عبدالله المزهر

إقناع القرود بترسيم الحدود!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 04 أكتوبر 2018

Thu - 04 Oct 2018

للكائنات الحية جميعها نفس الحقوق على هذا الكوكب، ويبدو أمرا استبداديا وظالما أن يتفرد صنف واحد من المخلوقات بحق تقرير مصير بقية الأصناف.

لكن الإنسان كائن مستبد بطبعه ويريد أن يعيش وحيدا منفردا بالأرض وما عليها، ولذلك أبدى كثير من الناس استياءهم من رؤية القردة ـ جمع قرد ـ وهي تسرح وتمرح في سعادة وحبور في جنبات مبنى كليات البنات في محافظة بالقرن.

وهذه الأنانية غير مستغربة من البشر، فهم يتقاتلون فيما بينهم متى سنحت لهم الفرصة، والقتل هو الوسيلة الأكثر استخداما لحل مشاكلهم. ولذلك فإنه غير مستغرب رفضهم التعايش مع الكائنات الأخرى، لن يفعلوا ذلك وهم لم يستطيعوا التعايش مع بعضهم البعض.

والقرد أيها الناس كائن لطيف وظريف، لكنه لم يعد كذلك فيما يبدو، وأصبح يعيث فسادا في كل مكان يحل به، ويتلف الزرع ويدمر كل ما تقع عليه يده، وفي تلك المنطقة بدأ يتحول إلى كائن عدائي يهاجم كل شيء بضراوة، لكن الإنسان يفعل ذلك أيضا. وصحيح أيضا أن القردة أصبحت تتكاثر هناك بشكل يخرج الأمور عن السيطرة، لكن الإنسان أيضا يفعل هذا.

والحديث عن القردة لا يعني أنها وحدها من تحاول مزاحمة الإنسان هناك، فهناك أيضا الحمير السائبة التي تتكاثر بطريقة لا أظن أنه سبق لها مثيل في تاريخ الحمير. والمشكلة ليست في التكاثر والانفجار السكاني لفصيلة الحمير، ولكن المشكلة أن الحمار أصبح عاطلا عن العمل منذ زمن بعيد، والحمار الذي كان شريكا للإنسان في تلك الديار أصبح مهمشا يشعر بالغربة والقهر والازدراء وقلة الخاتمة، مما جعله يلجأ إلى التكاثر لتفريغ غضبه وهربا من واقعه المرير، والكثرة مع البطالة لا شك أنها مشكلة كبيرة وخطر داهم في أي مملكة حيوانية كانت أم بشرية.

المدخل الوحيد الذي يبدو منطقيا للتفاوض مع جموع القردة والحمير السائبة التي تهدد مسيرة التعليم في تلك المحافظة المهتمة بالعلم والعلماء هو أن المباني والإنشاءات والمزارع بناها الإنسان ولم تتدخل القردة والحمير في عملية البناء ـ اللهم إن استثنينا بعض الأفكار ـ ولذلك فلابد من طريقة لإقناع تلك المخلوقات أنه ليس من حقها استخدام مرافق لم تساهم في إنشائها ولم تفكر فيها قبل وجود الإنسان. والتلميح للقردة بأنها إذا لم تتراجع فإن البشر سيتداولون فيما بينهم معلومة تقول بأن لحم القرد منشط جنسيا.

وأظن أن هذا التفاوض سيكون أسهل بكثير من انتظار حلول من الجهات المسؤولة هناك، وهي بالمناسبة ليست جهة واحدة فقط.

وعلى أي حال ..

من المؤكد أنه لابد من حلول سريعة، التأخر في حسم هذا الموضوع يعني أن الكائنات الأخرى ستفرض على البشر سياسة الأمر الواقع، وربما نجد أنفسنا بعد سنوات نتكلم عن حل الكليتين، أو المطالبة بعودة القردة إلى حدود ما قبل 2018.

agrni@