أبحاث الكونجرس: طهران الأكثر تخريبا بدعمها الجماعات المسلحة

طهران خصصت موارد كبيرة لشن هجمات الكترونية ضد أمريكا وحلفائها في الخليج
طهران خصصت موارد كبيرة لشن هجمات الكترونية ضد أمريكا وحلفائها في الخليج

الاثنين - 17 سبتمبر 2018

Mon - 17 Sep 2018

صدر تقرير لمركز خدمة أبحاث الكونجرس أخيرا، يشرح سياسة الأمن القومي الإيراني التي تعد نتاج عدد من العوامل المتداخلة والمتضاربة، مثل أيديولوجية الثورة الإسلامية في إيران، حيث سعت قيادتها لردع وإحباط الولايات المتحدة أو غيرها من الجهود لغزوها أو تخويفها من أجل إحداث تغيير في النظام.

ويؤكد التقرير أن إيران تقدم الدعم المادي لعدد من الفصائل المسلحة مثل الداعمة لنظام الأسد في سوريا، وحزب الله اللبناني، والمتمردين الحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية العراقية، والجماعات المسلحة البحرينية.

وارتكب عدد من حلفائها أعمالا إرهابية دولية. ووصف تقرير سنوي لوزارة الخارجية عن الإرهاب الدولي منذ أوائل التسعينات إيران بأنها الدولة «الرائدة» أو «الأكثر نشاطا بدعمها للإرهاب».

شواهد على التهديد

منتصف 2015

أوقفت إيران عددا من السفن التجارية العابرة للمضيق كجزء من محاولة لحل النزاعات التجارية مع شركات الشحن، لإظهار قدرة إيران المحتملة على السيطرة على المضيق.

2017-2016

وفقا لمدير الاستخبارات القومية الأمريكية، بلغت تفاعلات البحرية الأمريكية مع قوات الحرس الثوري الإيراني البحرية غير الآمنة أو غير الطبيعية أو غير المحترفة 10%، حيث جرى عدد من «اعتراضات عالية السرعة» للسفن البحرية الأمريكية في الخليج، وفي بعض الحالات أطلقت الصواريخ بالقرب من السفن الحربية الأمريكية خلال بعض هذه الحوادث، والسفن الأمريكية أطلقت طلقات تحذيرية عند الاقتراب من طائرة حربية إيرانية.

وقال قائد البحرية الأمريكية إنه منذ أغسطس 2017 توقفت إيران إلى حد كبير عن التحديات البحرية، وهذا التحول في السلوك الإيراني ربما كان الدافع وراء المخاوف من أن إدارة ترمب قد تأذن باستخدام القوة المميتة في مثل هذه الحوادث في المستقبل.

27 فبراير 2018

قال قائد القيادة المركزية الأمريكية جوزيف فولت أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب «يمكن لإيران أن تغلق بسرعة مضيق هرمز باستخدام مجموعة من الألغام البحرية وبإمكانها تعطيل نقاط الاختناق البحرية الرئيسية في جميع أنحاء المنطقة».

أوائل يوليو 2018

هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني بشكل غير مباشر بالتدفق الحر للنفط في الخليج إذا نجحت إدارة ترمب في إجبار عملاء النفط الإيرانيين على التوقف عن شراء النفط الإيراني تماما.

وذكر قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني علي رضا أن إيران لديها «السيطرة الكاملة» على الخليج العربي ومضيق هرمز.

أوائل أغسطس 2018

صرح الجنرال فولت أن الجيش الأمريكي مهتم ويراقب الحركات العسكرية الإيرانية في الخليج.

إدارة ترمب

أشارت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى «الأنشطة الخبيثة» الإقليمية الإيرانية، حيث إن تكرار اختبارات الصواريخ الباليستية يؤكد أن «الأعمال الاستفزازية الإيرانية تهدد الولايات المتحدة، ومنطقة الشرق الأوسط»، وأن خطة العمل المشتركة فشلت في التصدي لسلوك إيران غير المقبول.

