الروتين هبة منسية
الجمعة - 05 أكتوبر 2018
Fri - 05 Oct 2018
تطوير الذات من المتطلبات الدائمة للأفراد، لذلك نشأت البرامج والدورات وزاد الطلب على المتخصصين في هذا المجال. ولكن هناك هبات كثيرة أعطيت لنا في حياتنا اليومية تساعدنا على تطوير ذاتنا لو نظرنا إليها من منظور إيجابي، من هذه الهبات «الروتين» و«التفكر» و«الخلوة».
الروتين جزء أساسي في حياتنا اليومية سواء المهنية أو الشخصية، وقد ارتبط عند معظم الأشخاص بمؤشرات سلبية كثيرة، منها التكرار السلبي للأشياء والملل وعدم الإنجاز.
أحد تعريفات كلمة الروتين في معجم اللغة العربية يقول إنه «إجراءات مقياسية، طريقة محددة تجري على وتيرة واحدة في عمل الأشياء». يهمنا في هذا التعريف أنه لم يحدد هل هذه الوتيرة إيجابية أم سلبية. لذلك أعتقد أننا نحن من يمكن أن نجعل الروتين يعمل لصالحنا وليس ضدنا.
يومنا عادة يبدأ بالواجبات الدينية ومن ثم الاستعداد للخروج، فالإفطار، والذهاب إلى العمل، ثم إنجاز بعض الأعمال المكررة، والعودة للمنزل، والالتزامات الأسرية، والراحة والترفيه مع العائلة، وتناول العشاء، ومن ثم النوم. لكن هل من الممكن أن نقلب المعادلة ونسخر هذا الروتين اليومي لتطوير قدراتنا الذاتية؟
أرى أن هذا ممكن إذا نظرنا إلى الروتين اليومي على أنه تخطيط مسبق للأشياء، ونحن كثيرا ما نشتكي من قلة التخطيط في حياتنا المهنية أو الشخصية، ولكن الروتين قد كفانا التخطيط لهذه الأمور.
نحن نستطيع أن نستبدل هنا المفهوم السلبي للروتين إلى مفهوم التخطيط «المسبق». فمن المعلوم أنه عند التخطيط لأي شيء يجب علينا أن نجيب عن ثلاثة أسئلة مهمة جدا، هي: ماذا ومَن ومتى؟ والروتين قد كفانا الإجابة عن هذه الأسئلة الأساسية قبل تنفيذ هذه الأمور. هنا سيكون تركيزنا على إنجاز العمل والحصول على المكافأة وليس التخطيط للعمل.
لنتخيل معا لو طبقنا هذا المفهوم الإيجابي على الأشياء الروتينية اليومية في حياتنا! على سبيل المثال، لو جعلنا الرياضة جزءا من الروتين لتفرغنا للممارسة مباشرة دون القلق من التخطيط كلما أردنا القيام بنشاط رياضي فردي أو جماعي. من فوائد الروتين أيضا أنه يوفر لنا وقتا إضافيا لعمل أشياء أكثر، مثلا أثناء سياقتنا اليومية للسيارة ذهابا وإيابا إلى العمل، هذا الروتين يعطينا الفرصة للتطوير الذاتي من خلال الاستماع للبث السمعي (بودكاست) والكتب الصوتية. يمكننا أيضا أن نستفيد من مسار الرحلة الصباحي لوضع خطتنا لبقية اليوم لما هو ليس روتينيا من أعمال، بدلا من الانتظار حتى الوصول لمكان العمل ومن ثم التخطيط لهذه الأعمال، وقس على ذلك كثيرا من الأمثلة.
يذكر أن هناك كتابا اسمه «قوة العادات» للكاتب تشارلز دويج، أسهب فيه حول قوة الروتين بشكل مفصل.
