متخصص: التجارة والتسويق غيرا من خصائص مياه الشرب

فيما وصف عالم الأبحاث الطبية بوحدة المسرطنات في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور فهد الخضيري، مياه الشرب بأنها تداخلت مع التجارة والتسويق، فتحولت بعض التقنيات إلى تحسين الطعم ولو على حساب تغيير بعض الخصائص الكيميائية للماء بنزع أملاح مهمة وضرورية للصحة، بين تقرير حديث لوزارة البيئة والمياه والزراعة أن استخراج المياه من الآبار العميقة من الطبقة الحاملة للمياه تحت الأرض بعمق يصل إلى 2000 يمر بخمس مراحل، تبدأ بأبراج التبريد وتنتهي بالتعقيم وضبط درجة حموضة الماء، بحسب تقرير حصلت عليه «مكة».

وأوضح الخضيري في ورقة عمل قدمها في مؤتمر جودة مياه الشبكة الذي اختتمت فعالياته أخيرا، أن مياه الشرب بين الطعم والجودة بما يتناسب مع صحة الجسم تمر بمراحل وطرق عدة بهدف معالجة مياه الآبار والمستنقعات والأنهار لجعل المياه صحية ومتوافقة مع احتياجات الجسم من الأملاح والمعادن، مشيرا إلى أن هذا الأمر تداخل مع التجارة والتسويق، فتحولت بعض التقنيات إلى تحسين الطعم ولو أدى ذلك إلى تغيير بعض الخصائص الكيميائية للماء بنزع أملاح مهمة وضرورية للصحة، أو تحوير المكونات بالأنواع المختلفة من خلال الفلترة والتنقية.

مقاييس الأملاح والمعادن

وأفاد الخضيري بأن منظمة الصحة العالمية عام 1970 أصدرت لوائح وأنظمة تحدد حدود ومقاييس وقيم نسب الأملاح والمعادن كحدود مثالية يسبب نقصها أو نزعها بوسائل التنقية والفلترة الحديثة قصورا في الاحتياجات اليومية للشخص، ويتبع ذلك بعض الآثار الصحية مثل الكسل والخمول وضعف التواصل العصبي ونشاط المخ والأعصاب. ويتم تحديث هذه الأرقام والقياسات كل ما ظهر بحث علمي يكشف ضرر نقص تلك الأملاح أو زيادتها، مشيرا إلى أن الجهات المعنية تتابع تطبيقها بصرامة، ومنع بعضها أو طلب إعادة ضبط المواصفات وقياسات مستوى الأملاح والمعادن بين فترة وأخرى، كذلك الإعلان عنها وتعديلها طبقا للمستجدات.

غير صالحة للشرب

وأفاد تقرير آلية تنقية مياه الآبار في المحطات، اطلعت عليه الصحيفة، بأن المياه التي تخرج من الآبار عن طريق المضخات الغاطسة تكون ابتداء غير صالحة للشرب وتصل ملوحتها إلى 2000 ملجرام /‏ لتر، وتصل درجة حرارتها في حدود 60 درجة مئوية، وتكون ذات عسر وعكارة مرتفعة، ويتم ضخ هذه المياه عن طريق مضخات الآبار إلى محطات التنقية.

5 مراحل لتنقية مياه الآبار

المرحلة الأولى

أبراج التبريد، وتصل المياه عبر أنابيب نقل إلى محطة التنقية، حيث تعمل وحدة تبريد المياه على نزع الغازات غير المرغوب فيها، وخفض درجة حرارتها، وكذلك تتم في هذه الوحدة أكسدة الحديد وخفض نسبة تركيزه بالمياه المبردة الخارجة من هذه الوحدة.

المرحلة الثانية

المرسبات، ويتم نقل المياه لهذه الوحدة لخفض عسر الماء وخفض القلوية والحديد عن طريق تجريع مواد كيماوية مثل الجير وكربونات الصوديوم «الصودا» وتوقف هذه المواد بعد تطبيق مادة مانع التسريب المطور في وحدة التحلية والتي تعمل على خفض أملاح العسر والقلوية.

المرحلة الثالثة

الفلاتر الرملية أو المرشحات، حيث تعمل على تصفية المياه وإزالة العوالق الصغيرة وخفض عكارة المياه لتصل إلى NTU0.5.

المرحلة الرابعة

الفلاتر الدقيقة ووحدة التحلية، حيث تسحب المياه من خزان التغذية لوحدة الفلاتر الدقيقة ووحدة التحلية، وتضخ عبر مضخات الضغط المنخفض إلى الفلاتر الدقيقة لإزالة العوالق الدقيقة وخفض الأملاح، وتنتقل المياه المحلاة إلى خزان خاص بالخلط لموازنة الأملاح في الحدود المطلوبة للمواصفات الخليجية لمياه الشرب غير المعبأة، وطرد المياه شديدة الملوحة من

التناضح العكسي إلى بحيرات التبخير.

المرحلة الخامسة

تنتقل المياه إلى مرحلة التعقيم وضبط درجة حموضة الماء، وتعقيمها وقتل الجراثيم عن طريق تجريع الكلور وضبط الكلور الحر المتبقي في منتج المحطة بحدود 0.5 ملجرام /‏ لتر، إضافة إلى معادلة درجة حموضة الماء، وضبط الرقم الهيدروجيني وتجميع المياه في خزان كبير وسحبها وضخها إلى المدينة عبر مضخات عدة.