الأمن السيبراني.. هاجس هذا العصر

الاثنين - 01 أكتوبر 2018

Mon - 01 Oct 2018

من المتوقع أن يصل عدد الأجهزة المتصلة بالانترنت عام 2020 إلى أكثر من 30.73 مليار جهاز، وخلال خمس سنوات فقط بعد هذا التاريخ - أي في 2025 - سيقفز هذا الرقم إلى 75.44 مليار جهاز، كما أشار الموقع الإحصائي www.statista.com مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأرقام تقريبية.

ولكن ما أهمية هذه الأرقام لنا كمستخدمين للانترنت؟ وما علاقتها بالأمن السيبراني؟

مع التزايد المتسارع لأعداد المستخدمين للانترنت ورغبة العديد من المنظمات والحكومات والشركات بتقديم خدماتها على هذه الشبكة العملاقة، أصبح هناك هاجس أمني كبير يؤرق المختصين في أمن المعلومات والشبكات الالكترونية بشكل عام. فمنذ اللحظة الأولى من اتصال أي جهاز أو نظام بالانترنت سيصبح هذا الجهاز أو النظام مكشوفا للعالم أجمع، بالتالي يكون هدفا يمكن الوصول إليه ما لم تتخذ التدابير الأمنية اللازمة لحمايته وضمان خصوصيته على الانترنت، حيث إن المخاطر الالكترونية الممكن حدوثها قد تكون على هيئة هجمات الكترونية مقصودة أو غير مقصودة، الهدف منها تعطيل أو إيقاف خدمات معينة أو اختراق أنظمة حاسب آلي بغرض تدمير ملفات حساسة أو العبث في محتويات هذه الأنظمة أو حتى سرقة بياناتها.

ومن أجل ضمان أمن وحماية الأجهزة والأنظمة الرقمية الموجودة على الانترنت أصبح لدينا ما يعرف بالأمن السيبراني أو ما يطلق عليه باللغة الإنجليزية «Cyber Security» وهو علم يختص بأمن المعلومات الرقمية والشبكات وكيفية حماية هذه المعلومات والشبكات من أي مخاطر الكترونية قد تحدق بها.

كمية ضخمة جدا من المعلومات الرقمية يجري تبادلها بشكل يومي بين الأجهزة المتصلة بالانترنت، ومن المتوقع أن يصل الحجم التقريبي للمعلومات المتبادلة بين هذه الأجهزة إلى نحو 3.3 زيتا بايت من المعلومات كل شهر عام 2021، كما أشار تقرير صادر عام 2017 من شركة سيسكو الأمريكية (إحدى أهم وأكبر الشركات المتخصصة في صناعة وتطوير الشبكات الرقمية)، والزيتا بايت الواحد يساوي تريليون جيجا بايت. فلك أن تتخيل عزيزي القارئ هذا الكم الهائل من المعلومات وما لها من طابع قد يكون بحثيا أو عسكريا أو أمنيا أو استخباراتيا أو ماليا أو حتى شخصيا أو غير ذلك.

لهذا السبب يبذل الأفراد ومعهم الحكومات والشركات جهودا كبيرة وأموالا طائلة من أجل حماية أجهزتهم وأنظمتهم من خلال الاعتماد على متخصصين في أمن المعلومات والشبكات، مهمتهم أخذ كل التدابير الأمنية اللازمة على شبكة الانترنت واستخدام كل الوسائل من برامج حماية وكشف وترصد لتعزيز بقاء المنظومة الرقمية صلبة وقادرة على مقاومة وردع أي محاولات اختراق قد تضر بها.

وفي هذا السياق ومن أجل حماية أمن المملكة المعلوماتي، تم إنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني بقرار ملكي في أكتوبر 2017، حيث تقوم هذه الهيئة بالعمل على تعزيز حماية الشبكات وأنظمة تقنية المعلومات وما تحويه من بيانات. ومن أجل اكتشاف ورعاية المواهب الوطنية الواعدة والمبدعة في مجال الأمن السيبراني تم كذلك إنشاء الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، والذي سيكون منصة داعمة لكل الجهود الوطنية الرامية لرفع مستوى الأمن السيبراني لوطننا الغالي.

aiman_altamimi@