عودة هيبة الإعلام
الأحد - 30 سبتمبر 2018
Sun - 30 Sep 2018
لطالما ظن المراقبون أن الواقع الافتراضي غدا منافسا قويا للواقع الفعلي، واستخدموا انطفاء بعض الصحف والمجلات الأمريكية والبريطانية التي تربعت لعقود على عرش الصحافة الورقية وتراجع المبيعات ذريعة للحث على قيام السعودية بالمثل فيما يتعلق بضرورة القضاء على الورق، وتسريح المصورين والصحفيين ومن كانوا يدورون في الشوارع وفي زوايا الدوائر الحكومية بحثا عن قصة تروى بالعرق والحبر.
كانوا يصفون من يقف معارضا للتوجه الجديد بأنه «عاطفي» أو ربما مصاب بمتلازمة الحنين للماضي، من جانبي كنت أراهن على أن عدد المسجلين السعوديين في موقع الإعلام الجديد أو الإعلام الاجتماعي - كما هي الترجمة عن الإنجليزية - الأشهر «تويتر» لن يتجاوزوا الرقم القديم منذ 2011، وهو أربعة ملايين، الأمر الذي يضفي أريحية نوعا ما على أن قاعدة «إنقاذ ما يمكن إنقاذه» قابلة للتطبيق، في الحقيقة إن الرقم في ارتفاع مطرد على كل المنصات الإعلامية حتى يكاد يصل إلى 25 مليون مستخدم من المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يؤكد أن هذا الجدل عقيم بالفعل، وأن الاستدعاءات الحياتية والتقدم العلمي والفكري والثقافي والنزوع المتزايد نحو التبادل المعرفي بين الشعوب جميعها تؤكد الحاجة للوسائل التقليدية الورقية جنبا إلى جنب مع الرقمية.
حينما جاء في معرض حديث وزير الإعلام عواد العواد إزاء زيارته الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية قبل أيام، قائلا «لا يجب أن نستعجل على قطف الثمار وللتو زرعنا الزرع»، تعالت أصوات من الحشد الهائل ذلك المساء «صحيح.. صحيح»، كان حديثا لافتا ومن القلب ومفعما بالشفافية والموضوعية في آن واحد، كان لقاء انتظرته المنطقة الشرقية منذ مدة طويلة.
جاء فيه التأكيد على أهمية وضوح رسالة الإعلام الأصلية لدى العاملين في المجال أنفسهم والأدوار المنوطة بهم في ترسيخ صورة مضيئة عن المملكة وبناتها وأبنائها، وتكوين موسوعة متنوعة تضم أوعية قيمة من المحتوى والمضمون الثمين، كما أشار إلى التواجد السعودي على منصات التواصل الاجتماعي والمشاركة المحسوبة إيجابيا لأنها تصب في المصلحة العامة، ومتى يمكن لذلك أن يصبح مؤثرا في الرأي العام الداخلي والخارجي؟ وكيفية دمج هذا التفاعل الحيوي على تويتر - مثلا - بمشاريع صحفية حقيقية تعيد الصحف الورقية إلى مقدمة اهتمامات القراء والمتابعين.
حسبته وزيرا حالما وهو يقر بذلك، لكن منطقة وجدانية ليست ضئيلة بداخلي كانت ولا تزال تصر على أن العصر الورقي لم ينته ولن ينتهي، والسبب يعود لأن الشعوب في كل أصقاع الأرض عايشت القفزات التقنية العالية والمكلفة، وبدأ الشك يساورها في مدى وثوقية وجدية ما يحدث وما يقال، قفزات عالية لأنها لم تمهل الوراقين كثيرا من الوقت كي يختبروا أساليب جديدة أخرى قبل إقرارها، ومكلفة لأنهم وجدوا أنفسهم أمام تحديات كبرى في مواجهة انصراف الجماهير وتغلب المنافسة - لبرهة - لصالح المنصات «الإنترنتية» والألواح والأجهزة الالكترونية، وبقيت الحيرة حول المصداقية وضمان المصدر.
إطلاق مجموعة من المراكز المتخصصة لوضع آليات واستراتيجيات إعلامية تقوم على أهداف واضحة وتحمل رسالة واضحة، كمركز التواصل الحكومي ومركز التواصل الدولي، بناء على حديث الوزير العواد، يشير إلى أن الوزارة تتجه لمواكبة العصرنة الرقمية وتشجيعها، بالاتساق مع نقلة نوعية في اللغة والخطاب والمعالجة ستشهدها قريبا الصحف الورقية.
