سهيل صقر المطيري

أمن وأمان وتنمية واستقرار

السبت - 22 سبتمبر 2018

Sat - 22 Sep 2018

تأتي هذه الذكرى الغالية علينا لتعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي الهام، حيث نقف وبكل اعتزاز وفخر على الملحمة البطولية التي قادها المؤسس - طيب الله ثراه - ورجاله الأوفياء من هذه البلاد لتوحيد المملكة العربية السعودية. إنه يوم محفور في ذاكرة التاريخ منقوش في فكر ووجدان المواطن السعودي.

إنها إنجازات حافلة على هذه الأرض الطيبة، والتي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله، وكان منهجه ودستوره كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولقد حقق الهدف وجعله الأساس الذي قامت عليه دولته الفتية، وهكذا عرفت هذه البلاد الطاهرة حالة مثالية من الأمن منذ تأسيسها، وظل هذا الأمن وسيظل بإذن الله صفة مميزة لها، وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، قائد الحزم والعزم والإنجاز والنماء لهذا العهد الذهبي الذي نعيشه، حيث يستمد العون من الله عز وجل وبمساعدة عضيده سمو سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله.

وقد أولى سيدي اهتمامه برفعة المواطن فشهد عهده كثيرا من المنجزات التنموية العملاقة اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا وصحيا وسكنيا وترفيهيا، مشروع هنا ومشاريع هناك، يد تخطط ويد تنفذ، هكذا تصعد الأمم بسواعد وهمم شبابها وشاباتها، إنه الحلم والوعد بمستقبل مشرق، وحياة أفضل لكل فرد ينتمي إلى هذا الوطن الذي رسمه الملك القائد وعمل على تحقيقه ولي عهده الأمين، والتي من أهمها بناء مدينة عصرية، حيث تكون نقطة الجذب الأهم على المستوى العالمي، إنه المشروع الوطني «نيوم» الذي يأتي ضمن سلسلة المشروعات التنموية الناجحة التي تشهدها المملكة في ظل رؤية 2030.

ولقد عزز رعاه الله دور المملكة في جميع المجالات الإقليمية والعالمية، مما جعل لبلادنا دورا كبيرا ومؤثرا في القرار الإقليمي والعالمي.

وحرصا منه أيده الله على خدمة حجاج بيت الله والمعتمرين أمر بمشروعات وتوسعات للحرمين الشريفين واستضافة عدد من الحجاج، حيث قال: نتشرف جميعا بخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم، ونبذل الغالي والنفيس لتوفير أسباب الطمأنينة لهم.

وقد اتسم عهده بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به حفظه الله من صفات متميزة، أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني بأجمعه في كل شأن.

وتعتبر سياسة المملكة الخارجية امتدادا لمسيرة المؤسس وأبنائه مقرونة بالشفافية بصدق ووضوح عن نهج ثابت ملتزم تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية وشؤونها، حيث رعى حفظه الله اتفاقية جدة للسلام بين إريتريا وإثيوبيا.

وما للقضية الفلسطينية والقدس من أهمية بالغة عند خادم الحرمين الشريفين، حيث تصدرت اهتماماته، ظهرت جلية في كلمته عندما أعلن تسمية القمة العربية الـ 29، بقمة القدس. وكما قال سيدي «ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين». فيما أعلن تبرعه بـ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس.

ويأتي سيدي ولي العهد رعاه الله ضمن قائمة أقوى 10 شخصيات في العالم لهذا العام، في مجلة «فوربس» الأمريكية، حيث إنها لم تكن المرة الأولى في اختياره، وهو يعكس حقيقة الدور السعودي الذي تلعبه المملكة على المستوى الدولي ليؤكد قناعة واهتمام العالم بمشروع ولي العهد المتمثل في رؤية 2030، وكما قال ولي العهد «عنان السماء طموحنا»، فيحق لنا أن نفخر بكم يا سيدي.

نحتفل في هذا اليوم بمناسبة مباركة نجدد الولاء والوفاء فيها لسيدي خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين اللذين حملا أمانة أمتهما فحققا لها التلاحم في أجمل صورة، وعززا ترابطها وسط عالم يموج بالمتغيرات والاضطرابات الإقليمية والدولية التي لم تزد المملكة وشعبها إلا رسوخا وولاء واطمئنانا أبهر العالم، وأكد مدى ما تتمتع به العلاقات وأواصر المحبة والوفاء بين شعب المملكة وقيادته الحكيمة.

إن هذه الذكرى بما ترمز إليه من معان وقيم ودروس لذكرى لكل مواطن يسترجع فيها تاريخا مجيدا، وإن تمسكنا بهذه الوحدة الوطنية دليل شاهد على ولاء هذا الشعب الكبير لقيادته ووطنه بعد توفيق الله، مما زاد أمن هذه البلاد واستقرارها، كل مواطن يشعر بالفخر والاعتزاز بما تحقق من إنجازات باهرة، حيث نعيش اليوم فرحة الوطن والقيادة، في هذه الذكرى نجدد الولاء والمحبة والانتماء، إنه يوم مجيد في تاريخ الوطن.

ختاما، أدعو الله أن يمد في عمر سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ويمتعهما بالصحة والعافية، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، ويحفظ بلادنا وينصر جنودنا المرابطين.

وكل عام وأنت يا وطن الخير والعطاء بخير.