تتحقق القناعة عند الوصول إلى السعادة

السبت - 29 سبتمبر 2018

Sat - 29 Sep 2018

من الأمور التي يسعى لها الإنسان أن يحمل السعادة في قلبه وتكون الحياة أكثر سهولة، وامتلاك الأشياء الجميلة، هذا يأتي بالطموح وشكر نعم الله عز وجل.

من النماذج في الطموح طفلة في سن الثانية «هيلين كيلر» فقدت أهم الحواس السمع والبصر والكلام، بسبب حمى القرمزية إلا أن الطموح والكفاح جعلاها تعيش سعيدة.

كان لها طموح في الحياة وواصلت التعليم فأصبحت محاضرة بالجامعة بعد حصولها على درجة الدكتوراه في الفلسفة من «جامعة هارفارد» وترجمت مؤلفاتها (18 كتابا) إلى 50 لغة، وألقت محاضرات في 39 بلدا من ضمنها مصر، حيث التقت بطه حسين، وكذلك حصلت على أرفع وسام مدني بالولايات المتحدة الأمريكية من الرئيس الأمريكي الأسبق ليندون جونسون. وعندما تعجب الناس منها قالت لهم «لقد استمتعت بحياتي ونعمت بجمالها فعندما يغلق باب للسعادة يفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فتحت».

من جهة أخرى حصل بعض الأشخاص على أقصى ما يطمع فيه الإنسان من السلطة والمجد، ورغم كل هذا لم ينالوا طعم السعادة ولا القناعة، يقول نابليون «إنني لم أذق السعادة يوما».

تحقيق السعادة ليس مستحيلا والظروف لا تمنعنا من السعادة ولا تقرر مصيرنا، ولن تأتيك إلا إذا سعيت إليها، كما أشار هرم ماسلو العلمي، حيث صنف القناعة إلى خمس طبقات تبدأ من طبقة الحاجات الفيزيولوجية إلى تحقيق الذات. عندما تقتنع في الطبقة الأولى بتأمين الطعام والشراب عليك الانطلاق إلى الطبقة الثانية بتأمين ممتلكاتك وعائلتك، بعدها تنتقل إلى المرحلة الثالثة بالصداقة في المجتمع ثم تنطلق إلى الرابعة بالإنجازات واحترام الناس، بعدها تصبح في قمة الهرم بتحقيق الذات والابتكار. وعندما تقنع بشيء لا تقف عنده بل استمر في التطوير إلى أن تصل إلى قمة الهرم الغاية والهدف عندها تصل إلى القناعة.

السعداء من كافحوا ولم يستسلموا للعقبات مثل «هيلين كيلر»، فالسعادة تبدأ من داخل الإنسان في بناء القاعدة التي يقف عليها النجاح الخارجي لكي يجمله ويزينه مثل قواعد البيت القوية تتحمل البناء القوي دون مخاطر.

القناعة ليست الاستسلام والتوقف، بل الكفاح والتطور ووضع غاية لكي تصل إلى الرضا النفسي، وحين تصل إلى الرضا تكون قد وصلت إلى السعادة والقناعة.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال