مي محمد الشريف

طموح نيكي هيلي

الجمعة - 12 أكتوبر 2018

Fri - 12 Oct 2018

قررت نيكي هيلي، سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة الاستقالة من منصبها نهاية العام الحالي، فانشغل الإعلام في فهم أسباب ودوافع قرارها، حيث ذكرت في تصريحها أنها تريد «قسطا من الراحة»، فلم يقنع ذلك الصحافة الأمريكية ولا العالمية، وزادت إثرها التحليلات والتكهنات حول أسباب أخرى أدت إلى استقالتها وهي في قمة نجاحها السياسي وتوافقها الناجح مع سياسة الرئيس ترمب المندفعة التي جعلتها أبرز امرأة في الإدارة الأمريكية.

أسست نيكي هيلي سمعتها من الصفر، فهي من أصل هندي، واسمها الرسمي هو نيمراتا رانداوا، واكتسبت الاسم نيكي هيلي بالزواج من الأمريكي مايكل هيلي. هي ابنة لأبوين مهاجرين من طائفة السيخ انتقلا من الهند إلى أمريكا للدراسة والعمل، ومارست عملها في دهاليز السياسة في سن مبكرة، فعملت في مجلس النواب سنوات عدة، قبل أن تصبح حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية، حيث كانت أول هندية أمريكية بعمر لا يتعدى 43 عاما. كانت كذلك من أشد المعارضين لدونالد ترمب إبان حملته الانتخابية، ولكن تحسنت علاقتهما بعد قبولها للمنصب بداية عام 2017.

إن استقالتها في هذا الوقت تدل على ذكاء وطموح لمنصب سياسي أعلى، فهي لا تريد أن تعيد سيناريو هيلاري كلينتون وحادثة بنغازي ومقتل سفير الولايات المتحدة في ليبيا 2012، والذي وقع خلال فترة تولي كلينتون منصب وزارة الخارجية، واتهمت بسببه بالتقصير الأمني فتأثرت سيرتها السياسية وشعبيتها، وكان أحد أسباب سقوطها في الانتخابات الرئاسية 2016.

نيكي هيلي تعلم أن مستقبلها السياسي قد يتأثر برعونة وتقلبات قرارات الرئيس ترمب، لذلك اكتفت بسنتي خبرة في إطار أعمال الأمم المتحدة، نجحت فيهما في بناء سمعة جيدة ومحبة الجمهوريين لها.

وعلى الرغم من تأكيدها للصحافة أنها لا تطمح للترشح عام 2020، لكن شكك بعض السياسيين والصحفيين في ذلك، خاصة بعد اصطحابها مستشارها الخاص جون ليرنر معها للبيت الأبيض. وفي حال قررت ترشحها للرئاسة فستكون منافسا قويا وطموحا داخل الحزب الجمهوري.

وقد يكون لنيكي هيلي سيناريو آخر داخل إدارة البيت الأبيض، وطريق أسهل ويعد مكسبا لها وللرئيس ترمب في حال اختارها للترشح معه لمنصب نائب الرئيس في انتخابات 2020، حيث سيساعده اختيارها على رفع نسبة الناخبات النساء المنخفضة بين مؤيديه. وهذا أضمن لها من الترشح للرئاسة كونها تعد من الأقليات وابنة مهاجرين، ولن يراها كثير من الناخبين رئيسة لبلادهم. مهما حاولت نيكي هيلي الهدوء هذه الفترة فهي بالتأكيد سيكون لها شأن في عالم السياسة الأمريكية.

@ReaderRiy