محيميد آل شرمة

بيان واضح يقطع ألسنة المتخرصين

الاثنين - 15 أكتوبر 2018

Mon - 15 Oct 2018

جاء البيان الذي أصدرته المملكة ردا على التخرصات التي ظل البعض يرددها على خلفية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول التركية، حاسما في وجه كل من حاول التهجم على المملكة، أو التلويح بمعاقبتها، أو الدعوة إلى ذلك.

وقطع البيان بأن السعودية ليست دولة صغيرة تخشى تلك التهديدات التي لا تستند على أي معايير موضوعية، مؤكدا أن هذه البلاد أكبر من ذلك، وأن مكانتها الاقتصادية المتفردة في العالم، وسياستها الواضحة القائمة على اتباع القانون وعدم التدخل في سياسات الدول الأخرى، والوضوح الذي ظلت تتعامل به في كافة الملفات، تحتم على الجميع التعامل معها بطريقة مختلفة، ومشددا على أن المملكة تنتظر نتائج التحقيق الذي يجريه الفريق السعودي التركي المشترك، وأنها ليس لديها ما تخفيه أو تخشاه.

والمتابع لمسار الأحداث خلال الأيام الماضية منذ اختفاء خاشقجي يلحظ أن هناك حملة إعلامية مدبرة، تقودها جهات عدة، على رأسها قناة الجزيرة القطرية، وتعتمد تلك الحملة على تزييف الحقائق، وتوجيه مسار الأحداث في اتجاه الإدانة المسبقة للسعودية، وتحميلها وزر اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي، رغم أن كل من لديه إلمام بالعلاقات الدولية يدرك أن حماية أي مواطن هي من صميم مسؤولية الدولة التي يوجد فيها، بغض النظر عن جنسيته. إلا أن المملكة، وانطلاقا من مسؤوليتها تجاه مواطنيها، وحرصا منها على سلامتهم أينما كانوا، ظلت تتابع تفاصيل هذا الملف باهتمام كبير، وتحرص على متابعة الموقف، وتقديرا للجهود التي تبذلها السلطات التركية، تعاملت المملكة مع القضية بأقصى درجات التروي والحكمة، اقتفاء منها للمبادئ القانونية المتبعة في مثل هذه الحالات، والتي تقتضي انتظار نتائج التحقيق، وعدم القفز فوق الأحداث أو استباقها.

إن كان الآخرون قد ظنوا أن الموقف السعودي ناتج من أي شيء خلاف ما تقدم، فتلك مشكلتهم، لذلك جاء البيان ليقطع كافة الألسن التي ما فتئت تلوك أحاديث الإفك، وتكرر مزاعم الضلال، وتحاول لي أعناق الحقائق، لتحقيق أهدافها الخاصة، وأغراضها الكريهة، المنطلقة من منطلق واحد، هو الحقد على هذه البلاد التي أعزها الله بالإسلام، والغيظ من مسلسل التنمية المتواصل الذي ينتظم في كافة أرجائها، والمشاريع النوعية التي تم إعلانها خلال الفترة الماضية على هدي رؤية المملكة 2030، والتي بدأ العمل الفعلي في معظمها لإنزاله على أرض الواقع، حتى ينعم بها المواطن السعودي خيرا ونماء. إلا أن الكارهين الذين تمور قلوبهم بالغيظ أبوا إلا محاولة تعطيل كل ذلك عبر تشويه صورة المملكة، واتهامها بما ليس فيها.

ما تقوم به قناة الفتنة القطرية ومن سار على نهجها، هو مجرد مظاهر لا تملك القدرة على الاستمرار، لأن الزبد يذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس، وكثير من الوسائل الإعلامية المضللة التي خاضت في هذا المستنقع كان ينبغي لها التقيد بمواثيق الشرف الإعلامي التي تحكم طريقة عملها، واتباع المعايير المعروفة مثل انتظار نتائج التحقيق، لكنها للأسف سقطت في الفخ الذي نصب لها، عندما آثرت البحث عن سبق صحفي، بغض النظر عن تحري المصداقية والأمانة، وطفقت تبحث عن ذلك السراب حتى أوردت نفسها موارد الهلاك، وبذلك أصبحت عرضة للملاحقة القانونية التي لا أخال أنها سوف تتأخر، فكافة الفضائيات والصحف ومواقع الانترنت التي تطاولت على المملكة أو تجرأت عليها سوف تجد نفسها مطلوبة أمام منصات العدالة في القريب العاجل، لأن سمعة دولة مثل المملكة ليست محل مساومة أو مزايدة.