ما تفرق معي
السبت - 06 أكتوبر 2018
Sat - 06 Oct 2018
وجدت مدار العلوم والثقافات والعقول وربما الأديان حول «أن تعرف الفرق».
كل أمر نحن فيه أو كنا فيه أو نتطلع لنكون فيه يحتاج منا أن نعرف الفرق.
كل علم في دقائق تفاصيله يهتم أن يكون هناك شيء وشيء، وهو بينهما يسوقك لتعرف الفرق.
أي ثقافة من هنا أو هناك من فنون أو اصطلاحات أو مكون معين تجبرك أن تواصل سبر أغوارها لترى الفرق.
فلسفة الأديان وحاجة النفس لها لا يدعو لهما دعاتهما والروحانيون فيهما إلا باستراتيجية تجعلك بين حال وحال، وهذا وذاك، تنظر إلى الفرق.
في غنانا وفقرنا واقتصادنا وأنظمته والعولمة والحرية المالية والتجارة محور كبير لا يسعك فهمه أو الإفادة منه ما لم تركز على الفرق.
في النفسيات والعاطفة والمشاعر وتنقلات القلوب والنفوس بين مراتبها ودرجاتها والتعاطي معها منحى كبير نحو تحديد الفرق.
حتى مراحل الإنسان العمرية، ونظرته هو لها، ونظرة غيره له في زمن دون زمن، وتغيراته في جسده وروحه وعقله تعرفها بالتدبر على الفرق.
في التجارب والبحت من العلوم وماديات البراهين والأدلة والإثباتات يقضي كل المهتمين بهذا الجانب وقتهم في أمر عظيم هو ملاحظة الفرق.
في الدعاية والإعلان للمنتوجات يستهدفون إقناعك بالفرق.
بين الشعوب والحكومات (حيص بيص) ودوشة كبيرها سببها الفرق.
لكل ذلك لا عجب أن تكون (الفروق) مادة فكر ربما لو ركز عليها ناشطون ومفكرون ومثقفون وغيرهم لوقفوا على الفرق.
لعلي هنا أقول بأنه يكذب من يقول: (ما عاد تفرق معي).. لأنها حالة نفسية فقط للإحباط استسلاما لا غير.
لكن من لا يعرف الفرق ربما هو أقرب للخطأ في كل شيء ممن عرف الفرق.
ولذلك عن ثقة يقول بعضهم (جرّب غيري تعرف خيري) في تأكد جازم بأن معرفة الفرق كفيلة بالتأديب.
كل أساليب الإقناع تستخدم (معرفة الفرق) لتحظى بالاتباع.
هذه ملاحظات خطرت على بالي فدونتها لعلي أعرف الفرق بين حال وحال، ونظرية وأخرى، وثقافة وغيرها، ومجتمع وآخر مختلف عنه، ورأي ورأي آخر، واتجاه ونقيضه.
ولعلي كذلك أستطيع التقاط فروق دقيقة (تفرق) بين أشياء وتصورات ربما اعتقدت أنها مثل بعضها.
وهنا وجدت من مأثور المنطق الفقهي والتشريع المنطقي كتاب (الفروق) للقرافي الذي يهتم كما نص عليه (بالقواعد الفقهية الكلية الكاشفة عن أسرار الشرع وحكمه، والموضحة لمناهج الفتاوى، والمحققة للوحدة والتناسب بين الجزئيات الفقهية، بما يرفع ما قد يقع بينها من تناقض أو تعارض) وقلت: هو ذا شاهد على أن الفرق يقتضي الفهم حتما حتى في الحكم الشرعي.
ثم تذكرت كتاب (الموافقات) للشاطبي الذي اهتم (ببيان مقاصد الكتاب والسنة والحكم والمصالح الكلية الكامنة تحت آحاد الأدلة ومفردات التشريع والتعريف بأسرار التكاليف في الشريعة) فقلت: كذلك التوفيق بين المسائل والرؤى يستلزم معرفة الفرق ليثبت الحكم في التصور تفريقا بين ما يختلف فيه.
اليوم ربما وجب على المثقفين والذين يتناولون الشأن الاجتماعي والاقتصادي والتواصل المجتمعي العناية الكبيرة الماهرة بـ (الفرق) حتى لا يظهر الإنتاج نسخا مكررة، واحدة منها تغني عن ألف مما ينتجون.
الفرق بيني وبينك
هو مساحة التفاعل الإيجابي، والفرق بين الليل والنهار هو باحة معرفة الفوائد، والفرق بين الجميل والقبيح هو لب الاختيارات، والفرق بين الموضوعية والإيهام ذكرى للذاكرين، ثم الفرق بين الفرق في حالة والفرق في حالة أخرى هو أساس امتداد وتطور المعرفة والثقافات والعلوم.
الجمع بين المتشابه من الأشياء في زمن معين بخلاصة أسباب مقنعة، هو ذاته سيكون سببا للتفريق بينها في زمن آخر ليفهم الناس الفرق.
