300 وثيقة سرية تكشف تعاون إيران والقاعدة

الثلاثاء - 11 سبتمبر 2018

Tue - 11 Sep 2018

كشفت دراسة أمريكية حديثة تفاصيل علاقات التعاون الوثيق والمصالح المشتركة بين إيران وتنظيم القاعدة خلال 30 عاما لتمكين القاعدة من خدمة المصالح الإيرانية، مستندة في ذلك على 300 وثيقة سرية حصلت عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA من المجمع الذي كان يسكن فيه زعيم القاعدة أسامة بن لادن في أبوت آباد الباكستانية 2011.

وأكدت الدراسة التي أعدها مركز «نيو أمريكا» في واشنطن أن إيران كانت طوال السنوات الماضية تستخدم تنظيم القاعدة لضرب مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط.

وأشارت الدراسة إلى أن التعاون بين إيران والقاعدة لم يكن على أساس استراتيجي، بسبب الاختلاف الأيديولوجي، وغياب الثقة بين الطرفين، بل كانت العلاقة بسبب المصالح المتبادلة التي تقتضيها ظروف المرحلة، حيث لجأت القاعدة إلى إيران للحصول على دعم لوجستي كالسماح بمرور أعضاء التنظيم وتوفير المأوى والملاذ الآمن، في حين استخدمت إيران التنظيم لضرب مصالح خصومها في الولايات المتحدة الأمريكية والخليج، حيث تضمنت إحدى الوثائق ما نصه «إن أي تعاون قد تقدمه إيران للقاعدة سيكون مبنيا على أساس خدمة سياستها الخارجية ضد الولايات المتحدة».

واشتملت الدراسة الأمريكية على اعترافات منشقين عن تنظيم القاعدة، وتحديدا المدعو جمال الفضل الذي أكد أن بعض رفاقه سافروا إلى لبنان، حيث تلقوا تدريبات، حول كيفية تنفيذ تفجيرات بمساعدة حزب الله.

علاقة المصالح المتبادلة

من جهته، يرى المحلل والباحث في شؤون الجماعات المتطرفة حمود الزيادي أن هذه الدراسة تأكيد جديد على قطعية «علاقة المصالح المتبادلة» بين النظام الإيراني وأتباعه من جهة، وتنظيم القاعدة الإرهابي من جهة أخرى، والتي تمتد إلى مطلع التسعينات حينما عقد اجتماع إرهابي استراتيجي رفيع بين عماد مغنية القائد العسكري لميليشيات حزب الله وأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة إبان تواجد بن لادن وقتها في السودان، حينها رسمت أسس التعاون لتبادل «المنافع» بحيث يوفر حزب الله المعسكرات والمدربين فيما على القاعدة استهداف عدو الطرفين المشترك الولايات المتحدة ومصالحها وحلفائها في المنطقة، والتفاهم على عدم الصدام بين الطرفين رغم التناقضات الأيديولوجية.

التدريب داخل الأراضي الإيرانية

وقال الزيادي لـ «مكة» إنه بالفعل أسست معسكرات ودرب المئات من عناصر القاعدة سواء في معسكرات حزب الله أو حتى في مناطق داخل الأراضي الإيرانية، ونشير هنا إلى مجموعة عرفت «بكتائب عبدالله عزام» وكان يتزعمها إرهابي مطلوب للأمن السعودي وهو صالح القرعاوي ومعه نحو مئة عنصر وفرت لهم معسكرات في الأراضي الإيرانية خلال الفترة من 2006 حتى 2009 بحسب معلومات استخبارية دقيقة قبل أن ينتقل إلى أفغانستان من جديد ويتعرض لإصابات بليغة من طائرة درون أمريكية وينقل إلى السعودية حيث يحاكم.

وأضاف الزيادي أنه من الثوابت المتواترة تواجد قيادات للقاعدة في ضيافة الدولة الإيرانية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حتى إن سيف العدل المصري القائد العسكري للقاعدة وجه خلية إرهابية تتبع للتنظيم لتنفيذ تفجيرات شرق الرياض في 12 مايو 2003 بينما كان متواجدا في طهران.

أبرز ما كشفته الوثائق

  • محاولة إيران ﻓﻲ 2004 إقناع بن لادن بالتوسط لوقف هجمات أبومصعب الزرقاوي ضد الشيعة ومواقعهم المقدسة في العراق

  • استعداد إيران لتقديم الدعم والمساعدة بالمال والسلاح على أساس «الغاية تبرر الوسيلة»

  • إيران صديق حميم لتنظيم القاعدة منذ تأسيسه في 1988

  • أفراد تنظيم القاعدة بمن فيهم أفراد أسرة بن لادن لم يجدوا أي مشكلات في اللجوء إلى إيران بعد هجمات 11 سبتمبر وسقوط طالبان

  • استخدمت القاعدة إيران ممرا لتهريب الأشخاص والأموال سرا، واعتبارها ملاذا موقتا، أو ممرا آمنا