وهذا ما أدى إلى انسحاب ترمب من الاتفاق النووي، وأعلن إعادة فرض العقوبات الأمريكية، وتؤكد الإدارة أن العقوبات ستحرم إيران الموارد اللازمة لتنفيذ أنشطة خبيثة خارج حدودها.

جهود دول الخليج لمواجهة طهران

اعتمدت الولايات المتحدة على دول الخليج في احتواء القوة الإيرانية، والتي يتوجب التصدي لها من أجل الحفاظ على تدفق النفط وحرية الملاحة في الخليج العربي، حيث حدد مضيق هرمز من قبل إدارة المعلومات باعتباره منطقة مهمة محتملة للاقتصاد العالمي، حيث يتدفق يوميا نحو 17 مليون برميل من النفط، وينظر المسؤولون الأمريكيون والخليجيون إلى إيران على أنها تحمل تهديدا للتدفق الحر للنفط وحرية الملاحة.

سيناريوهات بديلة

كيف يمكن للإجراءات الأمريكية تغيير سياسات الأمن القومي الإيرانية؟

حتى الآن، لم تخفض أي استراتيجية أمريكية التأثير الإيراني الإقليمي.

ويؤكد مسؤولو إدارة ترمب أن إيران زادت من أنشطتها الخبيثة الإقليمية منذ بدأت خطة العمل المشتركة العالمية (JCPOA)، ويقول الخبراء بأن تأثير إيران الإقليمي الموسع يرجع إلى الفرص التي توفرها نزاعات المنطقة أكثر من الزيادة في الموارد المالية الإيرانية.

جهود الإدارة الأمريكية

فرض العقوبات على مختلف الأنشطة الإيرانية ونشر القوات الأمريكية لاعتراض شحنات الأسلحة وردع الأعمال البرية للحد من النفوذ الإيراني الذي قال عنه فولت في فبراير 2018 «إن التصدي لتأثير النظام الإيراني الخبيث في المنطقة هو عنصر أساسي في جهود الولايات المتحدة للدفاع عن الحلفاء العدوان العسكري» ومع ذلك، فإن الضغوط الأمريكية الإضافية على إيران، خاصة إذا كانت تنطوي على عمل عسكري، من المرجح أن تجعل الولايات المتحدة تتدخل بعمق أكبر في الصراعات الإقليمية.

التغير المقترح

للحفاظ على خطة العمل المشتركة، وتعزيز إعادة اندماجها في المجتمع الدولي، وتجنب المواجهات مع الولايات المتحدة، قد يتم حث إيران على تغيير سياساتها بطرق تفيد مصالح الولايات المتحدة والدول الحليفة.

مساعي إيران وفق التقرير:

  • الاستفادة من الفرص المتاحة للصراعات الإقليمية لقلب هيكل السلطة في الشرق الأوسط.

  • تعزيز مكانتها الدولية واستعادة الإحساس »بالعظمة « والتطلع لاستعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية القديمة.

  • دعم الحركات الشيعية والحركات الإسلامية الأخرى.

  • تدعي بأن السعودية تحرض على التوترات الطائفية ومحاولة استبعاد إيران من الشؤون الإقليمية.

  • تخفيف العقوبات على ضوء الاتفاق النووي متعدد الأطراف» (JCPOA) للتفاوض من أجل شراء أسلحة في المستقبل.




اعتماداتها في الأمن القومي بخلاف دعم الميليشات والفصائل المسلحة

لا يقتصر الأمن القومي الإيراني على الدعم العسكري للحلفاء والفصائل المسلحة بل يعتمد على:

  • طهران مولت بحسب مجموعة واسعة من المراقبين، مرشحين في العراق وأفغانستان ولبنان لزراعة الحلفاء هناك.

