أحمد صالح حلبي

شكرا معالي الأمين.. ولكن!

الخميس - 04 أكتوبر 2018

Thu - 04 Oct 2018

حينما تولى المهندس محمد القويحص مسؤولية أمانة العاصمة المقدسة، استبشر الكثيرون به خيرا، لما يحمله من خبرات قيادية أهلته لعضوية مجلس الشورى، وكان الاعتقاد أن يبدأ معاليه حركة تنقلات لكبار مسؤولي الأمانة، كما هي العادة كلما عين أمين عاصمة أو رئيس بلدية، غير أنه لم يكن متسرعا في إعادة هيكلة الأمانة، فترك الأمر ليعرف مدى أهلية كل شخص للعمل المسند له أو لا، وظهرت الحقيقة بابتعاد بعض من كانوا في قمة الأمانة فغادروها طواعية، قبل أن يغادروا قسرا.

وحينما بدأت أولى التعديلات لهيكلة الأمانة بشكل يتوافق ودورها في خدمة المواطنين، من خلال دمج وإلغاء واستحداث بعض الإدارات، أصبحنا نرى موظفين عاملين بجد واجتهاد لخدمة المواطنين، بعد أن كنا نرى البعض منهم ليس لديه موظف واحد مجد، وظهرت في الأمانة قطاعات تنفيذية وأخرى إشرافية وثالثة رقابية ورابعة استشارية، وبات كل فرد يؤدي دوره بجد ونشاط دون النظر لمسماه الوظيفي.

وشهد الأسبوع الماضي صدور قرارات عدة شملت تعيينات وتنقلات لمديري عموم ورؤساء بلديات فرعية، اعتمدت في مجملها على ضخ دماء شابة داخل أروقة الأمانة، ومنحها مسؤولية القيادة، ولم تنحصر تلك القرارات في حركة التنقلات، فقد نال المواطنون حقوقهم منها، وهذا ما اتضح في قرار معاليه بتكليف مسؤول المتابعة واللجان بمكتبه بقياس مدى تعاون أجهزة الأمانة في تنفيذ قرارات المجلس البلدي، وهي خطوة لم يكن لها وجود داخل الأمانة منذ عرفنا الانتخابات البلدية، فالمجلس البلدي لم ينل في دوراته السابقة أو حتى الحالية مثل هذا الاهتمام الذي ناله أخيرا.

وعلى المجلس البلدي الآن العمل على تفعيل دوره بعد أن أصبحت الكرة في ملعبه، وأن يبلور أفكاره وخططه لواقع عملي، بعد النجاحات التي حققها.

وبعيدا عن قرارات معاليه وواقع حال الأمانة فإن المواطنين بكل شرائحهم الاجتماعية والعمرية لا يبحثون سوى عن حقوقهم البلدية، المتمثلة في إنجاز معاملاتهم بسرعة ودقة متناهية، لا أن يظل المواطن ذاهبا وقادما من وإلى البلدية الفرعية كل يوم ولا يجد من يسمع صوته أو ينجز معاملاته.

وما يحتاجه المواطنون يا معالي الأمين التزام الموظفين بدوامهم الرسمي، لا أن يأتي الموظف متأخرا صباحا ويغادر مبكرا ظهرا، وأن يوضع حد لتلاعب بعض المساحين الذين نراهم يجبرون أصحاب المعاملات على الوقوف أمام البقالات أو التقاطعات لانتظارهم، ولا يأتون بحجة أن الوقت قد أزف والأبناء سيخرجون من المدرسة ولا يستطيعون التأخر عليهم.

وأن يتمتع المواطن بالسير بسيارته في شارع خال من المطبات والحفر والأوساخ، ورصيف جيد يستطيع المشاة السير عليه، وحدائق عامة منتشرة بالأحياء تمكن السكان من الاستمتاع بها، وبيئة صحية جيدة. فهل يلبي معالي الأمين مطلبهم؟

[email protected]