ختاما كلما استطعنا أن نستثمر في القيمة المضافة للروتين اليومي، رضينا عن ذواتنا باستثمارنا الإيجابي للوقت والجهد. والروتين الإيجابي لا أراه إلا مساعدا لنا على ذلك، وهو عبارة عن قائمة مهمات غير مكتوبة بل منفذة وبدقة عالية.
MSNABQ@
الروتين جزء أساسي في حياتنا اليومية سواء المهنية أو الشخصية، وقد ارتبط عند معظم الأشخاص بمؤشرات سلبية كثيرة، منها التكرار السلبي للأشياء والملل وعدم الإنجاز.
أحد تعريفات كلمة الروتين في معجم اللغة العربية يقول إنه «إجراءات مقياسية، طريقة محددة تجري على وتيرة واحدة في عمل الأشياء». يهمنا في هذا التعريف أنه لم يحدد هل هذه الوتيرة إيجابية أم سلبية. لذلك أعتقد أننا نحن من يمكن أن نجعل الروتين يعمل لصالحنا وليس ضدنا.
يومنا عادة يبدأ بالواجبات الدينية ومن ثم الاستعداد للخروج، فالإفطار، والذهاب إلى العمل، ثم إنجاز بعض الأعمال المكررة، والعودة للمنزل، والالتزامات الأسرية، والراحة والترفيه مع العائلة، وتناول العشاء، ومن ثم النوم. لكن هل من الممكن أن نقلب المعادلة ونسخر هذا الروتين اليومي لتطوير قدراتنا الذاتية؟
أرى أن هذا ممكن إذا نظرنا إلى الروتين اليومي على أنه تخطيط مسبق للأشياء، ونحن كثيرا ما نشتكي من قلة التخطيط في حياتنا المهنية أو الشخصية، ولكن الروتين قد كفانا التخطيط لهذه الأمور.
نحن نستطيع أن نستبدل هنا المفهوم السلبي للروتين إلى مفهوم التخطيط «المسبق». فمن المعلوم أنه عند التخطيط لأي شيء يجب علينا أن نجيب عن ثلاثة أسئلة مهمة جدا، هي: ماذا ومَن ومتى؟ والروتين قد كفانا الإجابة عن هذه الأسئلة الأساسية قبل تنفيذ هذه الأمور. هنا سيكون تركيزنا على إنجاز العمل والحصول على المكافأة وليس التخطيط للعمل.
لنتخيل معا لو طبقنا هذا المفهوم الإيجابي على الأشياء الروتينية اليومية في حياتنا! على سبيل المثال، لو جعلنا الرياضة جزءا من الروتين لتفرغنا للممارسة مباشرة دون القلق من التخطيط كلما أردنا القيام بنشاط رياضي فردي أو جماعي. من فوائد الروتين أيضا أنه يوفر لنا وقتا إضافيا لعمل أشياء أكثر، مثلا أثناء سياقتنا اليومية للسيارة ذهابا وإيابا إلى العمل، هذا الروتين يعطينا الفرصة للتطوير الذاتي من خلال الاستماع للبث السمعي (بودكاست) والكتب الصوتية. يمكننا أيضا أن نستفيد من مسار الرحلة الصباحي لوضع خطتنا لبقية اليوم لما هو ليس روتينيا من أعمال، بدلا من الانتظار حتى الوصول لمكان العمل ومن ثم التخطيط لهذه الأعمال، وقس على ذلك كثيرا من الأمثلة.
يذكر أن هناك كتابا اسمه «قوة العادات» للكاتب تشارلز دويج، أسهب فيه حول قوة الروتين بشكل مفصل.
ختاما كلما استطعنا أن نستثمر في القيمة المضافة للروتين اليومي، رضينا عن ذواتنا باستثمارنا الإيجابي للوقت والجهد. والروتين الإيجابي لا أراه إلا مساعدا لنا على ذلك، وهو عبارة عن قائمة مهمات غير مكتوبة بل منفذة وبدقة عالية.
MSNABQ@