  • قدمت مدفوعات مباشرة لقادة الدول المجاورة في جهد لكسب والحفاظ على دعمهم.

  • اعترف رئيس أفغانستان حامد كرزاي علنا في 2010 ​​بتسلم مكتبه مدفوعات نقدية من إيران.

  • بعض البرامج التدريبية والتعليمية في إيران تهدف إلى جلب الشباب المسلمين للدراسة في إيران، وأحد هذه البرامج متاح في أمريكا اللاتينية، على الرغم من صغر نسبة المسلمين هناك.

  • خصصت إيران منذ 2012 موارد كبيرة من أجل التجسس الالكتروني وشن هجمات الكترونية ضد الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج العربي.

  • المتسللون الإيرانيون بدعم من الحكومة أجروا سلسلة هجمات سيبرانية ضد شركات النفط والغاز.




خطوات إيرانية متوقعة إن لم يتم كبحها بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاقية النووية:


  • مواصلة تزويد حلفائها الإقليميين ووكلائها في سوريا والعراق بأكبر كميات من الأسلحة بما في ذلك الصواريخ قصيرة المدى.

  • قد تنجح في إقامة ممر آمن يمتد من إيران إلى لبنان وبالضغط على إسرائيل من الحدود السورية والحدود اللبنانية.

  • ستتمكن إيران من تحديث قواتها المسلحة والحصول على أنظمة إضافية يمكن أن تقوي قدراتها إلى النقطة التي يمكن أن تتحرك فيها القوات البرية عبر الممرات المائية مثل مضيق هرمز، إن رفع الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على مبيعات الأسلحة لإيران في أكتوبر 2020.

  • يمكن لإيران أن تزيد من مساعدتها للفصائل المعارضة المتشددة في البحرين.




مقترحات لإعادة دمج إيران في المجتمع الدولي:


  • تعاونها في تحديد بديل الأسد في سوريا فهذا بإمكانه أن يضعف الصراع الأهلي هناك ويمهد الطريق لإيران من أجل سحب قواتها هناك.

  • تقتنع بالحد من إيصالها لصواريخ بعيدة المدى إضافية أو معدات عسكرية أخرى لحزب الله وحماس، على الرغم من أنه من غير المحتمل تحت أي ظرف من الظروف أن تحد من دعمها السياسي لحزب الله.

  • تقدم حلا سياسيا في اليمن يمنح الحوثيين القليل من التأثير في حكومة جديدة، وبالتالي الحد من الصراع.

  • تحل النزاع مع الإمارات حول الجزر الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبوموسى في الخليج العربي.

  • تزيد من شفافية نظامها المالي، بما في ذلك التصدي لاستخدام نظامها المصرفي لغسل الأموال وتمويل الإرهاب.

  • تحصل على قبول في منظمة شنغهاي للتعاون.

  • السعي لوضع اللمسات الأخيرة على المشاريع الاقتصادية الإقليمية الرئيسة التي تستفيد منها المنطقة بأكملها، بما في ذلك تطوير حقول النفط والغاز في بحر قزوين، وخطوط الأنابيب بين إيران والكويت والبحرين وعمان، وكذلك تطوير خط أنابيب الغاز الطبيعي بين إيران وباكستان وتطوير ميناء تشابهار.




عوامل إيرانية محلية قد تؤثر في تغير سياستها الخارجية:


  • الخوف من الاضطرابات في المستقبل يمكن أن يؤدي لخفض ميزانية الدفاع والحد من برنامج تطوير الصواريخ بعد تظاهر الشعب في نحو 80 مدينة إيرانية من ديسمبر 2017 حتى يناير 2018، والشكوى من استخدام النظام للموارد من أجل الصراعات الخارجية بدلا من تحسين مستويات المعيشة.

  • قد يؤدي الخروج من مسرح المرشد الأعلى إلى تغيير السياسة بشكل حاد.

الأكثر قراءة