تماس كهربائي يعطل "مدى" والخطة "ب" تغيب

الاثنين - 24 سبتمبر 2018

Mon - 24 Sep 2018

فيما أشار مدير عام لجنة التوعية المصرفية بالبنوك السعودية طلعت حافظ إلى عدم وجود أي تأثير اقتصادي يذكر للانقطاع الذي أصاب خدمات الدفع الالكتروني «مدى»، والناتج عن حريق نشب بأحد مصادر الطاقة للمركز الرئيس للبيانات نتيجة تماس كهربائي، تساءل مختصون عن عدم وجود خطة بديلة «ب» لتجاوز الانعكاسات السلبية لأي طارئ في فترة وجيزة، مطالبين بفتح المجال لأكثر من مشغل للخدمة، حيث ستدفع المنافسة إلى الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة.

انقطاع متكرر

ونشط مغردون على تويتر تحت هاشتاق #تعليق_الصرافات، في تناول توقف خدمات الدفع الاكتروني، وأشار أغلب التغريدات إلى أن الانقطاع ليس الأول، وعلى الشركة تحمل مسؤوليتها في عدم التكرار الذي يؤدي إلى خسائر للشركات والأفراد، فيما يجبر المستفيدين على حمل مبالغ كبيرة من الكاش، مع ما لذلك من مخاطر، فيما عبر اقتصاديون عن خشيتهم من استغلال الهاكرز لخلل الشبكة في أعمال الإجرامية.

اعتذار مدى

وكانت «مدى» أوضحت في حسابها على تويتر لعموم العملاء عن أسباب انقطاع خدمات الدفع الالكتروني أمس، مشيرة إلى أن حريقا أصاب أحد مصادر الطاقة المشغلة لمركز البيانات الرئيس، وتمت السيطرة عليه وإعادة تشغيل الخدمة جزئيا من خلال مركز العمليات الاحتياطي، لافتة إلى إعادة الخدمة تدريجيا لضمان عدم تأثر أنظمة البنوك بأي من هذه الإجراءات.

الشبكة العنقودية

وأشار رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات السابق بغرفة الشرقية السابق هيثم بوعايشة إلى كثرة الانقطاعات في شبكة مدى، والتي تؤدي إلى خسائر مختلفة للشركات لا يد لها فيه، عدا ما تسببه من أضرار للأفراد جراء عدم توفر الكاش أو عدم وجود إمكانية التحويل والسحب.

ولفت إلى أن عدم استخدام الشبكات العنقودية Plasters أحد أهم أسباب الانقطاعات، مبينا أن الشبكات العنقودية تتيح الفرصة لتدارك الخلل بسرعة لأن الانقطاع يتم في مكان واحد وليس على عموم السيرفر.

وأشار بوعايشة إلى أن مشكلة عامة مثل هذه تشمل كل البلاد كان يجب الاهتمام بها بشكل أكبر، وليس تشكيل فريق عمل محدود، أيضا يجب أن يكون هناك خطة «ب» في مثل هذه الأزمات.

نحتاج إلى شفافية

وأكد المختص بالشأن المالي والمصرفي فضل البوعينين أنها للأسف ليست المرة الأولى التي يحدث فيها انقطاع لخدمة مدى، مما يتسبب في تعطل تام للحركة التجارية المعتمدة على المدفوعات الالكترونية، لافتا إلى أن تكرار الأعطال وعدم وجود الاحتياطات اللازمة لتجاوز انعكاساتها السلبية في فترة وجيزة أمر يحتاج إلى توضيح وشفافية والتزام بعدم حدوثه مستقبلا.

شبكة موازية احتياطية

وقال البوعينين إن تعطل التيار الكهربائي أو حدوث خلل طارئ في الطاقة لا يبرر الانقطاع، فمن المفترض أن تكون هناك مصادر بديلة للطاقة تعمل بشكل تلقائي. وعدم تحول الطاقة إلى المصادر البديلة في حينه يعني أن هناك تقصيرا في التأكد من جاهزية الاحتياطات.

وأبان أن أجهزة السيرفر المركزية يفترض أن تكون لها شبكة موازية احتياطية. فالتعامل مع الأنظمة المالية يحتاج إلى تعزيز الثقة بأدواتها المتاحة. ومثل هذه الانقطاعات لا تساعد على ذلك.

فتح المنافسة

ودعا أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور إبراهيم القحطاني لوضع خطط بديلة لتكون جاهزة في أي لحظة تتعرض شبكة «مدى» فيها للأعطال والخروج من الخدمة، مؤكدا أن تعطل «مدى» مشكلة كبرى على الاقتصاد جراء توقف عمليات الدفع، خاصة أن العطل حصل في المملكة التي تعد من أكبر الاقتصاديات العالمية. مضيفا «من الصعوبة بمكان حصر الأضرار في الوقت الراهن، بيد أن الجميع متضرر».

وطالب بفتح المنافسة في تزويد الخدمة لتكون متاحة للجميع على غرار الكثير من الأنشطة التي فتحت أمام القطاع الخاص، عادا احتكار الخدمة تظهر آثاره مع بروز مشاكل مثل تعرض الشركة المزودة لحادث طارئ، مما يسهم في توقف ملايين المعاملات بشكل كلي.

خسائر بالجملة

وقال رئيس اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية بندر الجابري إن تعطل شبكة «مدى» تسبب في تعطيل كثير من التحويلات المالية، لافتا إلى أن الأضرار ليست مقتصرة على الأفراد ممن يتعاملون بشكل يومي مع الشبكة في إنجاز المعاملات المالية بل يشمل كثيرا من الشركات التي تتعامل مع الشبكة في عمليات البيع وكذلك تحويل الأموال من الفروع، مستغربا عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمثل هذه الحالات الطارئة، مشددا على ضرورة وضع خيارات سريعة للتعامل مع الظروف الاستثنائية، خاصة أن الشبكات الالكترونية معرضة للأعطال، مما يستدعي وضع الخطط البديلة لتدارك الموقف، متسائلا عن مصير تعطل مصالح الشركات والمواطنين، وهل هناك تعويض جراء الأضرار الناجمة؟

تأثر نظام المدفوعات

وأشار المحلل المالي محمد الشميمري إلى أن الحادث رغم أنه كان مزعجا لمن يريد الحصول على الكاش أو تحويل المبالغ عبر الشبكة إلا أنه من الناحية الاقتصادية لم تكن له خسائر تذكر، حيث بدأت الخدمة تعود تدريجيا أمس، لافتا إلى أن الذي تأثر فقط هو نظام المدفوعات.

عمليات الاختراق متوقعة

وأوضح المحلل المالي حسين الخاطر أن تعطل «مدى» أوقف نظام المدفوعات المرتبطة بأثير، فيما الصرافات المرتبطة بالنظام الداخلي للبنوك لم تتأثر، لافتا إلى أن الآثار الاقتصادية الناجمة عن عطل «مدى» ليست قليلة وبالنسبة لآلاف العمليات التي تتم بشكل يومي، مبينا أن الأعطال أمر طبيعي ولا تشكل خطورة كبرى على البنوك، بخلاف عمليات الاختراق للشبكات الداخلية.

ولفت إلى أن الهاكرز ينشطون في أوقات الأزمات ولذلك نخشى من الآثار الناجمة عن عمليات اختراق كبيرة جراء سرقة البيانات.