عبدالرحمن العليان

لازما العايل زمينا

الثلاثاء - 16 أكتوبر 2018

Tue - 16 Oct 2018

تابع الجميع خلال الأيام القليلة الماضية التداعيات المسرحية لاختفاء المواطن جمال خاشقجي بعد زيارته لسفارتنا وخروجه منها. ولست هنا لإعادة هذه السيناريوهات الهوليودية أو ردود الفعل الغربية التي تجاوزت اللباقة الدبلوماسية في قضية لم تنته بعد إجراءات تحقيقاتها الأولية من المملكة والحكومة التركية، بل سيكون التركيز على وقفات مستقاة لمثل هذه المواقف التي كانت المساحة فيها لعدد كبير من اللاعبين الدوليين والمنظمات الاستخباراتية والإعلامية بشكل متداخل ولافت للنظر.

النقطة الأولى هي وجوب بناء منظومة إعلامية متخصصة للحديث مع الآخر ومع غير الناطقين باللغة العربية. فلقد أثبتت هذه الأزمة وبشكل كبير ضعف التأثير الإعلامي لدينا تجاه الخارج، وكل المجهود المبذول كان من خلال منصاتنا الإعلامية كأننا نتحدث مع أنفسنا. لقد تركنا المسرح الإعلامي الدولي لغيرنا فأصبح يدير المواجهات هناك ويثير القضايا التي يريد ويسكت عن التي يريد. أدلل على ذلك بأن تواجد الإعلام السعودي المؤثر غير موجود في محطات البيت الأبيض والخارجية والدوائر المهمة في واشنطن، وكذلك في مراكز صناعة القرار الأوروبي والعالم، إضافة إلى ضعف التداخل المطلوب مع القوى الإعلامية المؤثرة، والذي يتطلب انتشارا أفقيا حول العالم لقيادة الكلمة الشريفة والرأي المجرد الذي يقود الفكر الجمعي للمجتمعات في تلك البلدان لجهود دولة عظيمة مثل المملكة العربية السعودية نحو تنمية الإنسان والمكان في أرجاء العالم دون النظر لدينه أو عرقه. يحتم ذلك عملا مهنيا عالي المستوى لهذا العنصر المهم كقوة ناعمة لها تأثيرها في الفترة المقبلة لتكملة عناصر النجاح لعدد من المجالات التي نسعى لتحقيقها داخليا وخارجيا.

والنقطة الثانية أن هذه القضية أثبتت حكمة هذه القيادة حفظها الله في حرصها على لحمة الوطن والعلاقة المتينة بين القيادة والمواطن والتي كانت سببا بعد الله في تجاوز الأزمات التي سعى لها كثيرون من القريبين والبعيدين، والتي كان مصيرها الفشل، لأن الخلطة السرية للمواطنة السعودية بين الشعب والقيادة مبنية على شرع الله من الكتاب والسنة، والتي كانت حصنا منيعا ضد الأفكار المنحرفة والعواصف الفكرية الممنهجة التي كانت تستهدف بشكل مباشر لحمة هذا الوطن وتماسكه.

وثالثا، بينت هذه الأزمة عمق فكر سيدي ولي العهد حفظه الله في الاعتماد على الوطن والمواطن في بناء السعودية المستقبل وعدم الاعتماد على الغير أيا كان. كل الخطط والبرامج والمبادرات تسير نحو نقل التقنية وتوطين الصناعات العسكرية والثقيلة من خلال الاتفاقات الذكية في الشراء، واشتراط تدريب الشباب السعودي على هذه الصناعات، وبناء قوة اقتصادية مؤثرة لا تعتمد على النفط، والاستفادة من العناصر الطبيعية والاقتصادية بما يخدم مصلحة الوطن.

أثبت المواطن السعودي من خلال الأيام القليلة الماضية أنه وزارة إعلام وخارجية ودفاع وداخلية، حمل من خلالها سيف الحق وحجة الكلمة والموقف في منصات التواصل الاجتماعية في الذود عن وطنه وقيادته وسمعة وطنه. ليؤكد للجميع أن هذا الوطن ومواطنيه عصيان على الحساد والحاقدين. سنمضي في طريقنا نحو السعودية المستقبل، سنمضي في تلاحمنا مع قيادتنا وبركة خدمة الحرمين الشريفين وضيوف بيت الله حولنا، سنمضي في تمسكنا في قيمنا ومبادئنا ودعاء مليار مسلم معنا في التمكين والريادة.

ولازما العايل زمينا.