فهيد العديم

رياضتنا بين اللعب والعبث!

الأربعاء - 19 سبتمبر 2018

Wed - 19 Sep 2018

• خط رفيع جدا لا يكاد يرى يقف بين اللعب والعبث، الأول حرية والثاني فوضى، الأول يبقى ضمن دائرة الفن حتى وهو في أقصى نوبات تمرده وجنونه، والعبث لا يوجد لديه حد أقصى ولا أدنى ولا أي شيء!

• القانون حتى وهو يمنعك من أشياء كثيرة، يفعل ذلك كي يضمن لك الحرية، والحرية عندما تمنع فإنها (تحرمك) كي (تحمي) الآخرين، في كل شيء هنالك حد، حتى الحرية ذاتها تدخل ملعب العبث بمجرد أن تتجاوز خط (حرية الآخرين)، الخط هو القانون الفاصل بين الفن والفوضى!

• الكلام أعلاه لو تجاوزنا به خط تماس (رياضتنا المحلية) فهل سيبقى في ملعب الفن، أم سنجد أنفسنا في رحلة تيه بلا حدود كصوفي يبحث عن الحقيقة بعد أن يئس من رؤيتها في لحظات الكشف والتجلي؟

• في مقالات سابقة كثيرا ما لمحت أحيانا، وصرحت أحيانا أخرى عن غبطتي التي تصل لدرجة الحسد أحيانا من السقف العالي للصحافة الرياضية، تحول هذا الشعور من الغبطة إلى الشفقة، وقبل أيام تحول إلى شعور بالتقزز، أقول هذا بعد أن لمست خيبة الأمل والخجل معا على وجوه جماهير الأندية من تصريحات رؤساء الأندية، وتذكرت قبل سنوات عندما كانت تهيج الجماهير في المدرجات يقف رئيس النادي طالبا منهم الهدوء، وبالفعل من باب الاحترام والتقدير تجد الجماهير تتجاوب مع رئيس النادي رغم شعورها بالظلم من الحكم مثلا، أما ما يحصل الآن فهو العكس تماما؛ تجد الجماهير تطالب رؤساء أنديتها بالهدوء والتحلي بالأخلاق، وأن يكون التنافس داخل الملعب فقط، فالرياضة فروسية ونبل وأخلاق، إن تخلت عن فروسيتها فستقفز من مربع الفن إلى تيه العبث، والرياضة لا يمكن أن تتطور وتستمر بدون جمهور، فكل ما تعمله الأندية برؤسائها ومدربيها ولاعبيها وكل الفنيين والإداريين لن يكتمل أو ينجح بدون تفاعل الجمهور، فهل فكر كل هؤلاء بمصيرهم عندما يصل الجمهور لدرجة أنه يشعر بالخجل من تصرفاتهم؟ سيبقون كفرقة أوركسترا تعزف ألحانا عظيمة لكن لا أحد يحضر أو يسمعهم، والمشكلة أكثر لو وصلت قناعة الجمهور أن قائد الأوركسترا هو الذي يتعمد صنع النشاز، متعمدا الخروج من مسار اللعب والفن إلى ضجيج وضوضاء الفوضى.

• بقي سؤال: ماذا حصل

للإعلام الرياضي بعد أن تجاوز السقف؟

- لا شيء سوى أنه ذهب، الجمهور (غسل يده) بل (اغتسل) من جدوى تطوره، والإعلاميون أصبحوا في برامجهم التي تجاوزها المدرج الرياضي، أصبحوا (يسولفون) ولا يسمعهم أحد، حتى هم لا يستمعون لبعضهم، لقد تضاءلوا وصغروا جدا حتى أصبحوا يقولون كلاما لا أحد يخجل منه، ليس لأنه لم يعد مخجلا، ولكن لأنه لم يعد يسمعهم أحد!

Fheedal3deem@