وعرج معاليه على معاناة التلفزيون السعودي في السنوات العشر الأخيرة، وفقدان المحطة للمشاهدين الأوفياء والجدد، وقال «القناة والشاشة التي تحمل شعار المملكة لا بد أن تكون على مستوى رفيع ومتماشية مع الرؤية 2030».
@Rehabzaid
كانوا يصفون من يقف معارضا للتوجه الجديد بأنه «عاطفي» أو ربما مصاب بمتلازمة الحنين للماضي، من جانبي كنت أراهن على أن عدد المسجلين السعوديين في موقع الإعلام الجديد أو الإعلام الاجتماعي - كما هي الترجمة عن الإنجليزية - الأشهر «تويتر» لن يتجاوزوا الرقم القديم منذ 2011، وهو أربعة ملايين، الأمر الذي يضفي أريحية نوعا ما على أن قاعدة «إنقاذ ما يمكن إنقاذه» قابلة للتطبيق، في الحقيقة إن الرقم في ارتفاع مطرد على كل المنصات الإعلامية حتى يكاد يصل إلى 25 مليون مستخدم من المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يؤكد أن هذا الجدل عقيم بالفعل، وأن الاستدعاءات الحياتية والتقدم العلمي والفكري والثقافي والنزوع المتزايد نحو التبادل المعرفي بين الشعوب جميعها تؤكد الحاجة للوسائل التقليدية الورقية جنبا إلى جنب مع الرقمية.
حينما جاء في معرض حديث وزير الإعلام عواد العواد إزاء زيارته الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية قبل أيام، قائلا «لا يجب أن نستعجل على قطف الثمار وللتو زرعنا الزرع»، تعالت أصوات من الحشد الهائل ذلك المساء «صحيح.. صحيح»، كان حديثا لافتا ومن القلب ومفعما بالشفافية والموضوعية في آن واحد، كان لقاء انتظرته المنطقة الشرقية منذ مدة طويلة.
جاء فيه التأكيد على أهمية وضوح رسالة الإعلام الأصلية لدى العاملين في المجال أنفسهم والأدوار المنوطة بهم في ترسيخ صورة مضيئة عن المملكة وبناتها وأبنائها، وتكوين موسوعة متنوعة تضم أوعية قيمة من المحتوى والمضمون الثمين، كما أشار إلى التواجد السعودي على منصات التواصل الاجتماعي والمشاركة المحسوبة إيجابيا لأنها تصب في المصلحة العامة، ومتى يمكن لذلك أن يصبح مؤثرا في الرأي العام الداخلي والخارجي؟ وكيفية دمج هذا التفاعل الحيوي على تويتر - مثلا - بمشاريع صحفية حقيقية تعيد الصحف الورقية إلى مقدمة اهتمامات القراء والمتابعين.
حسبته وزيرا حالما وهو يقر بذلك، لكن منطقة وجدانية ليست ضئيلة بداخلي كانت ولا تزال تصر على أن العصر الورقي لم ينته ولن ينتهي، والسبب يعود لأن الشعوب في كل أصقاع الأرض عايشت القفزات التقنية العالية والمكلفة، وبدأ الشك يساورها في مدى وثوقية وجدية ما يحدث وما يقال، قفزات عالية لأنها لم تمهل الوراقين كثيرا من الوقت كي يختبروا أساليب جديدة أخرى قبل إقرارها، ومكلفة لأنهم وجدوا أنفسهم أمام تحديات كبرى في مواجهة انصراف الجماهير وتغلب المنافسة - لبرهة - لصالح المنصات «الإنترنتية» والألواح والأجهزة الالكترونية، وبقيت الحيرة حول المصداقية وضمان المصدر.
إطلاق مجموعة من المراكز المتخصصة لوضع آليات واستراتيجيات إعلامية تقوم على أهداف واضحة وتحمل رسالة واضحة، كمركز التواصل الحكومي ومركز التواصل الدولي، بناء على حديث الوزير العواد، يشير إلى أن الوزارة تتجه لمواكبة العصرنة الرقمية وتشجيعها، بالاتساق مع نقلة نوعية في اللغة والخطاب والمعالجة ستشهدها قريبا الصحف الورقية.
وعرج معاليه على معاناة التلفزيون السعودي في السنوات العشر الأخيرة، وفقدان المحطة للمشاهدين الأوفياء والجدد، وقال «القناة والشاشة التي تحمل شعار المملكة لا بد أن تكون على مستوى رفيع ومتماشية مع الرؤية 2030».
@Rehabzaid