أحمد صالح حلبي

خدمات الحجيج في يوم الوطن

الخميس - 20 سبتمبر 2018

Thu - 20 Sep 2018

يهدف الاحتفال باليوم الوطني إلى الوقوف أمام مواقف وأحداث شهدتها الجزيرة العربية قبل توحيدها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ رحمه الله، لنستقرئ ما دونه الرحالة والمؤرخون من أحداث ومواقف عاشها سكان الجزيرة العربية ومن يقصدها من حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم.

فرحلة الحج كما رواها الرحالة ودونها المؤرخون لم تكن آمنة، إذ كانت المخاطر تحف بها من كل جانب، فلا أمن حاضر ولا ماء يروي، ولا تسلم قافلة من قطاع طرق يخرجون عليها من الجبال، فارضين دفع إتاوات من الذهب والفضة لتمر قافلة الحجاج بسلام، وإن لم تدفع فلا مجال لها بالمرور ولا حياة لمن فيها.

وحينما وحد الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ أرجاء الجزيرة العربية، وأعلن قيام المملكة العربية السعودية، برز اهتمامه ـ رحمه الله ـ بخدمات الحج والحجاج، فكانت أولى خطواته أخذ العهود والمواثيق على رؤساء القبائل وإلزامهم بمسؤولية حفظ الأمن في حدود ديارهم المعروفة، ومنع الاعتداءات والسرقة وقطع الطريق والعدوان على عابري السبيل، وجعل هذا الإلزام مسؤولية أمن المنطقة لدى رؤساء القبائل، مؤكدا لهم حرصه على تطبيق شرع الله على كل من يحاول المساس بالأمن، خاصة أمن الحجيج.

كما عمل ـ رحمه الله ـ على تأمين مياه الشرب للحجاج، فأصدر الأمر الكريم بحفر عدد من الآبار الارتوازية بالمشاعر المقدسة، إضافة إلى توجيهه في ذات العام بإنشاء إدارة خاصة تعنى بالمياه وتعمل على توفيرها أطلق عليها إدارة عين زبيدة، والتي تولت الإشراف الكامل على عين زبيدة والآبار الخاصة بها، وعملت على تنظيفها وترميمها. إضافة إلى توفير المياه بطرق الحجاج، ووضع مصابيح على الآبار وإضاءاتها ليلا، إضافة لوضع لوحات إرشادية على الطرقات يهتدي بها الحجاج لمواقع الآبار، وتعيين عامل على كل بئر يتولى سقاية من يرد على البئر دون مقابل.

وفي مجال نقل الحجاج حرص ـ رحمه الله ـ على تطوير هذا القطاع، إذ عمل أولا على تحديد أجور النقل بالجمال ما بين جدة ــ مكة المكرمة ــ المشاعر المقدسة «عرفات، مزدلفة، منى»، لضمان عدم المغالاة.

وحينما ظهرت السيارات كوسيلة لنقل الحجاج، أصدر أمره بإنشاء النقابة العامة للسيارات كجهة تعمل على تنظيم نقل الحجاج وتوزيعهم بين الشركات القائمة.

واهتم الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ بالطوافة وخدمات المطوفين، وأكد هذا في المرسوم الملكي الصادر عام 1343 هـ والمنشور بجريدة أم القرى بعددها الصادر يوم الجمعة 15 جمادى الأولى 1343 هـ تحت عنوان «هذا بلاغ»، إذ نصت المادة الرابعة منه على ما يلي «كل من كان

من العلماء في هذه الديار أو موظفي الحرم الشريف أو المطوفين ذو راتب معين فهو له على ما كان عليه من قبل إن لم نزده فلا ننقصه شيئا، إلا رجلا أقام الناس عليه الحجة أنه لا يصلح لما هو قائم عليه، فذلك ممنوع مما كان له من قبل، وكذلك كل من كان له حق ثابت سابق في بيت مال المسلمين أعطيناه منه، ولم ننقصه منه شيئا».

وجاءت الخطوة التنظيمية الأولى للطوافة من خلال صدور نظام إدارة الحج في 20 ربيع الأول عام 1345 هـ بعددها رقم 101 في 14 / 5 / 1345 هــ، وعرف الطوافة ومهامها وحدد مهام الزمازمة والمخرجين والمقومين ووكلاء المطوفين بجدة، ونقباء جدة ووكلاء المدينة المنورة، إضافة إلى وظائف إدارة الصحة وواجبات الحجاج.

[email protected]