مي محمد الشريف

الإعلام ومهاجمة حليف الرئيس

الجمعة - 19 أكتوبر 2018

Fri - 19 Oct 2018

لا تمضي فترة إلا ويتبنى الإعلام الغربي حملات إعلامية ممنهجة أو غير ممنهجة هدفها الإساءة إلى المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا. وهذا أمر وارد حدوثه واستمراريته بعد ضعف الإعلام الموضوعي والمحايد وتصدر قنوات وصحف إعلامية لا تؤمن بأخلاقيات الصحافة النبيلة. فأصبح الإعلام الزائف عبارة عن ناقل ومدافع لأجندات سياسية وأيدلوجية تخدم أشخاصا وحكومات تدفع ملايين الدولارات لتجديد ولاء أقلام الصحافة لها. وساهمت قضية المواطن جمال خاشقجي واتهام القنصلية السعودية في إسطنبول فيما يتعلق باختفائه في تفاعل الإعلام التركي الموالي لجماعات الإخوان المسلمين لشن حملة إعلامية شرسة وضخ عشرات الاتهامات والتصريحات والتسريبات المنافسة لأفلام الأكشن والإثارة حول مصير خاشقجي دون أي دليل واقعي أو تصريحات رسمية من الحكومة التركية. وعلى أثرها تناقلت قنوات وصحف عالمية أخرى عشرات الأخبار المزيفة لإلصاق التهمة بالحكومة السعودية.

الأخبار المزيفة والأقلام الصحفية المؤجرة زادت شراسة داخل الإعلام الأمريكي وارتفعت حدتها مع مطالبات بعض نواب الكونجرس بقرارات وعقوبات ضد الحكومة السعودية. وليس هذا وحسب، فإن عدائية هذه الحملة وتأثيرها الهجومي أجبرت بعض رجال الأعمال والاقتصاديين الأمريكيين على الاعتذار والعزوف عن حضور المؤتمر الاقتصادي الضخم «مبادرة مستقبل الاستثمار» المقرر انعقاده الأسبوع المقبل في الرياض. هذا كله يصيبنا بالاستغراب والذهول حول الأسباب الحقيقية خلف هذه التصرفات الهجومية وردات الفعل المتشنجة ضد القادة السعوديين دون أي دليل ملموس أو حتى تصريح رسمي للجنة التحقيق حول اختفاء خاشقجي يدين فيها القنصلية السعودية.

وقد تبين لنا في الأيام الماضية الصحف الأكثر هجوما على المملكة مثل واشنطن بوست، نيويورك تايمز، وسي إن إن من خلال تغطيتها اللاموضوعية ونشرها الأخبار من مصادر مزيفة، فهي إما من صحافة مدفوعة ومأجورة، جريدة الواشنطن بوست التي تمتلك دولة قطر أغلب أسهمها، ومن الطبيعي أن توظف لنشر أخبار غير حقيقية للهجوم على الحكومة السعودية متعللة بحرية الرأي وحقوق الإنسان. أما القنوات والصحف الأخرى فهي تعمل ضمن سياسات لها أهداف وأجندات واضحة ومصالح مع دول معينة لتمارس ضغطا على الشعب الأمريكي بمختلف طبقاته لإضعاف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن طريق اتهام أهم حليف له بقضية قتل، خاصة مع قرب الانتخابات النصفية لأعضاء الكونجرس وحكام الولايات والتي ستقام في نوفمبر والتي يطمح فيها أعداء ترمب الداخل “اليسار” والخارج “ الإيرانيون والأوروبيون” بفوز النواب الديمقراطيين ليسهل لهم خطة عزله واستعادة علاقتهم مع أوروبا وتحرير الاتفاق النووي الإيراني من مقصلة الإعدام. فأهم أسباب الهجوم على السعودية داخل الكونجرس والإعلام هو أسلوب مهاجمة حليف الرئيس لإضعاف الرئيس نفسه.

وقد تكون هذه الأزمة الشرسة هي دعوة للعمل على مراجعة جادة لاستراتيجيتنا الإعلامية والعمل على خلق توازن ثابت لدى القارئ الغربي والعربي والمباشرة على عقد شراكات إعلامية في دول مختلفة لتثبيت وجهات نظرنا بلغات العالم المختلفة وألا يكون إعلامنا محصورا في حملات الرد فقط، وإنما يكون أكثر عمقا وتنظيما. وأما قنوات الهجوم فنتمنى من القادة السعوديين الرد على كافة الأصعدة القانونية والسياسية وملاحقة وسائل الإعلام والأقلام المؤجرة والدول التي دعمت هذا التشويه المنظم ضدنا، سواء كانوا قنوات إعلامية، أو أفرادا، أو حكومات.

من ضمن الإطار الممنهج في دعم الاتفاق النووي الإيراني سمحت صحيفة نيويورك تايمز بنشر مقال لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على صفحاتها يهاجم السعودية ويتهمها بالتطرف. (2016) ورد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عليه بمقال في الصحيفة نفسها.

ReaderRiy@