فواز عزيز

رحم الله جمال خاشقجي

السبت - 20 أكتوبر 2018

Sat - 20 Oct 2018

• على يقين وثقة بأن مملكة العدالة والإنسانية ستقتص من الجناة، بعدما تنهي إجراءات التحقيق والمحاكمة، وستنتهي قضية الراحل «جمال خاشقجي» بعدالة وأمانة، وسينال كل من ارتكب الجريمة الجزاء العادل.

• وبفخر قدم وطننا الحقيقة بشفافية كاملة وشجاعة متناهية تؤكدان للعالم أجمع عدالة السعودية وإنصافها وحرصها على مواطنيها، ونبذ تصرفات لا تمت للمملكة العربية السعودية ولقيادتها وشعبها بصلة حتى لو ارتكبها سعوديون، والكلمة الأخيرة للقضاء.

• وبعيدا عن مجريات التحقيق والمحاكمة وملابسات السياسة التي استغلها البعض للنيل من السعودية بترويج أكاذيب وبث أحقاد لا تخفى على أحد، وتكشفها أساليب الأعداء والحاقدين.. بعيدا عن كل ذلك، أكتب اليوم عن جمال خاشقجي لوحده.

• لكل صحفي خلافاته وخصوماته؛ إلا أن الصحفي جمال خاشقجي كان صديقا للجميع، من يختلف معه قبل من يتفق معه.

• في 2 أكتوبر 2018 رحل الصحفي جمال خاشقجي مخلفا سيرة صحفية ضخمة، فهو المراسل الحربي والصحفي الميداني، خاض المخاطر من أجل العمل الصحفي فكان في وسط المعارك في أفغانستان وباكستان والسودان والشيشان والجزائر والهند والبوسنة ثم حرب الكويت، كما أنه أصبح رئيسا للتحرير ثلاث مرات، منها أقصر تجربة في رئاسة التحرير التي لم يمض فيها 52 يوما في رئاسته لتحرير صحيفة الوطن في فترته الأولى عام 2003، فخرج منها مستشارا إعلاميا لسفير السعودية سابقا في لندن الأمير تركي الفيصل ثم مستشارا له في سفارة واشنطن، قبل أن يعود مجددا للصحافة التي عشقها وعشقته، فعين رئيسا لتحرير الوطن السعودية عام 2007، وبقي فيها حتى 2010 ليغادرها مكرها فيجد نفسه مديرا لقناة العرب الإخبارية، فعمل على تأسيسها أكثر من 3 سنوات، إلا أنه كان محظوظا بالمشاكل فلم تبث قناته إلا نصف يوم حتى أغلقت وانتهت علاقته الرسمية بالصحافة والإعلام، إلا من مقالات ومشاركات تلفزيونية محاوِرا ومحاوَرا.

• كتب الراحل عمر المضواحي عن جمال خاشقجي - رحمة الله عليهما - حين أغلقت قناة العرب أنه «يستحيل أن يخرج من تحت دوائر الضوء والجدل حيثما حل وأينما كان، فلا وجود لكلمة (الظل) في قاموس حياة هذا الصحفي المحترف ذي البنية القوية والفارع الطول، المنطوي على أغزر تجربة عملية مر بها رئيس تحرير في تاريخ الصحافة السعودية الحديث».

• جمال خاشقجي رغم خلافاته لم يكن يوما غاضبا أو حادا أو قاسيا، كان لينا لطيفا، كان سهلا ومقنعا أو مقتنعا في نقاشاته وحواراته، كان صديقا للجميع وليس أدل على ذلك من كلام سفير السعودية في واشنطن الأمير خالد بن سلمان الذي علق على خبر اختفائه - قبل كشف وفاته - بقوله «لجمال خاشقجي العديد من الأصدقاء في السعودية وأنا منهم، فعلى الرغم من الاختلافات في عدد من القضايا، ولا سيما مسألة اختياره ما أسماه النفي الاختياري، حافظنا على التواصل فيما بيننا عندما كان في واشنطن».

• حتى في آخر حياة

جمال خاشقجي حين اختار مغادرة الوطن كان لا يسمح بوصفه معارضا حتى لو كان ينتقد بعض القرارات الحكومية، وكان لا يخفي رغبته في العودة للوطن حبا فيه، ولأنه لا يرى وطننا غيره، ولم يمنعه الانتقاد من الدفاع عن الوطن والإشادة ببعض القرارات الحكومية.

• لم يكن جمال خاشقجي صحفيا بسيطا، وكذلك رحيله لم يكن بسيطا، فقد شغل العالم أجمع طيلة 18 يوما مختفيا قبل أن تكشف السعودية لغز وفاته وتقدم المتسببين للقضاء؛ حرصا منها على حياة كل مواطن من مواطنيها.

(بين قوسين)

• لم تكن السعودية يوما من دون معارضة خارجية دنيئة تسيء بلا سبب وتستغل كل حدث للإساءة للسعودية، ومع ذلك لم تجد تلك المعارضة من السعودية أي إساءة، لأنها بكل بساطة تؤمن بوعي شعبها الذي يؤمن بقيادته.

fwz14@