أن البعض يظهر على القنوات متحدثا في مجال بعيد عن تخصصه، كأن يتحدث طبيب في موضوعات لا تعنيه وغير ضليع فيها ويقدم نفسه على أنه خبير بها، فلا يقدم المعلومة الدقيقة، ويكون الهدف من ذلك غالبا الشهرة وزيادة عدد المتابعين من خلال الإثارة دون اكتراث بمدى تأثير ذلك على العامة، الذين يجب رفع مستوى وعيهم حيال ما يتلقونه من معلومات ومدى دقتها ومصداقيتها.

من جهته طالب استشاري طب الأورام للبالغين والعلاج الإشعاعي الدكتور عصام مرشد بوجود أنظمة وقوانين تحدد مسؤولية الأطباء والممارسين الصحيين في مجال التوعية وتقديم معلومات في غير تخصصهم، بحيث يمكن محاسبتهم في حال خرقها أو تجاوزها، من خلال تفعيل الميثاق الأخلاقي للمهنة، عبر التعاون بين هيئة التخصصات الصحية والجهات التشريعية ووزارتي الصحة والإعلام، على اعتبار أن الأطباء بحكم مهنتهم لهم مصداقية وتأثير على الناس، ولذا فأي معلومة يقدمونها تؤخذ على أنها صحيحة دون الالتفات لكون الطبيب يتحدث في قضية ذات صلة بتخصصه أم لا.

وأضاف «تعامل الطبيب مع معلومات في غير تخصصه يكون سطحيا في الغالب، حيث تكون غير دقيقة أو جدلية. انتشار المعلومة سهل ولكن تصحيحها لاحقا صعب، والأسوأ حين يكابر الطبيب بعد ثبوت خطأ معلوماته ويصر عليها دون اكتراث لتضليل الناس رغبة منه في الحفاظ على مصداقية كاذبة».