عبدالغني القش

الوطن في يومه.. يريد ونريد!

الجمعة - 21 سبتمبر 2018

Fri - 21 Sep 2018

تستقبل بلادنا غدا الأحد 13 محرم 1440 هـ الموافق 23 سبتمبر 2018 م يومها الوطني الـ 88، وتستذكر فيه تأسيس هذا الكيان الشامخ على يدي المؤسس في فترة قياسية ووجيزة في عمر الأمم والشعوب، لكن الواقع يثبت حجمها العملاق بما تحقق فيها من تقدم وتطور ورقي ونهضة شاملة عمت جميع أرجاء الوطن.

وإذا ما أردنا الوقوف في هذه الذكرى المجيدة مع الوطن والمواطن فإن كل طرف يريد من الآخر أمورا يجب تحقيقها والوصول لها بشتى الطرق وبكل السبل.

وحين تحقيقها يهنأ الطرفان، لأنهما يتكاملان، ومن ثم يهنآن ويتعانقان، فالوطن والمواطن صنوان لا يفترقان، وتوأمان لا ينفصلان، حتى وصلت العلاقة إلى الأبوة وهو مطلب كل يسعى إليه بكل ما أوتي من قوة، فنحن نتحدث عن توأمة من العطاء والنقاء لا ينفكان.

فالوطن يريد من المواطنين الالتفاف حول قيادته والحفاظ على مقدراته، وعدم التفريط في ذلك، فالوقت الحالي بات يشهد متغيرات على مستوى العالم، ومن هنا فهو يريد من مواطنيه التمسك بالثوابت وعدم التهاون في ذلك (الله ثم المليك والوطن).

ويريد الوطن الإسهام في نمائه، كل بحسبه، بفكره أو جهده أو من خلال الإخلاص في عمله، فالتنمية الشاملة تحتاج لتضافر الجهود، وهو ما تسعى إليه رؤية المملكة الطموحة 2030.

الوطن يريد المبادرات من أبنائه، والأمر متاح، وكل مبادرة تلقى عناية واهتماما بالغين، ولا يستصغر المواطن مبادرته، فمهما كانت نظرته لها فإن أثرها سيكون أكبر بأضعاف مضاعفة إذا تم تعميمها على مستوى الوطن.

والوطن لا يستغني أبدا عن الابتكارات والاختراعات، وكم هو جميل أن نرى شباب الوطن وفتياته يتسابقون لتسجيل تلك الابتكارات والحصول على براءة الاختراع في تسابق واستباق محموم، كل ذلك ليتم تجييره لهذا الوطن الغالي فيفخر بهم وهم يفاخرون به.

والوطن يريد في يومه الإسهام في القضاء على كل أمر مشين، فالقضاء على كل خائن وغادر يريد سوءا بالوطن، والإبلاغ عنه ليقوم الوطن باستئصال شأفته والقضاء عليه وكشف المخططات التي يحيكها الأعداء ضده، إذ المواطن سياجه الذي يحميه ودرعه الذي يقيه.

والوطن يريد الحفاظ على ما يمتلكه من مقدرات، بعدم العبث بها، والحفاظ على نظافتها والإبقاء عليها لأطول مدة ممكنة لينعم بها المواطن.

والوطن يستعيد أمجاده ببطولات مواطنيه وما حصلوا عليه من مكانة على مستوى العالم، ويتمنى عليهم الاهتمام بذلك، فكل وطن يعتز بما يتحقق لمواطنيه من إنجاز، ويعتبره وساما وإسهاما في تعزيز مكانته العالمية.

أما المواطن فهو يريد وطنا يزهو بأمنه وأمانه، ولذا فهو يبذل الغالي والنفيس من أجل استقرار الوطن الذي سينعكس عليه فيهنأ به وينعم بخيراته، وهو ما ينعم به كل مواطن مقيم على أرض المملكة العربية السعودية.

والمواطن يريد وطنا يعج بالفعاليات المثمرة والبناءة ليتمكن من الإسهام فيها، وهو ما تسعى إليه الرؤية الطموحة لهذا الوطن.

والمواطن يريد نماء لوطنه، وازدهارا لجوانبه جميعا، ليرقى إلى الساحات العالمية فيرى حينها علم بلاده خفاقا في شتى المحافل ومختلف المناسبات.

وغدا يعانق الوطن مواطنيه، ويلثم المواطن ثراه الطاهر، ويبادل القيادة التبريكات، في صورة نادرة من التلاحم والوفاء، وفي لوحة رسمتها تلك المحبة بمداد النقاء.

دمت يا وطن العطاء، في أمن ورخاء، تهنأ بمواطنيك ويعتز بك مواطنوك، ولترتسم هذه الصور أعواما عديدة وأزمنة مديدة والكل يرفل في حياة سعيدة في ظل قيادته الرشيدة.

[email protected]