سامي مرضي الحربي

هل أنت قائد مؤثر؟

الاحد - 30 سبتمبر 2018

Sun - 30 Sep 2018

قبل عدة أيام وصلني بريد الكتروني من مديرنا في العمل كتب فيه كلمات وداعية مؤثرة بعد انتهاء فترة عمله في منشآتنا، قال فيها «أكتب إليكم مودعا بعد أن قضيت معكم أياما مليئة بالتحديات والطموحات، كنتم لي فيها خير عون وسند، أشكر لكل واحد فيكم جهده ووقته وإخلاصه وتفانيه، وأنا أودعكم أرجو منكم صادقا العفو إن كان قد بدر مني ما يسوؤكم وأن تغفروا لي كل زلة وتقصير. شرفت بمعرفتكم والعمل معكم، وأتشرف كثيرا بصداقتكم وتواصلكم، وأدعو الله لكم دائما وأبدا بالعون والتوفيق والفلاح. دمتم بخير أينما كنتم».

كان ذلك القائد الناجح عنصرا مهما يرتقي به العمل، وتتجدد به حيوية الموظف، ويستمر الإبداع، وتزيد الإنتاجية، وتتحقق معه رؤية ورسالة وأهداف المنشأة، فهو مؤمن بالعمل الجماعي الدؤوب الذي يحقق النجاح الباهر، علاوة على اهتمامه البالغ بالعلاقات الإنسانية مع موظفيه.

ولو نظرنا إلى حال قادة كثير من المنشآت لوجدنا فيهم الناجح والمحبط، فمن صفات القائد الناجح أنه يستطيع الإمساك بزمام الأمور، ويتمتع بالذكاء وسرعة البداهة، ولديه حنكة وشجاعة ومثابرة، وقادر على الابتكار والتجديد في المهام الموكلة إليه، وغير متقاعس في أداء المهام، ويستطيع أن يفكر بعمق قبل اتخاذ أي قرار، ويأخذ بمشورة من يعملون معه ويستمع إلى رأيهم، ويعرف جيدا ما يحتاجه أفراد مجتمعه من متطلبات واحتياجات متجددة، ويتعامل مع جميع المتغيرات التي من الممكن أن يتعرض لها.

وفي المقابل نجد أن القائد المحبط له صفات سلبية على بيئة العمل فهو يسعى لتثبيت قدمه في المنشأة وتقوية مكانته دون النظر لأي اعتبارات، ولا يعترف بآدمية الناس ولا يراعى إنسانيتهم، ويقرر ويطلب التنفيذ مباشرة دون طلب المشورة ممن حوله، ويضع خطة دون النظر إلى إمكانات مرؤوسيه، ولا يثق إلا بنفسه، وفي كثير من الأحيان يتحدث بكذب وغلظة وفظاظة، ولا تستغرب أن يدفعك إلى الاستقالة عندما تختلف معه، ويجبرك عليها حتى وإن كنت من ذوي الكفاءات المتميزين.

ومن واقع تجربتي المتواضعة فإني استفدت كثيرا من القادة الناجحين وأمارس ما تعلمته منهم في عملي فوجدت ثمرات ذلك، وعلى النقيض من ذلك فقد محوت من ذاكرتي كل تجربة سلبية مررت بها مع قائد فاشل كان همه الأكبر نفسه فقط. وأوصيكم بتطبيق ما ذكره جون سي ماكسويل في كتابه المستويات الخمسة للقيادة، حيث قال ماكسويل في عرض مختصر للمستويات الخمسة للقيادة إن المنصب يترتب عليه حقوق لا بد من الوفاء بها وسيتبعك الآخرون لأنهم ملزمون بذلك، والقبول يحتاج إلى علاقات تحقق مرادك لأن الآخرين سيتبعونك لأنهم يريدون منك ذلك، والإنتاجية تحتاج إلى نتائج حتى يفتخر بك من يتبعونك بسبب ما حققته للمنشأة، وتنمية الأفراد وتطوير قدراتهم يجعلانهم يبدعون بسبب ما فعلته من أجلهم، والقمة تحتاج إلى احترام فالآخرون يتبعونك بسبب ما أنت عليه وما تمثله من احترام وتقدير.

فإذا حالفك الحظ بقائد ناجح في منشأتك لديه الصفات التي ذكرناها فأنت محظوظ وتستطيع أن تبدع وتتطور وتنتج وتتقدم وظيفيا. ختاما، أقول لكم كما قال مديرنا المودع «دمتم بخير أينما كنتم».

الأكثر قراءة