أعطني مشرفا وارمني في البحر

الأربعاء - 26 سبتمبر 2018

Wed - 26 Sep 2018

No Image Caption
عبدالله محمد الشهراني
بحق هي الوظيفة الأهم في كل شركات العالم «مصانع، مبيعات تجزئة، كهرباء، طيران، مقاولات، صيانة، اتصالات ... إلخ»، هو القائد الأول الذي يلتصق به الموظف الجديد في أول يوم عمل، فإما أن يرسم له مستقبلا مشرقا ويشعره بالأمان، أو أن ينفث في وجه موظفه الجديد كل السلبيات الموجودة في الشركة. المشرف هو مايسترو التشغيل، وهو الذي بأدائه يرسم لوحة الإنتاج، لديه - وفريقه - القدرة على أن يجعل أداء الشركة «أخضر» متصاعدا رغم قساوة الظروف، ولديهم القدرة أيضا على جعل أداء الشركة «أحمر» (ومنيل بنيلة).

المشرف هو الأب الروحي والقدوة لمرؤوسيه، إذ لا بد أن نمكنه من هذا الدور المهم، فالبعض بقصد السلطة أو بدون قصد «الاجتهاد» يسن قوانين من خارج كتب الإدارة، تعرقل وتؤثر في دور المشرف، فالمدير يريد أن يعرف لماذا استأذن الموظف فلان، وإدارة شؤون الموظفين ترفض ترقية الموظف علان، وإدارة المالية تؤخر مستحقات الموظف زيد لأن مبررات المشرف عبيد غير مقنعة، (طيب ما تجو تشتغلو مكان عبيد أحسن، وسط الزبائن في أحرج الأوقات وفي عز الحر، أو على أعلى أبراج الكهرباء أو الاتصالات في عز البرد)، حتى تتمكنوا من صياغة أفضل المبررات المقنعة!

لكي تضمن نجاح شركتك أو أداء إدارتك (لا تفشل المشرف أمام مرؤوسيه)، ازرع في نفسه الثقة في الشركة وإدارتها لكي تنعكس لاحقا على مرؤوسيه، ثقة تجعل المشرف يمارس دور الأب الذي يحمي أبناءه من كل الظروف الخارجية، يبتسم لمرؤوسيه أثناء العمل وفي داخله أخبار غير سارة أو غير مشجعة. تجده يطالب بحقوق موظفيه قبل حقوقه الشخصية، ينسب كل أخطاء فريقه له ويتعرض للتوبيخ نيابة عنهم، ويرفض أن يعاقب غيره أحدا من أفراد فريقه.

دور الشركة وإدارتها الصحيح هو أن تحسن اختيار المشرفين (لا واسطة، ولا محاباة)، وأن تصقل وتنمي مهارات القيادة فيهم وحس المسؤولية، وأن تجعل في أيديهم جميع أدوات الثواب والعقاب (مكنهم وحاسبهم)، وأن تغرس فيهم «ثقافة الشركة»، والتي ترتبط بمستوى الأداء وجودة المخرجات، إذ لا بد أن نعي تماما أن مفهوم «ثقافة الشركة» لا يمكن أن يرسخ أو ينشر بدون المشرفين.

قل لي كيف هو حال مشرفيك أقل لك ما هو وضع شركتك!

@ALSHAHRANI_1400