وأخيرا معرفة (الفرق) ذكاء المفكرين، وبلغة درجات المبدعين، وهو الغاية من استشارة المستشارين وتحفيز الخبراء حتى ينثروا لنا درر الفروق في شكل فكر وتجديد خطاب وتطور تناول.
albabamohamad@
كل أمر نحن فيه أو كنا فيه أو نتطلع لنكون فيه يحتاج منا أن نعرف الفرق.
كل علم في دقائق تفاصيله يهتم أن يكون هناك شيء وشيء، وهو بينهما يسوقك لتعرف الفرق.
أي ثقافة من هنا أو هناك من فنون أو اصطلاحات أو مكون معين تجبرك أن تواصل سبر أغوارها لترى الفرق.
فلسفة الأديان وحاجة النفس لها لا يدعو لهما دعاتهما والروحانيون فيهما إلا باستراتيجية تجعلك بين حال وحال، وهذا وذاك، تنظر إلى الفرق.
في غنانا وفقرنا واقتصادنا وأنظمته والعولمة والحرية المالية والتجارة محور كبير لا يسعك فهمه أو الإفادة منه ما لم تركز على الفرق.
في النفسيات والعاطفة والمشاعر وتنقلات القلوب والنفوس بين مراتبها ودرجاتها والتعاطي معها منحى كبير نحو تحديد الفرق.
حتى مراحل الإنسان العمرية، ونظرته هو لها، ونظرة غيره له في زمن دون زمن، وتغيراته في جسده وروحه وعقله تعرفها بالتدبر على الفرق.
في التجارب والبحت من العلوم وماديات البراهين والأدلة والإثباتات يقضي كل المهتمين بهذا الجانب وقتهم في أمر عظيم هو ملاحظة الفرق.
في الدعاية والإعلان للمنتوجات يستهدفون إقناعك بالفرق.
بين الشعوب والحكومات (حيص بيص) ودوشة كبيرها سببها الفرق.
لكل ذلك لا عجب أن تكون (الفروق) مادة فكر ربما لو ركز عليها ناشطون ومفكرون ومثقفون وغيرهم لوقفوا على الفرق.
لعلي هنا أقول بأنه يكذب من يقول: (ما عاد تفرق معي).. لأنها حالة نفسية فقط للإحباط استسلاما لا غير.
لكن من لا يعرف الفرق ربما هو أقرب للخطأ في كل شيء ممن عرف الفرق.
ولذلك عن ثقة يقول بعضهم (جرّب غيري تعرف خيري) في تأكد جازم بأن معرفة الفرق كفيلة بالتأديب.
كل أساليب الإقناع تستخدم (معرفة الفرق) لتحظى بالاتباع.
هذه ملاحظات خطرت على بالي فدونتها لعلي أعرف الفرق بين حال وحال، ونظرية وأخرى، وثقافة وغيرها، ومجتمع وآخر مختلف عنه، ورأي ورأي آخر، واتجاه ونقيضه.
ولعلي كذلك أستطيع التقاط فروق دقيقة (تفرق) بين أشياء وتصورات ربما اعتقدت أنها مثل بعضها.
وهنا وجدت من مأثور المنطق الفقهي والتشريع المنطقي كتاب (الفروق) للقرافي الذي يهتم كما نص عليه (بالقواعد الفقهية الكلية الكاشفة عن أسرار الشرع وحكمه، والموضحة لمناهج الفتاوى، والمحققة للوحدة والتناسب بين الجزئيات الفقهية، بما يرفع ما قد يقع بينها من تناقض أو تعارض) وقلت: هو ذا شاهد على أن الفرق يقتضي الفهم حتما حتى في الحكم الشرعي.
ثم تذكرت كتاب (الموافقات) للشاطبي الذي اهتم (ببيان مقاصد الكتاب والسنة والحكم والمصالح الكلية الكامنة تحت آحاد الأدلة ومفردات التشريع والتعريف بأسرار التكاليف في الشريعة) فقلت: كذلك التوفيق بين المسائل والرؤى يستلزم معرفة الفرق ليثبت الحكم في التصور تفريقا بين ما يختلف فيه.
اليوم ربما وجب على المثقفين والذين يتناولون الشأن الاجتماعي والاقتصادي والتواصل المجتمعي العناية الكبيرة الماهرة بـ (الفرق) حتى لا يظهر الإنتاج نسخا مكررة، واحدة منها تغني عن ألف مما ينتجون.
الفرق بيني وبينك
هو مساحة التفاعل الإيجابي، والفرق بين الليل والنهار هو باحة معرفة الفوائد، والفرق بين الجميل والقبيح هو لب الاختيارات، والفرق بين الموضوعية والإيهام ذكرى للذاكرين، ثم الفرق بين الفرق في حالة والفرق في حالة أخرى هو أساس امتداد وتطور المعرفة والثقافات والعلوم.
الجمع بين المتشابه من الأشياء في زمن معين بخلاصة أسباب مقنعة، هو ذاته سيكون سببا للتفريق بينها في زمن آخر ليفهم الناس الفرق.
وأخيرا معرفة (الفرق) ذكاء المفكرين، وبلغة درجات المبدعين، وهو الغاية من استشارة المستشارين وتحفيز الخبراء حتى ينثروا لنا درر الفروق في شكل فكر وتجديد خطاب وتطور تناول.
albabamohamad@