سعد السبيعي

«أمالا» نقطة تحول لمسيرة السياحة الوطنية

الثلاثاء - 09 أكتوبر 2018

Tue - 09 Oct 2018

كمهتم بالتنمية الاقتصادية، خاصة في مجال السياحة بوطننا العزيز، فقد سعدت كثيرا بإعلان صندوق الاستثمارات العامة عن إطلاق مشروع «أمالا»، الوجهة السياحية فائقة الفخامة على ساحل البحر الأحمر، والرامي إلى إرساء مفهوم جديد كليا للسياحة المتكاملة المتركزة حول النقاهة والصحة والعلاج، حيث إن إطلاق مشروع بضخامة «أمالا» يواكب متطلبات القطاع السياحي بالمملكة، ويعد قيمة مضافة جديدة للاقتصاد الوطني، فهو بكل تأكيد نقطة تحول في مسيرة السياحة بالمملكة، وهو بالفعل امتداد لمبادرات صندوق الاستثمارات العامة في هذا الاتجاه، يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في محاورها المتعلقة بالتنوع الاقتصادي والمكونات المستدامة.

من ناحية أخرى نجد أن المشروع يواكب متطلبات القطاع السياحي ورفاهيته بحزمة واسعة من الخيارات السياحية بأنماط حياة نوعية ومتنوعة، لتكون «أمالا» إحدى أهم وجهات السياحة والنقاهة في العالم، نظرا لطبيعتها الخلابة ومناخها المعتدل وعمقها الاستراتيجي الذي سيربطها بدول العالم في أقرب نقطة التقاء بين أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.

يعد «أمالا» مشروعا نوعيا يستهدف شريحة معينة ومميزة على مستوى العالم، كونهم نخبة من الصفوة يحتاجون إلى بيئات معينة تتناسب مع تميزهم الشخصي والمالي ومكانتهم في بلدانهم، سواء المكانة السياسية أو الاقتصادية.

فالمشاريع التي تعمل على تلبية رغبات واحتياجات هذه الشريحة في العادة تكون معها معدلات الخطورة عالية، كونها تعتمد على عامل مهم واستراتيجي تفتقر له كثير من البلدان وهو عامل الأمن، وهو ما يميز مملكتنا الحبيبة كونها تتمتع بأمن شامل لكافة القطاعات، بيد أن هذا المشروع سيرفع العائد الوطني للسياحة، نظرا لتميز موقعها بقربه من «نيوم» ومشروع «البحر الأحمر»، وهو ما يجعله وجهة سياحية ومنطقة استثمارية جذابة. «أمالا» نقطة تحول لمسيرة السياحة بالمملكة. هذا وسيوفر المشروع فرصة استثنائية للمستثمرين والمشغلين من القطاع الخاص لتمويل أعمال التطوير والتشغيل لمرافق المشروع المختلفة.

من المتوقع وضع حجر الأساس في الربع الأول من 2019 وافتتاح المرحلة الأولى في نهاية 2020، وسيتم الانتهاء من كامل المشروع بحلول 2028، و»أمالا» إلى جانب مشروعي «نيوم» و»البحر الأحمر» يمثل جزءا من محفظة المشاريع السعودية العملاقة التي تسهم في استقطاب مزيد من الاستثمارات وتطوير منظومة جديدة للسياحة في المملكة، وتعظيم دورها في دعم التنويع الاقتصادي وتوفير فرص عمل عالية القيمة.

في الختام، يجب أن نوضح أن مشروع «أمالا» يعد محركا رئيسا لدفع عجلة التنويع الاقتصادي وإيجاد فرص استثمارية للقطاع الخاص المحلي، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر للمساهمة في تطوير قطاع السياحة في المملكة، والحفاظ على الموروث الثقافي والبيئي وتحقيق الاستدامة انسجاما مع رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، والله الموفق.

saadelsbeai@