عزيزة سعد الرويس

ذكرى خالدة لمسيرة وطن

الاثنين - 24 سبتمبر 2018

Mon - 24 Sep 2018

تمثل ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية في الثالث والعشرين من سبتمبر مناسبة رسمية للاحتفاء سنويا بذكرى محفورة في الذاكرة والوجدان لتوحيد هذه البلاد الشامخة في ظل قيادتها الرشيدة، ليبقى يوما خالدا لمسيرة وطن طموح، شهد له التاريخ في هذا اليوم ببزوغ مملكة العطاء في سماء الإنجازات.

وقد جاءت ذكرى اليوم الوطني الـ 88 لتشكل محطة تأمل لإنجازات فريدة، تركت بصمات مميزة لمملكة رائدة، تسابق الزمن لصنع المستقبل برؤية المملكة 2030 في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين.

وتحل هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا والمملكة تشهد تنمية شاملة قد تمكنت من خلالها من تعزيز دورها الإقليمي والدولي على مختلف الأصعدة كقلب نابض للعالم الإسلامي وصوته المعتدل في المحافل الدولية ودوائر صنع القرار، لتكون بذلك شريكا قويا في دعم السلام العالمي ومحاربة قوى التطرف والإرهاب.

فقد جاء الخطاب الملكي لخادم الحرمين الشريفين ليجسد وثيقة تاريخية للالتزام بمبدأ الوسطية والاعتدال لمنهج بلادنا الغالية، اختصرها - حفظه الله - في عبارة لاقت أصداء قوية على الصعيدين المحلي والعالمي «رسالتنا للجميع أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالا ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال».

وعلى صعيد آخر، لا تمر ذكرى اليوم الوطني دون محطة تأمل متعمقة لرؤية المملكة 2030 رؤية الحاضر للمستقبل، والتي أرسى قواعدها عراب الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أجل غد مشرق لبلادنا. وقد جاءت زياراته الخارجية لتترجم هذا السعي الحثيث نحو تحقيق التطلعات لرؤية 2030 عبر محطات منتقاة بعناية كدول لها ثقلها العالمي وعلاقاتها التاريخية مع بلادنا. وقد شهدت هذه المحطات الاستراتيجية توقيع العديد من الاتفاقيات التي تعكس طموحا لا حدود له يلامس عنان السماء. لقد أصبح ولي العهد يعكس واجهة حضارية عصرية للدبلوماسية السعودية الجديدة التي تمارس حاليا دورا استثنائيا في بناء جسور العلاقات السياسية والاقتصادية العالمية.

كما شهدنا خلال هذا العهد الزاهر حدثا نوعيا على مستوى القطاعات الواعدة والاستثمارات العامة بالمملكة العربية السعودية، وذلك بإطلاق مشروعات نيوم والبحر الأحمر ومشروع القدية كمعالم حضارية تعكس ترجمة حية لتطلعات القيادة الرشيدة في المملكة، في تحقيق العديد من العوائد الاقتصادية، ودفع عجلة التنمية المستدامة في ضوء رؤية المملكة 2030.

وجاء إطلاق برنامج جودة الحياة خلال هذا العام لرسم إطار شامل لمستقبل البلاد من خلال زواياه الأساسية (حياة أمثل، خيارات أوسع، اقتصاد أقوى، وقيم تدوم). وذلك في ظل اعتماد إطار شامل لحوكمة برامج تحقيق الرؤية، تضمن تفصيلا للأدوار والمسؤوليات المنوطة بالجهات الحكومية ذات العلاقة، وآليات التصعيد المتبعة للتدخل، والحد من العقبات التي قد تعوق تحقيق البرامج التنفيذية.

إن مما تستدعيه هذه الذكرى العزيزة ونحن نتأمل هذه الإنجازات الرائدة للوطن، هو أن نستشعر الأمانة الملقاة على عواتقنا جميعا تجاه بلادنا الغالية، وأن نتحمل المسؤولية كل من موقعه وفي مجاله، ونسهم بالعمل في أداء الواجب تجاه الوطن ضمن نسيج واحد لا تزيده الأيام إلا تماسكا ورسوخا في ظل قيادة رشيدة أولت لجميع مكونات الوطن رجالا ونساء كل الرعاية والدعم.

ختاما، نرفع أسمى آيات التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين ولولي عهده الأمين وللشعب السعودي في هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعا، سائلين الله أن يديم على الجميع اللحمة الوطنية التي تنعم بها مملكتنا الغالية، وأن يحفظ للبلاد أمنها واستقرارها في ظل قيادتها الحكيمة.

drazizah2013@